أبو صالح، الرجاء عدم التعميم، إذا كنت تدعي أن (معظم) المفكرين العرب ينفرون من الفرس فعليك أن تذكر أسماءهم، حتى الآن لم أر من العرب من ينفر من الفرس سوى أقلية مهزوزة ليس لديها أدنى فكرة عما يقوله علماء الشيعة ولا عن أصل انقسام المسلمين إلى سنة وشيعة، ومعلوماتهم عن الطائفة الشيعية سطحية إلى درجة مضحكة، وطريقة كلامهم الجاهلة والسخيفة والغريبة عن الشيعة تشبه ما أسمعه في البال توك من المسيحيين الغربيين عن الإسلام نفسه وكيف يحولونه بطريقة مقنعة جدا إلى دين وثني غير توحيدي مطلقا !

من المعروف أن السنة أوقفوا الإجتهاد وظلوا على مذهب إما أبو حنيفة أو مالك أو الشافعي أو ابن حنبل، بينما الشيعة لم يوقفوا الإجتهاد ، وفي الشيعة يمكن لكل من يدرس الشريعة أن يصل إلى درجة مجتهد، ثم بثقة المثقفين والنخبة المتدينة والعالمة بشؤون الدين وتوصيات علماء الدين الآخرين الذين بلغوا درجة المرجعية يصبح مرجعا وينضم إليهم، ثم يأخذ منه الناس أحكام دينهم، وهو يعتبر مسؤولا عنهم أمام الله لو أنه أفتى بفتوى خطأ، فالمرجع الديني الشيعي الحي يساوي الإمام مالك أو الإمام الشافعي عند السنة لأن الشيعة لا يرجعون إلى كلام عالم ميت، بل يرجعون إلى كلام العالم الحي الذي يستطيع أن يرد ويدافع عن نفسه لو سئل عن فتواه .

فدرجة آية الله هذه ليست درجة مقدسة لأن صاحبها لديه من ينافسه ويستطيع الشيعي أن يفضل عليه آية الله أخرى أي أنه يستطيع أن يختار مرجعا آخر إذا لم يعجبه الأول، فهي درجة عليها منافسة ولا يوجد أحد أحسن من أحد . ولا يوجد أحد يصبح آية الله أو روح الله أو أي شيء من هذا القبيل بسبب نسبه بل بسبب عمله أما إذا كانت هذه الألقاب (توحي) إليك أنه يعتبر نصف إله فهي مشكلتك أنت، إذ أن هذا المبحث هو مبحث يمكن التحري عنه وليس قضية غامضة نعتمد فيها على ما توحي به الأسماء، الشيعي عموما هو انسان متدين أكثر من السني الذي يتأثر بالعادات والتقاليد أكثر من تأثره بالدين وهذه الألقاب اختيارية وذات طابع متعلق بالعرف والآداب الاجتماعية المتعارف عليها عند المتدينين الشيعة وليست من أصل دينهم فأي شيعي غير متدين حين يذكر إسم أحد هؤلاء المراجع عاريا مجردا من أي لقب لا يستطيع أحد أن يلومه ولا يقول له شيء .

لا يوجد تأليه لعلي بن أي طالب عند الشيعة، لكنهم يعتبرونه الرجل الثاني بعد محمد بن عبد الله .

من التراث الإسلامي : أطلبوا العلم ولو في الصين، فالتراث الإسلامي لا يحقر الثقافات غير العربية ولا الأصول غير العربية، وإذا كان من الإيرانيين من يكرهون الإسلام، فمن العرب من زملائنا في هذا النادي من يكره الإسلام أكثر منهم، دوت كوم كان قال أن سبب تقسيم وشرذمة العرب هو الإسلام حين جعل المسلم العربي أقرب إلى المسلم من الفلبين أكثر من المسيحي العربي ، أنا أفضل الأدب الجاهلي على الأدب الإسلامي ، وإذا كان الإيراني يفضل أن يقرأ الشاهنامة أو عمر الخيام على قراءة القران فلن ألومه أبدا .

الحضارة الإسلامية اشتهر فيها علماء من ايران ومن غير ايران ، أبو بكر الرازي مثلا كان أوروبي الأصل أشقر ، وإذا كنا نحن العرب نفتخر بأن الدكتور أحمد زويل الذي أدخل العالم في زمن الفيمتو ثانية هو عربي رغم أنه لم يتفوق إلا في بلاد بره فمن حق باقي الحضارات أن تفتخر بمن أنجبتهم من رجال ونساء وإن كانوا لم يبرزوا إلا حين هاجروا إلى بلاد الحضارة المعاصرة لزمنهم ، فإذا كانت الحضارة اٍلإسلامية في بلاد العرب قد استلمت الريادة فترة من الزمن فقد سبقتها حضارات عظيمة أخرى في بلاد فارس والهند والصين وغيرها .

نحن لا نعرف القصص التي يفبركها الفرس ضد عمر بن الخطاب فإذا سمحت لا تكتفي بالتلميح بل قل قصدك كاملا غير منقوص كي نعرف ما الذي تتحدث عنه، وإذا كنت بنفسك قلت أن عمرا "دمر دولتهم وأطاح بها" فأين فضله عليهم الذي ينكرونه؟ فلا معنى لأن أشجب الإنجليزي أو الفرنسي الذي يأتي ليحتل بلدا عربيا ثم أعظم عمرا أو غيره لأنه احتل بلاد الآخرين .