{myadvertisements[zone_1]}
كنت أعمى والآن أبصر ..
Abanoob غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,567
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #61
كنت أعمى والآن أبصر ..
كنت أعمى والآن أبصر :

الحلقة الرابعة :

حوار صريح حول الإسلام

ظهر لي السيد المسيح في سماء الكعبة في ظهر يوم 1 / 1 / 1987 حيث كنت مجرد شيخ مسلم يؤدي مناسك العمرة ، وأعلن لي أنه هو الطريق والحق والحياة ، وأنه هو الإله الحي ، ورسالته هي الدين الوحيد الأجدر بالإتّباع ، كما أفهمني بأن الدين الإسلامي ما هو إلا امتداد للوثنية القديمة . أعلن لي كل ذلك بوضوح تام وبصراحة كاملة ، الأمر الذي جعلني أسرع بمغادرة الكعبة وأذهب إلى أقرب حلاق لأزيل لحيتي ، وبعدها ذهبت للفندق وأخرجت ملابسي الدينية من حقيبتي وتأملت في الجلباب الأبيض والطاقية والعباءة السوداء ، ووجدت نفسي ألقي بهم في سلة المهملات ، ثم أحجز على أول طائرة عائدة للقاهرة ..

+ داخل الطائرة أطلقت ضحكة ساخرة وتعجبت كيف كنت أعمى ولا أبصر ، وكيف استطاع الشيطان خداعي طوال هذه السنوات ، نظرت حولي داخل الطائرة لأتأمل وجوه الركاب ، كانوا كلهم من المسلمين وغالبيتهم عائدين مثلي من تأدية مناسك العمرة . كنت أنظر إليهم بإشفاق ، وتمنيت أن أقف لأروي لهم حقيقة ما رأيت وما أدركت من حقائق تتناول هذا الدين الذي يتبعونه دون أن يعرفوا حقيقته ، وطلبت من المسيح أن يُعدّني لأشهد أمام المسلمين بالحق الصريح الذي رأيته بعيني المجردة لعلهم يهتدون كما اهتديت .

عدت لوطني لتبدأ رحلتي مع الإيمان المسيحي والشهادة للحق ، وشاء الله أن أقضي خلوة في الصحراء دامت سنة لمراجعة الذات وللشحن الروحي ، وشاء بعدها أن أترك الصحراء وأنزل للعالم لأشهد للحق الذي رأيته بمحبة نارية وغيرة ملتهبة على خلاص النفوس. وبعد شهادات علنية وجريئة في وطني دامت أكثر من خمس سنوات متتالية ، وأثمر عنها ربح العديد من المسلمين إلى الدين الصحيح ، وإعادة العديد من المسيحيين المرتدين إلى حظيرة المسيح ، هاج إبليس غيظاً مني وقام بتحريض أتباعه وأعوانه فتآمروا علي وقاموا بمحاصرة بيتي تمهيداً لقتلي ، ولكن المسيح نجاني منهم بأعجوبة ، وانتهى بي الأمر إلى مغادرة وطني والحضور إلى هولندا التي وصلتها يوم 9 / 5 / 1993 وأودعتني السلطات بأحد الفنادق الكبرى لثلاثة أيام ، وفي اليوم الرابع تم تحويلي لمركز استقبال اللاجئين الجدد:

O.C. ZWOLE وكان به أكثر من 350 نزيل مسلم أغلبهم من الصومالين والأكراد والعراقيين ، بجانب عدد قليل جداً من المسيحيين الشرقيين .

ولم أضيع وقتي ، إذ سبق لي وحددت معالم حياتي والهدف من وجودي ، فلي رسالة لابد من القيام بها بدون توانٍ ، لذلك أسرعت بوضع حقائبي بالغرفة ، ثم تجولت في الكمب مبشراً بالمسيح لكل من ألتقي به . وكنت أحياناً أقف على باب الكمب ، أو داخل الحديقة الملصقة به . وكان أول عربي مسلم أقوم بتبشيره أخ عراقي مثقف ومهذب وحاصل على دكتوراه في العلوم من روسيا ، وتعجب من جراءتي ، ولكنه سرعان ما بدأ يتقبل مني حقائق الإيمان المسيحي بهدوء . وبعده قمت بتبشير شاب صومالي آمن بالمسيح فيما بعد.

