العفو الدولية تحذر من خطورة إجراءات مكافحة الإرهاب المقترحة في بريطانيا:


"سي آي إيه"تعتقل مشتبها فيهم بالإرهاب في مراكز اعتقال سرية في أوروبا الشرقية

واشنطن، لندن ، براغ ،موسكو، صوفيا، بانكوك : الوكالات

قال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر أمس إن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش تسببت في انحطاط المعايير الأخلاقية التي ميزت السياسة الأمريكية الخارجية على مدى عقود.
وجاءت تصريحات كارتر في مقابلة مع شبكة "إن.بي.سي" الإخبارية تعقيبا على ما جاء في تقرير لصحيفة"واشنطن بوست" بأن الولايات المتحدة أقامت مراكز اعتقال سرية في أنحاء مختلفة من العالم لاحتجاز المشتبه بضلوعهم في الإرهاب.
وقال الديمقراطي كارتر الذي كان رئيسا للبلاد من عام 1977 وحتى 1981"خلال السنوات الخمس الماضية حدث تغيير كبير وهائل في السياسات الأساسية والقيم الأخلاقية في بلادنا".
وأضاف"هذا مجرد مؤشر واحد على ما قامت به هذه الإدارة لتغيير السياسات التي حافظت عليها البلاد طوال تاريخها".
وقال كارتر إنه رغم أنه لم ير أي دليل على تلاعب الإدارة الأمريكية بالمعلومات الاستخباراتية قبل الحرب على العراق، إلا أنه دان الإدارة الأمريكية بسبب مزاعمها بأن النظام العراقي السابق كان على علاقة بجماعات إرهابية.
وأضاف: "أعتقد أن المزاعم بأن (الرئيس العراقي المخلوع) صدام حسين كان ضالعا في هجمات 11 سبتمبر والمزاعم بأنه كان يمتلك أعدادا هائلة من أسلحة الدمار الشامل التي يمكن أن تهدد بلادنا... كانت تهدف إلى تضليل الشعب الأمريكي ودفعه إلى الحرب".
وكانت صحيفة الواشنطن بوست ذكرت أن معتقلين بارزين من تنظيم القاعدة يحتجزون في مراكز اعتقال سرية في أوروبا الشرقية وغيرها من المناطق عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 ضد الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) تحتجز أهم المشتبه بهم في تنظيم القاعدة في مراكز اعتقال سرية في شرق أوروبا وأماكن أخرى أقيمت بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001ويعرف بها قلة فقط من المسؤولين.
وكتبت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أمريكيين وأجانب مطلعين على هذا النظام أن السجون المعروفة باسم "مواقع سوداء" تقع في 8 دول تشمل تايلاند وأفغانستان "وبعض الدول الديمقراطية في شرق أوروبا".
ولم تكشف الصحيفة أسماء الدول في شرق أوروبا "بناء على طلب مسؤولين أمريكيين كبار" اعتبروا أن الكشف عنها قد يعرقل جهود مكافحة الإرهاب في هذه الدول وفي أماكن أخرى.
وقالت الصحيفة إن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أرسلت أكثر من 100 مشتبه بهم إلى شبكة السجون السرية، مشيرة إلى أن العدد تقريبي ولا يشمل السجناء الذين يعتقلون في العراق.
وأضافت" أن نحو 30 من المعتقلين الذي يعتبرون من أبرز المشتبه بهم في قضايا الإرهاب موقوفون في مراكز الاعتقال السرية التي تمولها وتديرها "سي آي إيه" في شرق أوروبا وأماكن أخرى، بعدما تم إغلاق مركزين في تايلاند و جوانتانامو في كوبا عامي 2003 و2004.
وأضافت أن أكثر من 70 معتقلا آخر اقل أهمية ولا علاقة لهم مباشرة بالإرهاب اعتقل بعضهم في هذه المراكز، سلموا إلى أجهزة الاستخبارات في مصر والأردن والمغرب وأفغانستان ودول أخرى.
وقالت "واشنطن بوست" إن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والبيت الأبيض قاما بثني أعضاء الكونجرس عن طرح أسئلة حول هذه المراكز أو ظروفها.
ورفضت سي أي ايه التعليق على ما نشرته واشنطن بوست
من جانبها نفت وكالة المخابرات الروسية وجود مثل هذه المنشآت على أرضها. وقال المتحدث باسم الوكالة نيكولاي زاخاروف:"يمكن القول بثقة إنها ليست موجودة في روسيا".
كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية البلغارية ديميتار تسانشيف: "ليس لدينا مثل هذه المنشآت ولا يوجد معتقلون أجانب محتجزون سرا في بلغاريا".
وفي السياق ذاته أعلن رئيس أجهزة الاستخبارات المجرية أندراس توث أن المجر لم تتلق أي اتصال من الولايات المتحدة بشان إقامة"سجون سرية" على أراضيها لإخفاء إرهابيين واستجوابهم. فيما قال المتحدث باسم الحكومة التايلاندية إن بانكوك ربما ورد اسمها لأنها ساعدت في ضبط حنبلي الإندونيسي المتهم بأنه حلقة اتصال أساسية بين أسامة بن لادن وجنوب شرق آسيا في عام 2003 .
إلى ذلك حذرت منظمة العفو الدولية البرلمانيين البريطانيين الذي سيناقشون قريبا التشريع الجديد لمكافحة الإرهاب الذي عرضته حكومة توني بلير من أن هذه الإجراءات "خطرة" على ما ذكرت صحيفة "إنديبندنت" أمس.
وفي وثيقة وجهتها إلى البرلمانيين دانت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان ومقرها في لندن، مشروع القانون الذي يزيد من صلاحيات الشرطة في اعتقال أشخاص ويعتبر "تمجيد الإرهاب" جريمة.
واعتبرت المنظمة أن هذه الإجراءات "غير مناسبة وخطرة" وتعتبر انتقاصا من "حرية السلطات القضائية وسلطة القانون".
من جهة أخرى رفضت الجمهورية التشيكية أخيرا طلبا تقدمت به الولايات المتحدة تطلب منها فيه إقامة مركز اعتقال على أراضيها لاستقبال معتقلين من قاعدة جوانتانامو الأمريكية في كوبا، كما أعلن وزير الداخلية فرانتيسك بوبلان أمس.
وقال الوزير بوبلان لنشرة صحيفة "اكتويالنتي" على موقعها الإلكتروني "إن مفاوضات جرت قبل شهر تقريبا. بذل الأمريكيون جهدا لإقامة نوع من هذا هنا، لكنهم فشلوا".
وأضاف الوزير التشيكي إنها قضية معقدة جدا، لا أريد التحدث عن تفاصيلها".
ونقلت النشرة الإلكترونية للصحيفة عن "مصدر قريب من أجهزة الاستخبارات التشيكية" قوله إن الولايات المتحدة وجهت الطلب نفسه إلى دول أخرى في أوروبا الشرقية.
وأضافت أن المصدر الذي يتمتع "بمصداقية عالية" أعلن "على حد علمنا، نجحوا في مكان ما".