اقتباس:  كمبيوترجي   كتب/كتبت  
كفرت؟
نعم كفرت
كفرت بعقول شابها الغبار و العفن
كفرت بتفكيرهم
كفرت بما يتقولون على الله
لم كفرت؟
لأنني إنسان
لأن الله هداني أحد النجدين
فإما طريق الصواب، و إما هو الضياع و الضلال
هم بين بين
لا يعرفون ماذا يفعلون
لكنهم يدعون العلم
فهم كمن أحرق منزلا ليقلي بيضة
مالهم؟
هم نسوا كلمات و أحرفا كثيرة
نسوا "لماذا؟" و ألقوها في القمامة
أهملوا "كيف؟" و حرفوا معناها
ألّهوا من لا قِبَلَ لهم بالألوهية
فما عادوا يسألون عن السبب
لماذا قال الله كذا و كذا؟
و لماذا قال الرسول و فعل كذا و كذا؟
فقط يقرؤون ما أوله فلان أو فلانة
و يجعلونها قرآنا يتلى
بل و يتعبدون بترديد تلك الأقوال كالمذياع
أما بات عندنا أدمغة تعقل؟
أما عاد عندنا أدنى حس بالمسؤولية تجاه ديننا؟
هل أسمع الكلمة من الشيخ بلا فهم و لا دراية؟
طيب على الأقل أسأله:
"أهو موضع أنزلكهُ الله؟ أم هي الحربُ و المكيدة؟"
أم أنها حصرت بالصحابة فقط؟
ويلي على أمةٍ سخرت من جهلها الأممُ
ويلي ممن جعلوا الحقد ناموسا و دينا
و يلي ممن سنوا الكراهية سنة، لا بل و أكدوها

لو كنت ألحدت بالمعنى الحقيقي الذي تم تأويله من قبل البعض فالسبب هم المسلمون أنفسهم، السبب هو تصلب عقولهم و تقوقعهم وراء أسيجة عالية من الأفكار المغلوطة العفنة، لو كفرتُ حقا فالسبب هم المسلمون أنفسهم، السبب هو صلابة قلوبهم و خفة عقولهم و بعدهم عن البحث عن الحق....

لو كفرت و لو كفرت و لو كفرت

نعم لقد كفرت

لي عودة
:rose:

هذا هو الاسلام الحق ياكمبيوترجي :9:

الاسلام الذي كتابه القرآن : نصفه يتحدث عن الله والنصف الاخر يتحدث عن الكون والطبيعة وتسخيرها وتفجير الطاقات العقلية واستغلال السواعد لاستخراج كنوزها , والنظر في الكون والافاق والانفس , والتفكير العميق في حكمة الله عزوجل في خلق الحياة والكون وترتيب الحياة الدنيا كمقدمة للاخرة .......الخ الخ من معاني القرآن العظيم والسنة النبوية المطهرة .

كل هذا يحتاج الى ثقافة واعية ثم الى اخلاق عالية , لنستطيع تبليغه للعالم كما بلغه أسلافنا ففتحوا البلاد , ورحبت بهم البلاد والعباد والشجر والدواب , ونشروا النور في ارجاء المعمورة وانقشعت بفضل الاسلام ظلمات العصور الوسطى , فبعدما كان الانسان يعبد الطبيعة والمخلوقات : صرخ فيه القرآن :

( هو الذي خلق لكم مافي الارض جميعا )

ومن ساعتها ولحظتها فقط : انتفض الوعي الانساني الذي رانت عليه ظلمات الجهل والغباوة منذ اندراس بعثة السيد المسيح منذ اكثر من خمسة قرون : انتفض الوعي الانساني كما ينتفض العصفور , وكان ذلك اين ؟ في جزيرة العرب .........حيث كانت بعيدة عن مؤثرات الحضارة والثقافة المعارضة للوحي , وكان اهلها قوم ( أميين ) كما وصفهم الله في أجمع وأوجز عبارة , فلم تكن ألواح قلوبهم مكتوب عليها كتابات طويلة عريضة تحتاج لطول عناء لتقبل الدين الجديد , بل كانت اواحا بيضاء نقية

كما قال الشاعر :

أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى ******** فصادف قلبا خاليا فتمكنا

........جزيرة العرب التي اختارها الله سبحانه من بين كل بقاع الدنيا لتكون هي المحل الاكثر ملائمة لتحمل تلك ( المنظومة الجديدة ) من الفهم , والتي تعيد تشكيل العقل البشري من عابد للكون ومظاهر الطبيعة ومنحن لها : الى سيّد !

سيّد يعمل فيها ويستفيد منها بكل مااوتي من علم ومعرفة ..........

وانطلق المسلم العربي من قوقعته في شبه الجزيرة العربية الى ارجاء الكون الفسيح يردد مقولة ربعي بن عامر العالية المجلجلة يتردد صداها في عمق التاريخ وموكب الزمان حين قالها في وجه رستم عظيم الفرس حين سأله مالذي جاء بكم ؟ قال :

الله ابتعثنا ! لنخرج العباد من عبادة رب العباد ! ومن ظلم الاديان الى عدل الاسلام ! ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والاخرة ..............

هذه كلمات تلميذ غير مشهور من تلاميذ محمد صلى الله عليه وسلم , قليل من المسلمين اليوم من يعرف ربعي بن عامر , ولم يشتهر اسمه في الصحوة الاسلامية اليوم الا بسبب ذكر العلامة الندوي لموقفه هذا في كتابه الفذ ( ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ) .

وحينما انطلقت قوافل المسلمين الى ارجاء المعمورة بهذا التفكير الجديد للطبيعة : انتشرت على الفور الحضارة العملية لا النظرية اليونانية , والتجريبية لا الخيالية الاغريقية . فلم يعد الانسان يخشى سطوة الطبيعة ولا يخشاه بعد انحنائه لرب الطبيعة وحده .

تحياتي .