وبدأ المسلمون بالكمب يشعرون بخطورتي على دينهم ، فحاول أحدهم قتلي ، فلم أهتز ولم أتوقف عن بشارتي ، فأدرك المسلمون أني لست من النوع الذي يخاف أو الذي يجدي معه العنف والتهديد ، ففكروا في طريقة أخرى وهي مناقشتي ومقارعتي بالحجج والبراهين ، فتقدم أحدهم وطلب مناظرتي والحوار الصريح معي حول المسيحية والإسلام وذلك بالعقل والفهم ، وليس بالعنف والتهديد .

فرحبت به ، وكان هذا الأخ فلسطيني الأصل لكنه ولد ونشأ في تونس وأسمه الأستاذ : علي إلياس .

وكانت حواراتنا ومناظرتنا الدينية تتم من خلال الأحاديث الشفوية ، ومن خلال الرسائل المكتوبة التي كنا نتبادلها داخل الكمب ، والتي احتوت في أغلبها على أسئلة هامة تدور حول المسيحية والإسلام . واتفقنا على أن يكون حوارنا صريحا، وان لا نغضب من بعضنا بسبب صراحتنا النارية .

وبجانب هذا الحوار ، أقيمت عدة حوارات جانبية أخرى مع بقية المسلمين بالكمب ، وجمعت خلاصة كل هذه الحوارات ودونتها في كراس صغير .

وبعد شهر تم نقلي لكمب آخر هو : A.Z.C . SALGHAREN

لذي كان يقع داخل قرية صغيرة هادئة ، وكان موقع الكمب ديراً سابقاً للراهبات ، وأتاح لي هدوء المكان أن أختلي بنفسي داخل غرفتي وأُعدّ مسودة هذا الكتاب معتمداً على خلاصة المناقشات التي تمت بيني وبين الأستاذ علي إلياس وبقية الأخوة المسلمين العرب بكمب زفووله والمدونة في كرّاسي الصغير

وفرغت من هذه المسودة في فجر الخميس الموافق 26 / 8 / 1993

وكنت قد تعرّفت حديثاً داخل الكمب على أخ لبناني شيعي حاصل على درجة دكتوراه في موضوع الفروق المذهبية بين السُنة والشيعة .

ودخلت في حوار معه حول الإسلام ، ثم عرضت عليه هذا الكتاب ليقول رأيه فيه ، فطلب مني ترك الكتاب عنده لمدة أسبوع ليقرأه بتأمل ، وبعدها يعلن لي رأيه فيه .

وبعد أسبوع ذهبت إليه فوجدته متجهّماً ، فسألته عن رأيه .

فقال : رأيي هو أنك ألدّ أعداء الإسلام وأنك تسعى لهدمه من جذوره ، ولو كان الأمر بيدي لقتلتك الآن لأنك كافر مرتد وأكبر حاقد على شخصية النبي !

فقلت له : أشكرك على سمو أخلاقك ، لكن أنا لم أذكر سوى حقائق الإسلام كما دوّنه القرآن والمراجع الإسلامية ، فهل مراجعي غير صحيحة ؟

فقال : مراجعك التي ذكرتها صحيحة ، ولكنها حق يراد به باطل ، فأنت فصلت نصوص المراجع على حسب أهوائك ، وأنت إنسان مجنون حتى تظن في نفسك أنك قادر على تحدي مشاعر المسلمين الذين يعمل لهم العالم ألف حساب ولن تفلت من غضبهم. ويوم يُنشَر هذا الكتاب لسوف يحرقونك حياً !

وأدركت أن هذا الكتاب سوف يسبب لي الكثير من المتاعب لأنه صريح ، وقد علمت بحكم اختباري مع المسيح بأن للصراحة ثمن لابد أن يدفعه المدافعون عن الحق ، وأن إبليس - كما لقبه المسيح (بالكذاب وأبو الكذاب) يقاوم بعنف أي عمل صريح يتسبب في فضح أكاذيبه وكشفها أمام الناس ، وأنه لذلك احتال عليهم بالكذب والتلفيق وغلّف أكاذيبه وتلفيقاته بمسمّيات زائفة ومتنوعة فهي تارة تحمل اسم ( المحبة ) وتارة أخرى تحمل اسم ( المجاملات من أجل ضمان تدفّق البترول ) وتارة ثانية تحمل اسم ( الديبلوماسية من أجل اتقاء هجمات الإرهابيين ) . ولكني كنت واثقاً من عثوري على إنسان يقدّر قيمة الصراحة ، فعرضت كتابي على أخ مسلم آخر وكان كرديا مثقفا، فقرأه بتمعّن ، وبعدها قال لي : لو صحت هذه المعلومات عن محمد فهو ليس نبي ، وأنا سأكون أول من يكفر بالإسلام ، لكن أنا أحتاج أولاً إلى قراءة هذه المراجع بنفسي للتأكد من صدقها وبعدها سأعطي قراري .

