أخي إبراهيم .
إن من له تجربة حقيقية في الحياة يدرك سخافة التمايز الديني و المذهبي و العرقي ، فالأخوة الإنسانية هي الشيء الحقيقي المؤكد ، لقد عشت حياة متنوعة و حافلة ممتلئة بالحيوية أحيانا و أحيانا كنت خارج الحلبة أراقبها عن بعد ، فما وجدت شيئا يبقى صحيحا سوى أننا نواجه الحياة و الموت مجردين من أي خيار ، إننا أبناء الصدفة فكيف يعتقد بعضنا أن تلك الصدفة كانت قدرا عندما جاءت بهم ؟!. لا هي ظلت صدفة معنا و مع غيرنا ،وعلينا أن نكون أكثر تواضعا و إدراكا و أبعد نظرا .
الحمقى فقط يظنون أنهم وحدهم أبناء الله و أحبابه ، فالله يتعامل معنا بنفس القوانين و القواعد ، و الكون في صمته الطويل يدعونا أن نتحدد و نتضافر كبشر ضعفاء في مواجهة قدر غامض كتوم . يعلم الله أني ما زلت أتعجب كلما صادفني أحد هؤلاء الواثقين في غبائهم كل تلك الثقة ، بل أحيانا أحسدهم و أعاتب السماء منكرا :" طالما صنعتنا جميعا من خامات أولية عينها ، فلماذا لم تقسم نعمة الغباء علينا جميعا ،و آثرت بها أحبائك ؟" ، فتمعن السماء في إذلالي و يشح الغباء رغم أنه أكثر المنتجات رواجا .

أخي أبنوب
إن الإخوان أخطر على المسلمين المستنيرين من خطورتهم على المسيحيين ، وهذه حقيقة يجب أن تتأكد منها، فوصول الإخوان إلى الحكم في مصر وفي الظروف الحالية ، و كما هو معروف عنهم من انتهازية سيكونون في جيب أمريكا ،ولن يجازفوا بمعاملة المسيحيين وفق معتقداتهم ،و سيجدون عشرات الفتاوى تحت الطلب ، و لكنهم سيحيلون حياتنا كمسلمين إلى الجحيم حرفيا . هناك بعض السذج يعتقدون أن الإخوان يتاجرون بالشعارات و لن يطبقوها وهذا وهم ، إنهم أغبى كثيرا من هذا فهم يعتقدون بالفعل فيما يقولون . ليس لدينا الجيش التركي العلماني و ليس لنا القضاء التركي الأمين على قيم العلمنة ،و ليس لدينا الشعب التركي الذي يعرف أين يتوقف .
لا أعتقد أن هناك اتفاق حكومي إخواني ،و لكن أظن ما يحدث هو تجربة عملية لمعرفة قوة الإخوان الحقيقية ، و أيضا كشف تنظيماتهم و خباياهم ، كل هذا يتم تحت المظلة الأمريكية ، نعرف جيدا أن هناك ملفات زي الهباب لكثير من قيادات الإخوان ، ومعظم قيادتهم تحت السيطرة الأمنية و هم لا يشكلون أي خطورة على النظام الآن ، فكل خطورتهم تنحصر في تأثيرهم على الجماعات المسلحة خلال تدبير الأموال الخليجية لهم ، و هذا منعدم الآن لأسباب عملية ، و من المعروف أن النسخة المصرية من تلك التنظيمات الإرهابية هي تنظيمات تموت في القرش ،و لا تعمل سوى بتمويل سعودي خليجي ،وهو متوقف منذ سنوات طويلة بضغط من أمريكا .أخطر ما يمكن حدوثه هو تصرف أمريكي أرعن في إطار استراتيجية ( الفوضى الخيرة ) ينتهي بوصول الإخوان إلى السلطة في مصر كما حدث للتنظيمات الشيعية الأصولية في العراق .
المشكلة أنه لا توجد أحزاب ليبرالية حقيقية في مصر ، فالوفد أضحى مجرد ذكرى و حتى حزب الغد طلع مقلب و هش ، مصر في حاجة ماسة لحزب ليبرالي حقيقي مثل الوفد زمان وفد سعد زغلول يدعمه المسيحيون و العلمانيون ، حزب واضح صريح . إن أسوأ ما يفعله المسيحيون هو ما يفعلونه بالفعل وهو الاصطفاف خلف الكنيسة ، فلا يمكن أن نطالب المسلمين بقيم العلمنة و نحن نفتقدها .
لا تخش شيئا مما تراه من صور التعصب الإسلامي ، فالمصريون سهل التأثير عليهم و سريعو التغيير ،وهم عمليون جدا ولا يحفلون بالمبادئ المجردة ،ولو شعروا أن مصلحتهم في التخلص من التطرف سيفعلون فورا ،و ستجد شعارات جديدة مثل ( الدولار هو الحل .. و العقد ) .

تعليق على حكاية السماء .
نعرف جميعا أن السماء هي مجرد خداع بصري نتيجة تشتت الأشعة الزرقاء فتأتي إلى العين من كل مكان . مجرد ظاهرة طبيعية بسيطة ..
طلعت بصرة ..
مفيش سماء ولكن الأنبياء قديما لا يعرفون فيزياء فما عذركم اليوم ؟.