الصديق العزيز طارق القداح(f)

تحية عربية طيبة وبعد

لا ادري حقيقة ما الذي دعاني للكتابة في هذا الشريط ، ولا أخفيك باني ندمت على ذلك ، فصعب على المرء أن يقول الصراحة وما يعتلج في صحيح نفسه دون مواربة أو نفاق أو مجاملات أو دون ان يستورد ما يقوله اخواننا الخواجات أو يقتبس شيئاً من عاداتهم وتقاليدهم الأخلاقية جداً..

كتبت رداً طويلاً ، ثم عدت ومسحته فمهما قلنا وقلتم فلن نصل إلى وفاق أو حل وسط فلا حلول وسط في هذه الأمور..

المثال الذي سقته عن أختي لم أكن أقصد أختي بشخصيتها الحقيقية ، ولكن قد كان مثالاً كما يقال لو فعل فلان كذا لكان كذا ، فوصايتي أو رقابتي أو ولايتي سمها ما شئت قد انتهت بزواجهن..

ولعله من المفيد أن نذكر أن الكلام المذكور لا علاقة له بالدين بل بعرف قبلي او مجتمعي او بدوي ، فليس كل الناس يقتلون بسبب ذلك ، والكثير الكثير قد ينهي الموضوع بالضرب او الارغام على الزواج كتصحيح خطأ وهو امر جيد لو انتهى بهذا الشكل..

والمسألة كلها لا علاقة لها بشخص حقوقي أو وكيل نيابة أو قاضي..

أتذكر أيام الدراسة بأني رأيت صورة زميل لي في الدفعة في جريدة الحوادث المصرية قتل أباه لخلاف على كم جنية!..

معك في أن الدين الإسلامي الحنيف قد ساوى في الحد والعقوبة ، ولكن هاهنا مع الأسف لا يوجد حد ليطبق (مع استحالة تطبيقه بالشروط الإسلامية) ، ولا يوجد عقل ليصوب الإنسان حين يستصرخه الشرف الذي دنس في أوحال الرذيلة ، فهنا مجتمع عربي لا يرحم صاحبة الخطيئة ولا أهلها..

وصعب جداً أن تلبس مجتمعنا (ولو بلغ فيه الانحلال مبلغه) لبوس غربياً أو فكراً متحرراً بالطريقة التي تريدونها..

لن تجد شخصاً (نطلق عليه لفظ رجل محترم في المجتمع العربي ) يقبل بما تقولون به ، لأن ما تقولون به نعتبره بمثابة سرطان ينخر أوصالنا ودمار يهدد سلمنا الاجتماعي ، وهو في النهاية ضد الأخلاق..

ما أريد قوله من كل هذا أن الدين لا علاقة له بما جاء مني وهو رأي شخصي لا يعبر إلا عن وجهة نظر كاتبه..

وهذا آخر رد لي في هذا الشريط..

تحياتي (f)