بعد نحو شهرين التقى بي وقال : معك حق في كل ما ذكرت ، فلا رسول ولا رسالة ، ولا قرآن ولا ديانة .

ثم طلب مني معرفة المزيد عن المسيح وتعاليمه .

وبعد عدة شهور وصلتني رسالة من بلجيكا كاتبها قس إنجيلي عربي ( مسيحي الأصل ) وحملت دعوة لزيارة كنيسته وإلقاء عظة بها ، وأرسل لي مبشرا أمريكيا بسيارته ليأخذني من الكمب بهولندا وفي بلجيكا رحّب بي هذا القس ثم قرأ كتابي وأُعجب به ، وأقترح علي أن أعرضه على أشهر دور نشر مسيحية متخصصة في طبع مثل هذه الموضوعات ، وهي موجودة في ألمانيا ، فأرسلت لهم نسخة من مسودة كتابي ، وبعد عدة شهور تلقيت منهم الرد التالي :

الكتاب " حوار صريح حول الإسلام " مع الأسف لن نقوم بطباعته لأنه نوعاً ما شديد اللهجة وذو تحامل قوي على الإسلام .!!!

لكن الكتاب الثاني " رسالة إلى صديقي المسلم " فنحن نود القيام بطباعته ..

فأيقنت أن كلاًّ من المسلمين ( الواضحين) والمسلمين ( المتخفّين تحت رداء الإنجيليين ) يقاومون نشر هذا الكتاب ، وعرفت أن هؤلاء الأخيرين متواجدون داخل المنظمات الإنجيلية بكثرة ، وان كاتب هذه الرسالة هو واحد منهم ! ولم تجد هذه الدار (التي تقول عن نفسها أنها مسيحية ) شخصا آخر يقوم بقراءة وتقييم كتابي سواه ! ثم سرعان ما عرفت أن أمثال هؤلاء متوغلون في جميع الهيئات الإنجيلية المعروفة في جميع أنحاء أوربا ، وهؤلاء الإنجيليون المسيحيون "المسلمون الأصل " والذين قالوا أنهم آمنوا بالمسيحية على الطريقة الإنجيلية التي تقدم مفهوما جديدا للمسيحية لا يمتّ للمسيحية المعروفة بأدنى صلة ، إذ يضحكون على المسلمين ويخدعونهم ويقدّمون لهم شخص السيد المسيح له المجد على أنه ليس هو الله الظاهر في الجسد ، بل مجرد الإنسان النبي الصالح عيسى ابن مريم !!

ولهذا ظل غالبية هؤلاء مسلمين كما هم ، وبعضهم رغم اعتناقه المسيحية إلا أنه لا يزال يصوم رمضان !

وهؤلاء المسلمون المتأنجلون بحكم خلفيتهم الإسلامية يرفضون أي نقض صريح يوجه لدينهم الأصلي - الإسلام وتضافرت جهودهم في هولندا وألمانيا وأسبانيا على عدم نشر الكتاب الثاني ( رسالة إلى صديقي المسلم ) كما حاولوا التأثير على شهادتي في التليفزيون الهولندي غيرة على دينهم الحقيقي . فتأسفت جداً في قلبي ، وقررت وقف كل علاقاتي بهذه المنظمات الإنجيلية بعدما تأكدت تماماً أنها باتت مخترقة من قبل المسلمين المتخفين . وواصلت حواري مع المسلمين الواضحين بصراحتي المعتادة ، وكنت أمينا معهم في عرض الحقائق كما هي ، فلم أقدّم لهم المسيح على أنه النبي عيسى كما يفعل الإنجيليون ، بل قدمته على أنه هو نفسه الله الظاهر في الجسد

وفي كل مراحل حواري مع المسلمين بقيت محبتي الصادقة لهم ورغبتي الأكيدة في خلاص أنفسهم .

