آااه يا دينا

آاااه وألف آاااه

لا، لا ، لن نلعن الظلام، بل سنضيء شمعة

فألف، ألف شمعة ،
ومعها ألف ألف كل عام وأنتِ سالمة
يا زهرة يانعة
يا ريعان الشباب
يا ملء الأنوثة
وكمال النضوج

يا فتاة باتت امرأة
ويا امرأة فتية على الدوام

يا مرهفة الحس
يا قوية الشكيمة

كل عام وأنتِ حبيبته
بنوع خاص، خاص جدا

كل عام وأنت حبيبتنا
بشكل مميز، مميز جدا

أيعوضكِ الزمانُ صديقة أخرى
غير تلك الصديقة الراحلة؟!

أويسهل عليكِ العثور على صديقة
في زمن لا يقدس الصداقة؟!

نعم، نعم يا زهرة تشرين الثاني
يا من أرجأت بهجة تشرين
حتى ساد اليأس أو كاد
ثمََّ أينعتً وأنارت الدرب
حتى طغى كوانين وساد

محقةٌ أنتِ في الابتئاس
أيا زهرة تشرين الثاني

فنحن في زمن لم يعد يقدّر الصداقة
نحن في زمن لم يعد يقدّر الحمصنة

لكن، لا تطفئي شمعة الأمل مبكراً
فقد قيل: لا يأس مع الحياة

فطالما هناك حياة
هناك أمل بلا شك

وحياتك لم ينقضِ منها إلا ربعها
ونصف ربعها يا صديقتي لا تذكري منه شيئا
أو تكادين!!!


وهذا معناه، أن الربع الثاني منها
سيكون أمتع من الأول،
لأنك لن تضيعي منه لحظة هباء

وما أدراك حسرة العمر المنقضي هباء
وما أدراك كم أضعتُ -لغبائي المطلق-
وكم من عمري انقضى هباء

لا، لا ، لن ألعن الظلام، بل سنضيء شمعة

فأحمدُ الله أن قد أنار دربي
ولي من العمر نصفه ونيف

(فأنا لا أقيس طول عمري بمقدار تفاؤلكِ يا صديقتي)

وأدعوه راجياً أن أصدق الوعدَ
فأقضي ما تبقى من عمري واعياً
(لا، لستُ أطلب الوعي لأنني قضيت الماضي سكراناً:10:

ويحك يا دينا،
من أين لي كلُّ ما سردتُ أعلاه؟!
أنا الفارغ
أنا الذي يصفر الهواء
لدى انتقاله بين أذنيّ
وصفيره يكشف خوائي

(لا أدري إن كان التعبير صحيحا)

لكن،

لا، لا ، لن نلعن الظلام، بل سنضيء شمعة
وسنمشي خطوة
ونبذل من الجهد وسعه لتكون
خطوةً إلى الأمام

تحياتي القلبية