اقتباس: إبراهيم كتب/كتبت
[QUOTE]باعتقادي، أن ما نسميه "فكراً" إسلامياً ليس أكثر من "رد فعل" وليس "فعلاً". ما نطلق عليه اسم "مفكر إسلامي" ليس "مفكراً"، بمعنى أنه لا يقوم بمحاولة إدراك حقائق الأشياء من خلال حياد موضوعي وشك منهجي، بل لديه "منظومة كاملة جاهزة" من "الأفكار المسبقة" التي تقررها "النصوص المقدسة"،

دي عبارة شديدة يا أخ العلماني (f)

من وجهة نظري، قطعا هناك فكر إسلامي و يخرج كإفراز صافي للتأويل الذي ينطلق منه المفكر و ليس بالضرورة أن يكون ردة فعل موجهة لإثبات أو رفض و لكن من باب التقرير بحقيقة. هل تعتبر أن ما قام به الإمام محمد عبده كان من قبيل رد الفعل؟ و ماذا عن النهضة الإسلامية الأندلسية التي لا تزال تسلب عقول الأكاديمين في أفخم جامعات أوروبا و الولايات المتحدة؟ طب رد فعل على مين؟ سيظل هذا الرجل أيقونة مجد خالدة تنال احترام و تقدير الجميع. و لكن عامة من من المفكرين ينطلق من تلقاء نفسه عفويا دون الحاجة للرد استجابة لأزمة من نوع ما؟ أليس الفكر عامة بكل صنوفه هو استجابة لمعالجة أزمة أو قضية تجتازها أمة ما؟ لذلك، أعتقد أنه يوجد فكر إسلامي و فكر مسيحي و فكر لا ألوهي و فكر من كل صنف و لون و خصوبة الفكر عامة تنبع من الحاجة الماسة للرد المستجيب لقضية تتفجر و تنطرح أمام ناظرينا.

هذا لا يلغي أني أقف وراء شيخي سلامة موسى و الذي تعرفت عليه بفضلكم و بفضل المنتدى هنا.. و هو يقول:

[ و إذا أردنا أن نستكنه روح الإسلام يجب أن نفهم روح الأعرابي في جزيرة العرب. فهي روح البداوة. و البدوي بطبيعة معيشته يتعصب لوحدانية الله تعصبا شديداً و يكره جميع ضروب الترف سواء كان هذا الترف ذهنياً أم مادياً. و ربما كان الوهابيون الآن أقرب من يمثل لنا فورة الإسلام و هبوب العاصفة العربية على الدولة الرومانية
.
.
.
و ليس يجدي القاريء أن نبحث عن أصول الإسلام أو غاياته أو مقدار قيمته العمرانية فإن الظروف لا تؤاتينا على ذلك و كل ما يمكن أن نقوله أنه دين بدوي يتسم بكراهة الترف و بشدة الإيمان بالوحدانية و أن الوهابيين يمثلون روحه الآن أصدق تمثيل ]

راجع: حرية الفكر و أبطالها في التاريخ، و هو قصة الحرية الفكرية و انطلاق العقل البشري من قيود التقاليد و فوز المتسامح على المتعصب مع ذكر ما لقيه الأحرار من ضروب الاضطهاد من أقدم العصور للآن، تأليف سلامة موسى، و الصفحات 61، 63،
عنيت بنشره إدارة الهلال بمصر سنة 1927
quote]

الحقيقة أشكرك على انصافك ياابراهيم .

وأود فقط ان اعقب تعقيب بسيط : ان الاسلام لم ينشأ في الصحراء كما هو مروّج اعلاميا عنه في الغرب . وانما نشأ في مكة ومكة كانت تسمى كما تعرف ونعرف جميعا ( ام القرى ) . وكانت ( رحلة الشتاء والصيف ) هي عملية الاستيراد والتصدير الكبرى كل عام من مكة الى الامبراطورية الرومانية .

فلم يكن الاسلام يوما دينا بدويا ولا يحض على البداوة .
ولا اعتقد ان فكرا كهذا تقوم عليه حضارة اوروبا في الاندلس كما تكرمت وذكرت مشكورا .

والنصوص التي تحض على استغلال كل ذرة طاقة للتعمير والتحضر كثيرة جدا من أشهرها قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم :

اذا قامت الساعة وفي يد احدكم فسيلة فليغرسها
حتى ولو لم يستفد احد منها : اذ قامت الساعة !

فهو دين حضاري بكل ماتحمل هذه الكلمة من معنى .

شكرا لك .