وساعدني في ذلك تأسيسي الإيماني الجيد داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي سلمتني حقائق الإيمان كما هو ، والدليل على ذلك أن جميع الأخوة المسلمين الذين عرفوا المسيحية عن طريقي تقبلوها بطريقة صحيحة ، فعرفوا وحدانية الله في الثالوث ، وألوهية المسيح ، ومقررات المجامع الكنسية المسكونية الثلاثة الأولى ، فصدقت مسيحيتهم ورسخوا فيها ولم يرتدوا ثانية للإسلام.

...

وقصة الحوار مع المسلمين بدأت معي منذ كنت خادماً بالكنيسة القبطية بمصر ، أي منذ عام 1988 ، وحواري معهم كثيرا ما يمتعني متعة لا يدركها إلا من عاش بينهم كواحد منهم ، وقد كنت أحد هؤلاء ، وفاق ذلك أنني كنت من أحد رجال دينهم المتعصبين .

ولي مع بعضهم صداقات وذكريات حافلة بالمشاعر الإنسانية النبيلة ، بعضها ظل باقيا رغم ارتدادي عن الإسلام والتبشير العلني بالمسيحية ، لكن معظمها فقدته لأن أغلبية أصدقائي ومعارفي المسلمين خلطوا ما بين تلك المشاعر الإنسانية النبيلة ، وما بين الاتجاهات الدينية ، فلم يكتفوا بمقاطعتي فقط ، بل وسعى بعضهم الى إيذائي ، ظنا منهم إنما يقدمون خدمة لله . وحتى هؤلاء المضايقين فإنني لا زلت أحمل لهم كل الحب ، ولا أتردد في الحوار معهم . لكن من المؤسف له أن أغلبية الأخوة المسلمين يضيقون بسماع الرأي الآخر اعتقادا منهم بأنهم الوحيدين فقط أصحاب الرأي الصحيح ! ، وأن كل ما عداهم فهو على خطأ ! ويعتقدون أنه لا دين آخر أحق بالإتّباع إلا الإسلام (إن الدين عند الله الإسلام ) [ آل عمران عدد 9]

وأن الله الذي يعرفونه لا يقبل إلا المسلمين :

( من يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) . [ آل عمران عدد 85]

وإن أهل الكتاب المقدس هم على ضلال مبين لأنهم بحسب اعتقادهم ( لا يدينون بدين الحق )
الذي هو الإسلام فقط بحسب اعتقادهم الخاطئ [ أنظر سورة التوبة عدد 29 – 33]

ولذلك يقول كتابهم إن الله لو أراد يهدي أي إنسان ، فيشرح قلبه للإسلام !!
[ أنظر سورة الأنعام عدد 125]

كما يعتقدون أن الإسلام – وحده - هو الدين الحق والذي لابد أن يلغي المسيحية وبقية الأديان ، ويظهر على الدين كله !![ أنظر سورة الصف عدد 9].

وأن كل من يخالف دينهم فهو كافر يستوجب قتله وليس الحوار معه !!

الأمر الذي يحتاج معه إلى إحداث هزة عنيفة لعلهم يفيقون من هذه الغيبوبة ، لذلك كان هذا الكتاب ، الذي أعتقد أنه خطا خطوة صحيحة في شأن الحوار بين المسيحية والإسلام على أسس صريحة بدون أي مجاملات ، ورأيي في الدين الإسلامي والذي أظهرته بوضوح في هذا الكتاب ، هو نفس رأي السواد الأعظم من المسيحيين الشرقيين الذين يشرفني الانتساب إليهم . وقد اكتشفت وجود قلة واعية من المسلمين يتقبلون الحوار معي حول حقيقة دينهم ، رغم علمهم المسبق بأنني مرتد عن هذا الدين ، وأحمل أصدق وصف للرأي الآخر المخالف له .

فمن أجل هؤلاء القلة أسجل هذا الحوار الذي يتضمن أراء متبادلة ، وليس رأيا واحدا يفرض ذاته ويدعي أنه الرأي الأوحد ويحجب بقية الآراء الأخرى. وعندما يتم طرح الرأي ، والرأي الآخر المخالف له ، يستطيع الإنسان أن يفاضل بينهما ويختار ما يرتضيه ضميره وما يتقبله عقله ، بدون إرهاب ، وتخويف أو إلغاء لحرية وإرادة الإنسان . وقد كان لي محاورات كثيرة مع أخوتي المسلمين في وطني مصر ذات الأغلبية المسلمة ، وقمت بتسجيل بعضه في كتاب لم يطبع بعد يحمل عنوان:

[ رسالة إلي صديقي المسلم ] أرجو أن أتمكن من طباعته حتى تعم الفائدة ولاسيما هؤلاء الذين لم يسبق لهم معرفة الرأي الأخر- وما هي أسانيده التي يستند عليها

ولا بأس في سبيل تحقيق هذه الغاية النبيلة أن نتعرض للسب والشتم والتهديد بالقتل ، لأن هذا كله لا يلغي محبتي لهم .فالمسيحية التي آمنت بها تعلمني أن المحبة تحتمل كل شئ من أجل بلوغ الهدف وهو الله ، أسمى هدف يمكن أن يبلغه الإنسان .

وقد وضع الله في قلبي محبة كبيرة جدا لاخوتي المسلمين ، ليس ذلك فحسب ، بل ، وما هو أبعد من ذلك ، فلقد شاء الله أن يختارني لتبشيرهم بالرب يسوع المخلص الوحيد والذي ليس بأحد غيره الخلاص .

فهذه هي رسالتي تجاههم ، والتي من أجلها أيضا سأموت حينما يحين الوقت وأعتقد أنه الآن صار قريبا جدا عن أي وقت مضى – لان ما كنت أقوله هامساً صرت أنادى به بصوت عال . وعدو الخير لا يبغي أن يعلو صوت الحق المعلن في شخص المسيح لذلك فهو يسعى دوماً لإخماد هذا الصوت . لأنه منذ البدء وهو يناصب الإنسان العداء ويحجب عنه النور لئلا يبصر فيهتدي للحق ، ويصم إذنيه حتى لا يسمع صوت الحق فيخلص .

لان في خلاص الإنسان تقويضاً لمملكته المظلمة . لذلك نراه قد أضل أمما وشعوبا وألقاهم في بحور من التيه والضلال ، فبقيت شاردة عن الحق طوال هذه القرون دون أن يدروا لأن إبليس قد أعمى بصائرهم فصار لهم عيون لا تبصر وآذان لا تسمع ، وتباعدوا عن الحق ولا يزالون مبتعدين ..وأما عن هذا الحق فقد أعلن بوضوح تام في شخص المسيح القائل :

+ أنا هو الطريق والحق والحياة .
+ أنا هو نور العالم من يتبعني لا يمشي في الظلمة .

وقال عن فحوى رسالته :
أتيت للناس لتكون لهم حياة ويكون لهم الأفضل .
نعم فلقد آتى المسيح ليحقق للناس الحياة الأفضل ، أتى ليبحث عن الضال وليفتش عن المفقود، وليحرر المأسورين ، ويعالج منكسري القلوب .

لأنه قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ .
لم يكن جزارا ليذبح الناس ، بل طبيبا رحيما يعالج أوجاع البشر .

فهو يريد رحمة لا ذبيحة ، وهو يفتح ذراعيه بكل الحب لكل الناس قائلا لهم في مودة :

+ تعالوا إلي يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم .

نعم أنه محب البشر الذي لم يسفك دماء أحد والذي قابل الإساءة بالإحسان ، والكراهية بالحب ، أرسى في العالم أسمى تعاليم عرفها البشر في المحبة والطهر والمغفرة والسلام . نسأل ملك السلام أن يمنح سلامه لنا حتى تتنقّى ضمائرنا وتصفى نفوسنا ، ونفوز بالحياة الأبدية معه في جنة مقدسة ليس فيها حوريات ولا غلمان ولا أنهار خمر ، بل نكون فيها كملائكة الله في السماء ، ننعم بحضرته البهية ونسبح لأسمه القدوس ، ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين .

ووفقنا الله جميعا إلى حسن طاعته وعمق مخافته وصميم محبته ، ومعرفته حق المعرفة بعيداً عن الأضاليل .

المؤلف .
صموئيل بولس عبد المسيح .
الشيخ محمد النجار " سابقاً .





