حديث بسيط عن الله .. ورد على الإحصائيّة المُفحمة .. (حسب تعبير المسلمين) ..

أشكر جميع السادة المسلمين الذين يتشوّقون لرؤيتي في نار جهنّم ..
صدّقوني أضحك كثيراً .. حينما أتخيّل الله يطردني من جنّاته لأنّي لم أركع لظلمه .. وجبروته .. ولم أخضع لكلّ انفصاماته .. وتخيّلاته .. وتهيّؤاته .. التي لا تقنع عقلاً عاقلاً ..
أيّ إلهٍ ذاك .. سيخلقني ليعذّبني .. !!
أي إله سيحرق سكّان الصين كلّهم .. ويدخل أمّة محمّد الجنّة ..!!
يا له من إله .. أعذروني .. معقّد نفسياً ..


لذا .. لا داعي لاستخدام أساليب ترهيبيّة مثل (نسبة المنتحرين من الملحدين أكبر من نظيرتها عند المؤمنين) .. (نراك في جهنّم) .. (اقترب يوم القيامه) ..
فذاك كلّه .. وبافتراض "أغبى" الأحوال .. بأنّه صحيح .. فهو يعني أنّ الحياة مخلوقة لكم يا أصحاب الحق .. فاهنؤوا بنعيم إلهكم "المعقّد" لوحدكم .. واهنؤوا بجنّاته التي رصدها لمن يركع له .. ويصوم له .. ويعيش في أسفل الدرك .. له ..

وصدّقوني .. لو جاءني يقين 100% بوجود إلهكم .. أو أي إلهٍ ديني آخر .. فلن أركع لركاكته .. وإن سخّرني حطباً لانتقامه ..

لذا .. فلا تتعبوا أنفسكم .. ويكفي وعيداً .. ويكفي سخرية على العقول ..
أنتم لا تملكون شيئاً تفحمون به البشر .. كتبكم المقدّسة خرافات بخرافات .. إعجازاتكم العلميّة ضحك على اللحى .. (في إحدى المنتديات أثبتّ كرويّة الأرض ببيت : الليل يا ليلى يعاتبني .. ويقول لي سلّم على ليلى .. بطريقتكم ذاتها في إثبات الإعجازات) .. بل إن إعجازاتكم في أغلبها أخطاء علميّة فادحة ..
ولنفترض .. لنفترض .. أنّكم تملكون الحقيقة .. فأنتم تملكون حقيقة مرّة .. حقيقة مؤسفة .. أناجي البشريّة بأجمعها أن تقف ضدّها .. ضد إلهكم المريض ذاك .. فهو بلاء لنا .. وللبشريّة ..
لما لا .. ربّما كانت قوى الشر في الطبيعة هي الأقوى .. !!
لكن هل أنا مطالب للركوع للأقوى .. !!؟؟



بالنسبة لإحصائيّة الانتحار .. فهي تفتقد للدقّة على ما أظن .. والإشكالات التي طرحها الزميل Godfather .. تخدّم هذا الظن ..
لكن .. كما كنت مرناً معكم بقضيّة وجود الله وجهنّم والشياطين .. سأكون مرناً هنا مرّة أخرى .. وأفترض صحّة هذه الإحصائيّة .. (وشملها لكل الإرهابيين المسلمين .. الذين يفجّرون أنفسهم طمعاً بسبعين فرجٍ ونهر من الخمرة) ..
ماذا تعني هذه الإحصائيّة .. !!
أنا من خلال أغلب مشاركاتي أؤكّد دوماً على أنّ الله حاجة بشريّة .. واختراع "الله" هو إن دلّ على شيء .. يدل على ضعف البشر واستكانتهم .. وحاجتهم لسند خارق يدفع ظلم "الحياة" عنهم .. وينتقم من أعدائهم .. ويقنعهم بأنّهم سيخلّدون بعد موتهم ..
بالعودة إلى الدراسات الانتربولوجيّة .. نجد أنّ أغلب الآلهة كانت عبارة عن حاجات لسدّ نقص بشري معيّن ..
وأساطير العذاب والثواب .. والأرواح والشياطين .. موجودة قبل الإسلام بآلاف آلاف السنين ..
الإنسان في كثير من الأحوال .. بحاجة ليقنع نفسه .. بأنّه "بدعواته للسماء" هناك شيء ما في الأعلى سيستجيب لدعواته .. ويحمي والديه أو ولده .. أو ييتّم سارقه الشرير .. ويهوّن عليه فزع الموت .. (انظروا توقيع الأخت الحالمة مسلمة للأبد) ..
هذه الحاجة .. نشأت أوّلاً من جهل الإنسان .. (حينما يعجز الإنسان عن تفسير شروق الشمس) .. فهو سيخافها .. ويركع لها ..
حينما أعجز عن تفسير أصوات مخيفة في منزلي .. سأخاف .. وأظنّ أن هناك أشياء خفيّة لا يمكن ادراكها .. والحقيقة يمكن أن تكون أبسط من ذلك .. مجرّد تسرّب هواء ..
وبعد نشأة هذه الحاجة .. تكرّست بالطبيعة البشريّة .. بل إنّ هناك دراسات عدّة "يمكن" أن تثبت أنّ هناك ارتباط جيني بالدين .. (الدين تعريفاً هنا .. هو الإيمان بقوى عليا) ..

لذا .. فإن انتحار الملحد .. "الذي أدرك أن لا سند له في الحياة" لا يدلّ على أن الدين هو الصواب .. والإلحاد هو الخطأ ..
الانفصام الذي يعيشه المؤمن بين ركاكة التشريعات "الإلهيّة" وبين حاجاته الحياتيّة .. أعقد بكثير من الرضى النفسي .. والصدق مع الذات الذي يعيشه الملحد ..
وإذا كان سد الحاجات "بواسطة التهيّؤات" يقي من الإنتحار .. فهذا لا يعني أنّ هذه "التهيّؤات" هي الصحيحة .. هناك العديد من الأمراض النفسيّة تُشفى بإيهام المريض بخرافات غير حقيقيّة .. فهل هذا يعني أن هذه "التوهّمات" العلاجيّة .. هي الحقيقة .. وهي الصواب .. !!؟
قطعاً لا .. !!الإنسان الذي يتربّى في بوتقة دينيّة .. يحتاج لكثير من الحكمة .. ولكثير من البحث والجهد حتّى يستطيع الخروج من هذه البوتقة ..
وفي كثير من الأحيان .. فإن هذه البوتقة تترك ترسّباتها .. التي تؤدي لاضطراب التوازن النفسي .. عند الملحد ..


خوليو