شكرا على الموضوع اخ محارب .........

احب ان اضع حكم العقيدة الاسلامية في هذا الموضوع .........

مختصر عقيدة الاسلام في صفات الله تعالى تلك القاعدة الذهبية :

ان لله صفات تليق بجلاله وعظمته , نثبتها له من غير تكييف ولا تمثيل , ومن غير تحريف ولا تعطيل .

ماذا يعني هذا الكلام ؟

لله صفات تليق بجلاله وعظمته مثل :
البصر

السمع

العلم

الحياة

القدرة والارادة كل ماتعلمه من صفات ..........ولكن تختلف تلك الصفات عن صفات البشر من حيث الكينونة والنوع . فصفات البشر تليق بضعفهم وعجزهم , اما صفات الله فتليق بجلاله وعظمته .

اضرب لحضرتك مثالا :

الله تعالى يقول : الرحمن على العرش استوى .

هذه الاية الكريمة ونظائرها يفهم منها غير المتخصص الدارس للعقيدة الاسلامية ان الله جالس على كرسي كجلوسنا نحن على كرسي . [B]وهذا فهم خاطيء للقرآن

لماذا ؟

لان الله تعالى يقول في اية اخرى : ليس كمثله شيء .

وعلى هذه الاية الاعتماد في فهم كل الصفات الالهية اخ محارب .

فهي تنقسم الى قسمين : اثبات ونفي .

اثبات ان لله تعالى صفات الاحياء ( وهو السميع البصير ) .
ونفي المثليّة : نفي التماثل بين صفاته وصفاتنا ( ليس كمثله شيء ) .

حسنا .................هذا يقودنا الى النقطة التالية في القاعدة الذهبية :
نثبت صفات الله من غيرتمثيل :

تمثيل لايعني فن التمثيل , ولكن يعني ان تقول : ان الله فوق العرش ( مثل ) ما اجلس انا على هذا الكرسي .
او ان الله تعالى يسمع كما اسمع او يبصر كما ابصر .

نعم قد قال الله تعالى : انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا .
وقال في نفس الوقت عن نفسه : وهو السميع البصير .
ولكنه قال : ليس كمثله شيء .

فسمعه منزّه عن حدود المكان يسمع همس الهامسين من فوق سبع سموات , وبصره لايحجزه اي حاجز , يرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء ........رحمته قد وسعت كل شيء ........كرمه قد عم كل الخلائق .........
وكل هذا مما لايمكن لبشر ......فصفات البشر محدودة بحدود قدرتهم التي اعطاهم الله اياها , ولذا فمن الطبيعي الاتكون صفاته مثل صفاتهم لا الاستواء على العرش ولا غيره .

ومن غير تكييف :

التكييف ان تقول مثلا : كيف هو فوق العرش ولا يكون جالسا عليه ؟ كيف استوى ؟ الخ هذه الاسئلة .

لماذا بلا تكييف ؟ لان العقل البشري له حدود يستطيع الفهم في اطارها فقط لايتعدّاه , العلم حتى اليوم لا يعرف ماهية ( الروح ) التي تفارق الجسد فيتسبب ويتولد عنه الموت , والروح هي الانسان نفسه ! فاذا كان لايعرف نفسه تمام العلم كما قال الله تعالى ( ويسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما أوتيتم من العلم الا قليلا ) فكيف يريد ان يعرف الله قبل ان يحيط علما بنفسه اولا !

ومن غير تحريف

اي لاتقل :صفة الوجه او اليد مثلا تعني النعمة او تعني القدرة .................لا هي تعني نفس المعنى الذي جاء به القرآن , ولكن مع استحضار : ليس كمثله شيء . يد ليست كيدنا وجه ليس يشبه وجه المخلوق ............ليس هناك تماثل على الاطلاق .
ومادام نفي التماثل هو القاعدة : اذن فلا داعي لتحريف المعنى .

ونثبت صفات الله ونعتقدها من غير تعطيل :


التعطيل هو ان تنفي الصفة من الاصل ومن البداية .

ان تقول مثلا : الله غير سمبع غير بصير غير عليم ( كما كان يقول ارسطو ان الله لايعلم الجزئيات ولكنه خلق العالم وتركه . وتابعه للاسف كثير من فلاسفة المسلمين كابن سينا والفارابي )

هذه نبذة عن العقيدة الاسلامية في صفات اله تعالى . وهي كما ترى سيادتك عقيدة سهلة مبسطة جدا ليس فيها فلسفة ولا تعقيد , ومن ناحية اخرى ليس فيها شيء يناقض ويناطح العقل .
وانما تعطي الخالق حقه والمخلوق حقه , عقيدة وسط .

اما بالنسبة لما اشرت اليه يامحارب من صفة التفكير :


فان اله تعالى هو الذي خلق لنا آلية التفكير أصلا ! ولا أنسى ماقاله لي طبيب صديقي : ان العقل لو درست تركيبه ستعجب جدا من شدة التعقيد !
واذكر ايضا اني قرأت ان العلم لايعرف آلية عمل المخ البشري حتى اللحظة !!

وبالمناسبة : في العقيدة الاسلامية هناك شيء اسمه ( القًدًر ) والقدر معناه الخطة المرسومة للعالم الى قيام الساعة . بالتفصيل الدقيق . لكل مخلوق بعينه وليس بصفة عامة فقط .

قال الله تعالى في سورة الحج : ألم تعلم أن الله يعلم مافي السماء والارض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير .

هذا الكتاب هو ( اللوح المحفوظ ) المدوّن فيه كل شيء الى قيام الساعة .

والعالم هذا ليس مجرد بيت صغير او مصنع متواضع ستديره , ولكنه فضاء شاسع يموج بالمجرات التي لو قذفت علينا نيزكا واحدا لهلكنا جميعا في لحظة واحدة .

الارض فقط ..........هذا الكوكب الصغير يموج بألوف العوالم التي تحتاج لمن يراعيها ويرزقها ويدبر مصالحها وامورها , ويرتّب امور الكون على بعض ويربطها ببعض حتى تستمر الحياة .

اذن كلمة ( تفكير ) كلمة قليلة جدا بجانب كلمة ( العلم ) التي تتردد كثيرا في القرآن عن الله تعالى انه بكل شيء (عليم ) وانه ( علام ) الغيوب ...........وترد كما ترى بصيغة المبالغة .

وهذه لك (f)