أين الذين ينادون بحب الوطن؟!


بقلم: خليفة بن أحمد الظهراني

رئيس مجلس النواب

إن ما نراه اليوم ونعيشه في الساحة المحلية يجعلني أتساءل: أين الذين ينادون بحب الوطن؟ لماذا يغط البعض في نوم عميق وسبات غريب، فالبيت يحترق ويوشك الحريق أن يطول الجميع، فلمصلحة من هذا السكوت؟ ولماذا؟ ومن المستفيد؟ كثيرون ومعروفون أيضاً هم الذين بإمكانهم المساهمة في التحرك وإخماد هذا الحريق، والمشاركة في معالجة الموضوع بكل حكمة وحضارية، وعودة الهدوء، والمضي في العمل وبناء الوطن من أجل مستقبل أجياله، وهذا واجب ديني ووطني، ولا يقبل اليوم الصمت أو السلبية مع هكذا وضع وهكذا تطورات.

مما يؤسف له حقا أن ما يجري اليوم على الساحة المحلية أمر خطير، قد تكون له نتائجه الوخيمة وتداعياته السيئة، التي لا يعلم مداها إلا الله تعالى، ويلاحظ أن ثمة حالة صمت غير محمودة من العقلاء والرجال والجمعيات الوطنية حيال هذه التطورات، كما أن الذي يجعلني أنظر إلى ذلك بنوع من عدم الرضا والقبول هو ما تنقله بعض الوسائل الإعلامية والصحف وبعض الأقلام بعيداً عن أي اعتبارات لمصلحة الوطن، وقد حان الوقت لأن تقيّم فيها الصحافة المسئولة أداءها في الأحداث المحلية التي تضر بالوطن ومستقبله، كما يلاحظ أن ثمة صمتا رهيبا آخر لفئات ومؤسسات من المجتمع المدني أمام الأحداث التي تحدق بالوطن، وكأن هذا الأمر لا يعني أحدا، وكأن الحريق لن يطول الجميع. والأمر المؤسف الآخر هو أن يتصدر اليوم هذه الأحداث بعض الأشخاص الذين أساءوا استخدام الحقوق الدستورية والممارسات الحضارية في التعبير عن الرأي وحرية الكلمة والتعبير، وحق التظاهرات والتجمعات، فالوطن بحاجة إلى من يبني فيه، ويساهم في تشييد منجزاته الحضارية، ويرفع من شأنه، ويحافظ على مكتسباته ويحميها، ومن يريد أن يعمل ويساهم في البناء لا يخرب ولا يلجأ إلى التصادم مع الجهات المسئولة، فالعمل والبناء لا يستقيمان مع التخريب والإساءة، وحب الوطن هو قول وعمل وممارسة، وليس شعاراً عاما، وعنواناً جامداً.

إن العمل والتوظيف والمطالبة بالحقوق كافة لها طرقها الشرعية وأساليبها الحضارية التي لا ينكرها أحد، وإن السلطة التشريعية تدعم وبكل جهد وبالتعاون مع السلطة التنفيذية توفير جميع فرص العمل والتوظيف والعيش الكريم للمواطن البحريني، وتشجيع استقطاب رؤوس الأموال والاستثمارات التي تصب في صالح الوطن والمواطن، كما ان هناك الخطط الاقتصادية والبرامج المستقبلية في مجال العمل التي من شأنها معالجة مشكلة البطالة والتوظيف، وتلك هي الأساليب الناجحة والأمور العاقلة التي ستعالج المشكلة، وهي بالتمام ما تفعله الدول وتؤمن به الشعوب، فالبطالة ظاهرة في كل دول العالم، أما التخريب والإساءة والتصادمات فلن تفيد أحدا، وسيكون الخاسر الأول فيها هو الوطن والجميع، ولن تحل مشكلة، ولن يوظف مواطن مع هكذا أساليب. إن ما يحصل اليوم يهددنا جميعاً، بل يهدد مستقبلنا ومستقبل أجيالنا، ولكَم حلمنا جميعاً (سنة وشيعة) على هذه الأرض أن يكون أبناؤنا في أحسن حال، وهذا الحلم يريد منا البناء والعمل، أما التخريب والإساءة فلن يورثا لأجيالنا وأوطاننا سوى الخراب، وستستمر المشاكل العالقة دونما حل.. والله من وراء القصد.

http://www.akhbar-alkhaleej.com/Articles.a...=150943&Sn=BNEW