هسام والصديق شاهدان غادر أحدهما «الكيس» والآخر يقبع في سجن باريسي صحافة وإعلام


اذا كانت جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري قد قلبت بشكل جذري جميع المفاهيم ‏والمقاييس في علم السياسة والامن، وأحدثت زلزالاً ما تزال المنطقة بأسرها تعيش هاجس هزاته ‏الارتدادية، وخربت العلاقات بين لبنان وسوريا بشكل لم يعرفهما البلدان،



وتحولت الى مَعلَم ‏زمني من زاوية أن ما كان يصح قبلها اصبح ممنوعاً بعدها، فإن التداعيات المتلاحقة يومياً ‏على مربع هذه الجريمة، اضاع الجميع وربما قد يضيع الحقيقة، التي يريدها معظم اللبنانيين ‏شفافة وناصعة ومدموغة بادلّة يستحيل ضحدها، بعد التطورات الأخيرة التي حصلت على رقعة ‏التحقيق الدولي واللبناني المتوازيين بالتكافل والتضامن، بعدما تعرض العمود الفقري ‏لبعض الصدمات الخفيفة، ولكن على خفتها، كانت كفيلة باصابة هذا العمود «بديسك» قد ‏يصيب بعض الاعصاب بالشلل، ويتمثل ذلك بسقوط «الشاهد المقنع» هسام هسام الذي افلت من ‏قبضة حماته وفر الى دمشق ليعلن من على «الفضائية السورية»، اسراراً اقفلت الافواه، ‏وفتحت الف نافذة لعلامات الاستفهام والاسئلة العطشى لاجابات بدون «اكياس» تتعلق جميعها ‏بمسألة الشهود في التحقيق على خلفية كيف تم اختيارهم وما مدى المصداقية التي يتمتعون بها، ‏وعلى اي اساس اعتمد القاضي الالماني ديتليف ميليس شهاداتهم التي أدت الى توقيف بعض ‏المشتبه بهم، خصوصاً ان معظم الشهود اللبنانيين والاطراف التي كانت تنظر الى أن التحقيق ‏مسيس، باتت على قناعة تامة بعد جلسات الاستجواب واقرّت باحترافية لجنة التحقيق وحرفيتها ‏القانونية وبعدها عن كل ما هو سياسي او من ضواحيه، مما يعني وفق الاوساط المتابعة ان ‏القاضي ميليس قدّمت اليه اطباق ملغومة سرعان ما تبين لدى فحصها مخبرياً بأنها غير صالحة ‏للاستعمال، وان «الاسطه» الذي اعدها أضرّ بالتحقيق ضرراً بالغاً، وان بعض الاذكياء من ‏أهل الدار الذين شاركوا في طبخها على خلفية ثارات شخصية ومصالح في حرف التحقيق عن ‏مساره ليكون على سكتهم نسوا المثل الشعبي «طابخ السم آكله» وهذا ما اثبتته الوقائع ‏المتمثلة بشخصية المحتال محمد زهير الصديق الذي يقبع في سجن فرنسي وفرار «الشاهد المقنع» ‏لينضم الى صف «الشاهد الملك».‏

واذا كان قاضي التحقيق ميليس استدرك ما وقع فيه من مطبات بتوقيف الصديق، فانه بلا شك ‏سيكون اكثر حذراً ودقة مع مصادره اللبنانية، بعد مسرحية هسام هسام التي كانت الجزء ‏الثاني من مسلسل الصديق، وربما يلجأ ميليس الى توقيف هذه الجهات وربما ساقها بتهمة ‏تزوير التحقيق بمعلومات مسمومة وتضليله وكتم معلومات، مما يشير الى أن لجنة التحقيق لم ‏تكن «مسيسة»، بل وقعت ضحية من يحاول تسييس جريمة الاغتيال وجميعهم من اهل البيت ‏وسكانه، ورب الدار ادرى بمن فيها وبالنوايا.‏

وتضيف الاوساط انه بعد سقوط «الملك» وفرار «الكيس»، لا بد من قراءة متأنية وثانية ‏لافادات امثال هذين الشاهدين، لأن على افاداتهم يتوقف مصير وكرامة بعض الذين حضروا ‏للاستجواب امام لجنة التحقيق، وعلى سبيل المثال لا الحصر عضو المكتب السياسي لحركة ‏‏«التوحيد الاسلامي» عامر ارناؤوط الذي طلب من الشاهد «ابو الكيس» هسام ان يدرج اسمه في ‏جملة المتورطين بالجريمة وسبق للجنة التحقيق ان استمعت لارناؤوط، وفضح هسام الامر يوم امس ‏على «الفضائية السورية» معلناً معرفته بالشاهد السوري نوار الدونا الذي يعمل في ‏‏«اكوسيل» سابقاً وباع 8 خطوط خلوية استعمل 5 منها في جريمة الاغتيال وكان الدونا قد قتل ‏في نهاية الاسبوع الفائت بحادث سير على طريق الزغرين تاركاً بعض الاسئلة: هل صحيح انه مات ‏قضاء وقدراً برأس مقطوعة، وهل صحيح انه لا يحسن قيادة السيارات ولم يقد سيارة في حياته ‏كما يقول عارفوه، وهل عاد «الشبح» من جديد ليلعب على الساحة، بعد اختباء «الشبح» ‏السابق الذي اشار اليه وزير الداخلية حسن السبع، وهل فتحت الاموال شهية العاطلين عن ‏العمل وخصوصاً السوريين منهم الذين حلموا في الوصول الى القمر، فقاموا بما قاموا به وفق ‏الاوساط بتثمير عمل الاستاذ الملقم الذي يبدو انه سجل في صفه علامات رسوب لاغية لا تعوضها ‏علامات الاستلحاق.‏



اسكندر شاهين

الديار