اقتباس: الختيار كتب/كتبت
أولاً هذا الإله .. هو حل لمشكلة متافيزيقية ... سبب أول ليس له سبب سابق عليه ...
ثانياً : هذه المنظومة السببية التي أتكلم عليها و على رأسها الإله الغائب ، هي الحل الميتافيزيقي الأقل شطحاً بين جميع الحلول المطروحة
الختيار وقع في خطأ فظيع.
في النقطة الأولى يزعم أنه يبحث عن حل بسيط لمشكلة السلسلة السببية، فوجد الحل في وجود "مسبّب أول" لا سبب له. طيب ماشي، على العين و الراس.
في النقطة الثانية، يقول الختيار أن هذا الإله هو الحل "الأقل شطحا". و في هذا التناقض.
المشكلة التي تزعم وجودها هي السلسلة السببية، و قد "حللتها" بأن افترضت وجود مسبّب أول لا سبب له. كان الأحرى بك أن تقف عن هذا الحد و لا تكمل.
فكيف لك أن تقول أن حلك الميتافيزيقي هو "الأقل شطحا" و أنت ببضع كلمات جعلت منه إلها مفكرا و عقلا مدبرا، قويا مريدا مغيّرا. و فجأة بات حلك البسيط زعما هائلا متخلخلا؟؟ هل تعتبر وجود عقلٍ بلا أي أساس مادي حلا بسيطا؟ هل تعتبر وجود وعي بدون سبب و لا زمان و لا مكان حلا بسيطا؟ هل تعتبر وجود قوة تنتج شيئا من لاشيء حلا سلسا؟
طيب ماذا عن المشاكل العقلية و المنطقية الجمة التي تنتج عن مثل هذا الزعم؟ هل بحثت فيها؟ أتيت لتحل لنا مشكلة بسيطة، فتركتنا غارقين بمليون مشكلة عويصة لا أول لهم و لا آخر، و تزعم أنك أقل الشاطحين! لعمري إن إله المسيحية و الإسلام أبسط و أكثر سلاسة من شطحاتك!
طيب هاك حلا لمشكلتك لا يوجد فيه شطحات و لا زيادة: يوجد هناك قوة طبيعية أزلية بدائية تنتج عنها كل ظواهر الكون. بدائية هذه القوة أمر يمكن استنتاجه بسهولة حيث أن كل ما نعرفه عن العلم يشير الى ان الكون نشأ من حالة بسيطة و تطوّر الى حالات اكثر تعقيد، فهذا يشير أننا اذا رجعنا الى الوراء، الى بداية السلسلة، سنجد أكثر الأشياء بساطة و بدائية. هلا اعترفت بأن حلي هذا ليس فيه شطحات كشطحاتك، و هو أكثر بساطة و سلاسة، و يحوي على عدد أقل من الفرضيات و المزاعم؟
المشكلة الثانية في شطحاته هي أن الختيار يفترض وجود سبب أول واحد. لا يوجد أي حاجة او دليل منطقي لافتراض وجود مسبّب أول واحد. قد يكون هناك عشرين مسبّبا أوليا أزليين! كيف تزعم بمعرفة عدد المسببات الاولية، و حصرتها في واحد؟؟ هذه شطحة ما بعدها شطحة!