كلاّاااا 50 قصة وقصة

17

احمد عمر

خادم الخاتم



قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد(1) ذو السيف الحديد. أنّ الأمير المنفي إلى الجزيرة، ملّ الفواكه وعاف الخضروات، وتاقت نفسه إلى الشواء، فصنع شبكة بدائية من خيوط القنب، ثم ألقاها، على بخت المواطن العربي، في البحر، وعندما رفعها بعد ساعة، فوجئ بزجاجة كوكا كولا، فاستغرب أن يِصل النفوذ الأمريكي إلى الماضي السحيق، وإلى هذه الجزيرة المفقودة غير الموجودة على الخريطة! وعلّل الأمر بشطارة شركات الإعلان الأمريكية. ولما همّ بشربها لمح كائنا صغيرا فيها يدقّ على حيطانها:

- أرجوك.. أخرجني يا مولاي.. أنقذني لأصير خادمك المطيع طول العمر

استغرب الأمير واندهش: من أدخلك هذا القمقم؟

أجاب الكائن المحبوس: عطست، فاتهمتني أمريكا بالإرهاب وحبستني هنا

تردد الأمير: أخشى إن حررتك أن اغضب الحكومة وأمريكا

قال الجني: من جهة أمريكا سأعلمك كيف تنال رضاها. أما من جهتي فسأعقد معك معاهدة وميثاقا في الإخلاص وعدم الاعتداء.

قال الأمير: ولكن قبل أن نعقد الاتفاق، اخبرني، هل أنت من عربان الجان أم من فرنجتهم؟

قال الجني: من ملتكم مولاي

قال الأمير: إذا لا ثقة في العهد بيننا، ألم ترَ ما حدث في أوائل الثمانينات؟ وما فعل ابن عمي بي. ألا تعرف أن المعاهدات عندنا حبر على ورق؟

اقترح الجني: لدي حل يا مولاي

قال الأمير : ما هو؟

قال الجني: أبوح لك بسر الرصد الذي سيحرقني إن غدرت بك.

عرف الأمير التعويذة واخذ الايمانات المغلظة على الجني، على أنها إيمانات غير منتهية المفعول. فأطلق سراحه، فخرج دخان كثيف من القمم. وسرعان ما تحول الدخان إلى مارد جبار

وقال: شبيك لبيك..

قال الأمير: أريد أن تقوم بانقلاب اسود على ابن عمي الذي سلبني العرش. وان تصيرني ملكا دستوريا محله ثم ترديه من احد الجبال.

قال الجني:أليس من الأفضل إبقاء ابن عمك على قيد الحياة. فالدم لا يصير ماء

قال الأمير:الدم ماء ملون بالأحمر

قال الجن: من الأفضل، والأمر لكم يا مولاي، أن تحوله سفيرا في إحدى البلاد البعيدة، كما هي العادة.

قال الأمير: نفّذ ثم ناقش

وفي الحال لبى الجني الأمر، وأطلق من فمه قذائف ارض جو، وقنابل عنقودية، وانشطارية، ونابالم فاحترق القصر بالمقلوب. بعد مقتل ابن العم، مشى الأمير في الجنازة واتهم الموساد و CIAبقتله، وصمم على الانتقام.

امسك الأمير بزمام السلطة، واستمتع بالمال والجاه والنسوان والغلمان.. ونسي الجني. فالرعية المطيعة تغني عن اكبر واعظم مارد. وذات يوم قِرِم على فالوذج فرنسي فدعك الخاتم فحضر مشبيا ملبيا

قال الأمير: أريد أن احبس رعيتي في قمقم

قال الجني: ولكنها مخصية يا مولاي ؟

لم يكتف الأمير بحبس الرعية، فحبس معها الجني؟

استغرب الجني عملة الأمير وتساءل عن سببها؟ فقال الأمير: التجربة علمتني أن لا أمان لرعية فالشعب إذا أراد الحياة فقد يستجيب القدر، إذا تواطأ مع أمريكا؟

قال الجني: وأنا يا مولاي؟

- أنت لست محبوسا، هذه إقامة جبرية، وشتّان يا عفريت الجان.

ودعك خاتمه، فأغلقت شهرزاد فمها بقفل ليس له مفتاح، وسكتت عن نكء الجراح

خدمات إنسية:

1- كونه عريسا أبديا