تابعونا فى الحلقة القادمة ... والأصول النسطورية للإسلام .


11-21-2005, 03:09 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Abanoob - 11-15-2005, 03:10 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة مسلم سلفي - 11-15-2005, 03:21 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة DAY_LIGHT - 11-15-2005, 03:40 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة العميد - 11-15-2005, 04:14 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة إبراهيم - 11-15-2005, 04:25 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة العميد - 11-15-2005, 04:47 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة ضيف - 11-15-2005, 08:59 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة muslimah - 11-15-2005, 11:02 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Hajer - 11-15-2005, 11:11 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة على نور الله - 11-15-2005, 12:29 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة ضيف - 11-15-2005, 12:46 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Hajer - 11-15-2005, 12:49 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة حسن سلمان - 11-15-2005, 10:16 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة اسحق - 11-15-2005, 11:57 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة على نور الله - 11-16-2005, 12:13 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة muslimah - 11-16-2005, 08:44 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة muslimah - 11-16-2005, 08:45 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Hajer - 11-16-2005, 10:26 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة اسحق - 11-16-2005, 12:55 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Hajer - 11-16-2005, 01:07 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Abanoob - 11-17-2005, 02:29 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة DAY_LIGHT - 11-17-2005, 02:50 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة ATmaCA - 11-17-2005, 03:16 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة ضيف - 11-17-2005, 03:50 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة DAY_LIGHT - 11-17-2005, 05:58 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة muslimah - 11-17-2005, 06:58 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة muslimah - 11-17-2005, 06:59 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة muslimah - 11-17-2005, 07:02 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة اسحق - 11-17-2005, 10:18 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة أنا مسلم - 11-17-2005, 10:59 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة ضيف - 11-18-2005, 04:52 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Hajer - 11-18-2005, 12:20 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة اسحق - 11-18-2005, 12:49 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Hajer - 11-18-2005, 12:58 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة اسحق - 11-18-2005, 01:12 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Hajer - 11-18-2005, 01:21 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة اسحق - 11-18-2005, 01:45 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Hajer - 11-18-2005, 02:02 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة اسحق - 11-18-2005, 02:05 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة muslimah - 11-18-2005, 07:17 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة SonofSun - 11-18-2005, 07:23 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة SonofSun - 11-18-2005, 07:27 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة muslimah - 11-18-2005, 07:30 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Abanoob - 11-19-2005, 03:10 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة أنا مسلم - 11-19-2005, 03:39 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Abanoob - 11-19-2005, 04:50 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة muslimah - 11-19-2005, 10:14 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Hajer - 11-19-2005, 11:08 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة ضيف - 11-19-2005, 01:04 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة سيف المسيح - 11-19-2005, 02:02 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة الصفي - 11-19-2005, 03:21 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة اسحق - 11-19-2005, 03:37 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة ضيف - 11-19-2005, 09:52 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة DAY_LIGHT - 11-20-2005, 01:48 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة DAY_LIGHT - 11-20-2005, 01:53 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة ضيف - 11-20-2005, 10:16 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة ATmaCA - 11-20-2005, 10:52 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة أنور - 11-21-2005, 12:22 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة أحلى كويتيه - 11-21-2005, 01:39 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Abanoob - 11-21-2005, 03:09 AM
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة أنا مسلم - 11-21-2005, 03:21 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Abanoob - 11-21-2005, 05:10 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة SonofSun - 11-21-2005, 10:33 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة ضيف - 11-21-2005, 03:48 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة أحلى كويتيه - 11-21-2005, 10:29 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة أنا مسلم - 11-22-2005, 12:07 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة DAY_LIGHT - 11-22-2005, 02:45 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة DAY_LIGHT - 11-22-2005, 02:56 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة ATmaCA - 11-22-2005, 09:31 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Abanoob - 11-30-2005, 04:03 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة ضيف - 11-30-2005, 08:42 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Abanoob - 12-04-2005, 07:04 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة مسلم سلفي - 12-04-2005, 08:00 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  أعمى يقود أعمى وقعا في الحفرة ... زكريا بطرس كمثال هادم الاباطيل 38 6,249 04-13-2006, 06:55 AM
آخر رد: اسحق

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS