{myadvertisements[zone_1]}
خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام
الختيار غير متصل
من أحافير المنتدى
*****

المشاركات: 1,225
الانضمام: Jun 2001
مشاركة: #368
خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام
زميلي داعية السلام

ما تفضلتَ به قد يفتح مواضيع كثيرة و آفاق لا حصر لها ، لكن أحب أن أدوّن رأيي هنا باختصار .

يجب أن نقول أن الدين الإسلامي امتلك أضخم مكتبة دينية في العالم ، و هذا أمر لا يحتاج إلى برهان .

فعلوم كالتفسير و الحديث و الفقه و العقيدة و التاريخ شكّل الدين الإسلامي العصب الأساس في تكونها ، بل كذلك علوم اللغة كان المحرك الأساس لها هو الدين الإسلامي و فهم النصوص المقدسة فيه .

نعم هذا كله لا مراء فيه و لا ينكره أحد .

لكن هذا كله لا يجعل من الفكر الإسلامي ديناً سماوياً .

و ذلك لأن شمولية الفكر ، أي فكر ، و تطرقه إلى شؤون الحياة المختلفة ، لا يمنحه أي دعامة سماوية ، و سأعطيك مثالين على الأمر :

أرسطو مثلاً ، الذي دوّن كتبه قبل 2400 سنة تقريباً ، شغل العالم القديم و الحديث بشكل كبير جداً ، و سمّي المعلم الأول في العهد الإسلامي ، و عُنِيت كتبه في الكثير من أمور الحياة ، فتجده يكتب في الميتافيزيقا و الفيزيقا و السياسة و الأدب و الأخلاق و غيره من الأمور ، و لكنهناك فرق بينه و بين ما أتى به نبي الإسلام .

فأولاً : أرسطو لم يقل أنه نبي من السماء ، و بالتالي فكلامه يحتمل الخطأ و الصواب ، الأمر الذي وفّر على الكثير من الباحثين بعده اختلاق علوم ضخمة تُعنى بتقنيات النقل مثلاً ، و دلالات الكلمات (كعلوم اللغة التي وُجدت من أجل إيضاح لماذا جاءت الكلمة في القرآن هكذا و ليس هكذا في أغلب الأحيان) ، فصفة النبوة تجعل من كل حرف يقوله المفكر علماً ضخماً عند أتباعه .

ثانياً : لو أن أرسطو ادعى النبوة ، لوجد أتباعه في كلامه جميع ما تفضلت بذكره من الشمولية التي وجدت في الفكر الإسلامي ، ثم لأضاف الناس له ما لم يقله ، كظاهرة وضع الحديث التي استشرت في بداية العهد الإسلامي ، و لو راجعت الأحاديث الموضوعة لوجدت أن الكثير منها هو حِكَم جيدة ، لكن نبي الإسلام لم يقلها ، فالأمر لم يكن فقط بهدف دعم كيانات سياسية كما يتصور بعض الناس عن دوافع الوضع .

ثالثاً : نحن لا نعرف الكثير عن علوم العصر النبوي ، أقصد الثقافة السياسية و الميثولوجية و الأخلاقية و غيره ، يوجد كتب تكلمت بشكل مفصل عن هذه الأمور (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام للدكتور جواد علي) تجد فيه الكثير الكثير مما تم شطبه بكلمة مجحفة "الجاهلية" ، فأولئك القوم كان لهم أولاً تصورات دينية أكبر بكثير من عمل صنم و أكله ، و الأصنام بحد ذاتها لم تكن آلهة ، بل كانت من أجل التقرب ، و تقديسها من أجل التوفيق و الحماية ، و هذا كله يدخل في باب الطواطم الدينية ، و الرموز و غير ذلك ، فمثلما يعلق المسلم في رقبته أو يضع في جيبه آيات من القرآن بهدف البركة ، و هو يعلم أن هذه الورقات بحد ذاتها لا تمنع ضرر لأنها لا تقوى على دفع الأذى عن نفسها ، فلو قام شخص بحرق المصحف لاحترق (كما نشاهد في أي انفجار أو كارثة طبيعية تطول مسجد مثلاً) ، فنظرة المسلم لهذا المصحف تشبه - في تصوري - نظرة الوثني إلى أوثانه و اهتمامه بها ، و تقديس و تقبيل الحجر الأسود لا يقلّ عن تقديس و تقبيل أي حجر أحمر أو أخضر عند أي حضارة .

فتلك الحضارة لم نملك الكثير عن ثقافتها لنعرف ما الذي أضافه أو عدّله أو محاه الإسلام ، و قد يجد الباحث الكثير من الجذور الإسلامية سواء الأخلاقية أو الشعائرية أو العقدية أو الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية لدى المجتم الذي سُمّي بالجاهلي ، نجدها أحياناً بشكل صريح كأن نقرأ أن أحد الجاهليين رفض شرب الخمر أو أكل الخنزير أو وأد البنات مثلاً ، أو مكارم الأخلاق الموجودة عندهم كالشجاعة و الصدق و الأمان و غير ذلك ، أو طقوس الحج و التي كان يفعل أغلبها أهل قريش قبل الإسلام ، أو ما كان يُنقَل في وعيم أو لا وعيهم الجمعي عن الحضارات السابقة كثمود و عاد و غيرهم ممن ذكروا في أشعارهم ، و غير ذلك ، و قد تجد هذه الأفكار غائمة ضبابية بسبب نقص المصادر أو ضياعها . فالتاريخ يكتبه في النهاية المنتصر .


رابعاً : من الصعوبة أن نعزل الفكر المحمدي عن ذاك المجتمع و ننظر إله كأنه فكر خرج من العدم ، فتيار الأحناف و الكلام على وقت خروج رسول و غيره من الأمور من أكبر الشواهد على أن الفكر المحمدي جاء كإفراز منطقي لتلك المرحلة ، و أن المسألة ليست كما يعتقد الكثيرون أن المجتمع كان يعيش جاهلية مدقعة . بل له علومه و ثقافته و أشياء أخرى يطول الحديث عنها تجدونها في الكتاب المذكور سابقاً .


المثال الثاني الذي أريد الكلام عنه هو ماركس ، مؤسس الفكر الماركسي (المادية التاريخية) .

فلو أخذنا الكتب و المجالات التي فتحها أو أدى الفكر الماركسي إلى فتحها خلال مائة و خمسين سنة ، و قارنّا هذا الحجم الثقافي الضخم بنسبة و تناسب ، كأن نضربه في 14 مثلاً لنرى حجم الثقافة التي سيفرزها الفكر الماركسي خلال 14 قرن كما حدث مع الإسلام ، لخرجنا بمكتبة ضخمة جداً جداً .

لكن الفكر الماركسي لم يصمد لأسباب لا داع للخوض فيها هنا .

طبعاً أعتقد أنه لا حاجة بنا لأن نوضح أن استمرار الفكر أو انقراضه ليس له علاقة بالمثال الذي ضربته ، فاستمرار الفكر لا يدل بالضرورة على صحته ، و أكبر مثال الأديان المنتشرة الآن التي تتناقض مع نفسها تناقضات شديدة و التي لا يقل عمر أي دين فيها عن الألف سنة و أكثر .

هذا باختصار ما أردت قوله ، و الحقيقة أن الكلام يحتاج إلى تفصيلات كثيرة جداً ، لأن الزميل الداعية كتب ردّه و شمل جوانب عديدة جداً كل جانب منها يحتاج إلى الكثير الكثير من الكلام لاستيفائه حقه من الدراسة .


الزميل هاندي :

أرجو أن لا نتلف هذا الشريط بالسخرية كما يحدث مع غيره من المواضيع .

شكراً لك .


تحياتي للجميع

11-24-2005, 10:07 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - بواسطة الختيار - 11-24-2005, 10:07 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  خواطر حول اللحية فارس اللواء 0 344 03-21-2014, 05:20 PM
آخر رد: فارس اللواء
  لكل من يقول : تركت الإسلام .أنت لم تعرف الإسلام حتى تتركه . جمال الحر 9 3,736 06-20-2012, 02:35 AM
آخر رد: حر للابد 2011
  خواطر حول هاجس المد الشيعي فارس اللواء 17 4,307 03-16-2012, 03:19 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني
  خواطر حول قصة يونس عليه السلام مع الحوت . جمال الحر 24 7,820 12-15-2011, 03:11 AM
آخر رد: ahmed ibrahim
  سورة الأعراف ـ عجائب إحصائية وبيانية متنوعة ؛ إســـلام 3 2,306 09-24-2010, 02:46 AM
آخر رد: أبو فتوح

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS