عزيزتي دينا،
من بعد التحية لحارس السراب الذي لم ألحظ مداخلته آنفا
والتحية لجميع الزملاء والإخوة،
أقول:
اقتباس:ماهو تعريف الجنس أصلا في عرف مجتمعاتنا
ليس له تعريفا محددا. فمثله مثل كل الأمور، تعددت الآراء وتنوعت ومن الصعب الاتفاق على رأي. إليك مثالين شتان ما بينهما:
الجنس هو لقاء القمة بين حبيبين
الجنس هو تفريغ طاقة
لكن استفسارك الآخر خطير:
[QUOTE]وإن كان هناك من نفي فلماذا؟
هل لاعتبارات دينية أو اجتماعية
والدينية تختلف كليا عن الاجتماعية
وحتى الاعتبارات الدينية قد تم "تفصيلها" بعدة مقاسات على مر العصور
وفي وقتنا الراهن يمكنك أنت في نفسك أن تخلق الأعذار
وتخلقها لإلهك
نعم، الجملة بالأزرق، هي ما أشار إليه الشقي "لوجيكال". ذكي لوجيكال المنحوس الله يعينا عليه.
عزيزتي دينا،
الاعتبارات الدينية لا أهمية لها إن لم تكن اعتبارات إنسانية - اجتماعية أساسا. (ربما يكون هذا قولاً أندم عليه لاحقا - لكنني أكتب مندفعاً دون أن أزن كلماتي لأرى إلى أين تقودني عنجهيتي)
أقول، أن يحرم الدين لحم الخنزير هو اعتبار ديني لا معنى له إلا إذا رافقه اعتبار إنساني واجتماعي. فإن لم يكن ثمة اعتبار إنساني-اجتماعي، فلا يجب الانصياع للاعتبار الديني لأنه يفقد ارتباطه بالإنسان، والدين أساسا هو
علاقة الإنسان بالإنسان
علاقة الإنسان بالخالق
ولحم الخنزير لا علاقة له بأي من العلاقتين.
نأتي للجنس
الجنس بصفته لقاء حميمي بين رجل وامرأة، يكشف فيه الرجل عن أخص خصوصياته ويمنح هذه الخصوصية لامرأة، والمرأة تكشف فيه للرجل عن أخص خصوصياتها وتمنح هذه الخصوصية للرجل
الاعتبارات الإنسانية: الأعضاء الجنسية ليست لعبة مشتركة أو جماعية تستلزم وجود أربعة أو أكثر. الخاصية الجنسية واللقاء الجنسي ليس للتوزيع ولا هو للعرض ولا للعموم. الجسد ليس للبيع ولا للمزايدة ولا للمراهنة
الجسد هو هيكل الإنسان وعلى الإنسان أن يحترمه.
كما أن الحب ليس للبيع ولا للمزايدة.
الجنس مرتبط ارتباطا وثيقا بالحب، والحب لا يكون إلا لشخص واحد. والجنس يأتي على قمة هرم أشكال التعبير عن الحب الصادق لإنسان آخر، والبذل والعطاء للآخر. لذلك لا يمكن أن يتم إلا بالزواج: لأن الزواج هو تكريس إنسان لنفسه من أجل إنسان آخر، يصبح شريكه. والشريك كامل الصلاحيات والحقوق، يصبح هو الوحيد القادر على مشاركة الآخر جسده. وهكذا، يلتحم الإثنان معاً ليصبحا واحداً: في المصير والهدف والرؤية والمسيرة و... الجسد.
الجنس هو إذن تكريس لاتحاد جسدين اتحادا تاما.
والطفل: هو الثمرة التي تجسد إنسانياً هذا الاتحاد بين جسدين. فمن هو الطفل؟! هو الشريكين مجتمعين في جسد واحد.
هذا أحد المعاني الإنسانية للجنس.
الجنس ليس سلعة للاستهلاك المحلي أو العالمي
الحرية الجنسية هي لعبة يستغلها الرجل للسخرية من المرأة
الحرية الجنسية هي لعبة تستغلها المرأة لتنال مأربها من الرجل
اللعب والاستغلال يحطان من قيمة الجنس ومن قيمة كل رجل وامرأة يلهوان به
فإن ذهب قيمة الرجل وقيمة المرأة أدراج الرياح، فعن أي إنسان نتحدث؟! وهل عاد الإنسان إنسانا؟!
مجتمعيا، هل نقبل أن تكون المرأة كالسيارة، تباع وتشترى حسب الأهواء، ويركبها صاحب النفوذ أو صاحب الأموال أو صاحب الصحكة الوسيمة أو الطلعة الجميلة؟!
أو أن يكون الرجل مثل لامبات الإنارة، كلما احترق نغيره "بعامود" آخر؟!
أنا شخصيا، لا أتخيل نفسي قادراً على تقبيل امرأة أخرى على فمها غير زوجتي. فهل أقبل أن تتصل أخص خصوصياتي بأخص خصوصيات امرأة أخرى باعت أعضاءها لأي سبب كان؟!
مجتمعيا، الجنس غير منعزل عن الإنجاب. فمن الذي يتحمل الطفل؟!
مجتمعيا، الإجهاض هو عملية قتل لنتيجة غير مرغوب فيها للمتعة الجنسية غير الصحيحة. إزاء أم تقتل جنينها، هل من جريمة أخرى أفضع تستحق عقاب الإعدام أو السجن؟!
فعلاً، صدق لوجيكال، معايير أخلاقية في حالات محددة، ومعايير أخرى في الجيب، لحالات أحرى.
مجتمعيا، مئات آلاف الدولارات تنفق للقضاء على إمكانية حدوث "الثمرة غير المرغوب فيها"، والمجتمع يعاني من آفات تحتاج إلى بضعة مئات من الدرولارات للقضاء عليها إلى الأبد.
ويمكن للائحة أن تطول.
الاعتبارات الدينية تقوم على جميع هذه الاعتبارات الإنسانية والمجتمعية وغيرها الكثير. وإلا لفقد الاعتبار الديني أهميته ومعناه وبات شريعة فضائية لا علاقة لها بالإنسان.
كما قال لوجيكال،
الجنس يخضع لمعايير، والمعايير يجب أن تكون ثابتة.
الجنس قبل الزواج أو خارجه، مع الحبيبة أو مع الغانية مرفوض قطعاً. والتجربة البشرية خير دليل.
تحياتي القلبية