مساء الفل

من المثير أن المرأة تقريبا لم تشارك في هذا العراك الدامي :)
أنا شخصيا أفهم هذا على أنّه رسالة منها للجميع تعني : اعتقدوا ما تشاءون وسنفعل نحن ما نشاء أيضا.

ولكن الفارق هو في كيف ستعامل المرأة الرجل بناء على معتقداته لاحقا، فذلك الذي يتعامل معها كإنسان له إرادة وحرية اختيار سيلقى منها الصراحة والصداقة ، وذلك الذي يحسبها نعجة مملوكة له و من حقه أن يحكم عليها بالإعدام سيلقى ضربة وتد في صدره في اللحظة التي سيشرع فيها في ارتكاب جريمة القتل ، مثل أي مصاص دماء أرعن ، ليخور بعدها كالثور على الأرض والدخان ينطلق من فمه.

وفي الحالة الأولى فقد أنقذ الرجل حياته ، وفي الثانية تحصل المرأة على شهادة ببراءتها من المحكمة لأنها كانت في حالة دفاع شرعي ضد ثور هائج.

من المثير أيضا أن النقاش كله ارتكز على ممارسة الفتاة للجنس قبل الزواج باعتباره المشكلة كلها ، ولم يتطرق إلى ممارسة الفتى لنفس الفعل قبل الزواج باعتباره جرما مساويا في المقدار ، فكان كالعادة يرسم الدوائر الحمراء حول المرأة ويتجاهل الرجل، وهذا الكلام موجه لمن جاء يتحدث باسم الأخلاق والدين مجرما طرفا ومتوعدا إياه بعقوبة تفوق تلك التي أقرتها شريعته ، بينا يسقط الآخر من حسابه وكأنه لم يفعل أي شيء يستحق اللوم ، وذلك لمجرد أن ثقبه لا ينزف دما ويخلف جرحا ، ولكن يدر لبنا لا يلبث أن يزول بعد غسل الجنابة، هذا مؤشر رائع على أنّه لم تبق سوى شعرة واحدة لنعود إلى زمن الوأد ، ومرحى للأخلاق حينما تستفحل .

أراكم بعد حين :bye: