{myadvertisements[zone_1]}
الإله الغائب .. وانتقادات شديدة اللهجة ..
خوليــــو غير متصل
متشائل
*****

المشاركات: 938
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #16
الإله الغائب .. وانتقادات شديدة اللهجة ..
الحلقة الثانية ..
هل هو عصر الإله الغائب .. !!


من الواضح أن الختيار لا يمتلك قطرة من خبث الأنبياء .. فالله الذي اخترعه الختيار يفتقد لأيّ شكل من أشكال الجاذبيّة الذي تميّزت فيه الآلهة عبر التاريخ ..
إنّه إله جامد .. كإله "أرسطو" .. الذي سبق وتحدّثت عنه ..
إله بلا حوريّات يهديها لعباده .. ودون جنّات وأنهارٍ من الخمر .. !!
إله لا يقبل "القرابين" .. ولا يستجيب لصلاة أو دعاء .. !!

في جميع الأحوال .. أظنّ أن الختيار كان قد أنهى الحوار باكراً .. حينما أعرب أنّ إلهه ليس سوى وسيلة لتجنّب نقاشات لم تجد فائدة عبر التاريخ .. وأنا في أحوالٍ كهذه أتعاطف مع الختيار .. الذي اختار لنفسه أن يخترق تشريعات الأديان .. وينتقدها من العمق .. بدل من تضييع وقته في زجالات عقائديّة ..
ربّما كان الختيار لا يعلم ذلك .. لكنّه فعلاً .. أثّر فيّ كثيراً في فترة من الفترات .. فصرت مهووساً بقراءة كتب الشريعة .. والأحاديث .. والبحبشة بين صفحاتها على السهوات والتناقضات .. بل إنّي قرأت القرآن مع تفسيرات "القرطبي" و"ابن كثير" فتخيّلوا يرعاكم الله ..
لذا أرجو من الختيار ألا يفزع من عنوان موضوعي هذا .. ولا من اللهجة "القاسية" التي ادّعيت أنّي سأتكلّم بها .. فالختيار بالنسبة لي .. شخصيّة مؤثّرة ذكيّة .. أكثر من راقية .. وأكثر من محترمة .. بل إنّ مشاركتي الأولى في المنتديات كانت في المقابلة التي تمّت معه هنا .. وجدالي معه فقط لأفيد أو أستفيد .. فآخر ما قد يجذبني هو انتقاد اعتقادات شخصيّة راقية "كالختيار" .. أو أي شخصيّة أخرى واعية عقلانيّة ..
عندي العديد من الأصدقاء المسلمين العقلانيين .. لم يخطر ببالي أن أجادلهم يوماً عن وجود الله من عدمه .. لأنّ إيمانهم بالله لا يضرّني بشيء .. وعدم إبمانهم لن ينفعني بشيء .. بالأصل فإنّ العديد من الملحدين يُضطرّون للتخلّي عن موقفهم "اللاأدري" .. فقط لمسايرة الحوار وجملة التناقضات العلميّة التي يطرحها المؤمن ..

سأعود لموضوعنا الآن ..

كنت أنوي أن أتحدّث في مداخلتي الثانية عن "المثولوجيا" والأسطورة .. وأتناولها بشكل ظننت أنّه قد يقنع الختيار بعدم وجود إلهه .. لكن لم أجد داعٍ لذلك .. فالختيار لا يريد أدلّة على عدم وجود إلهه .. لأنّه لا يقول بالأصل بوجوده .. لذا اخترت أن أسرد ما أريد بشكل أقل تعقيداً ..
أنا أسلّم للختيار تماماً .. بأنّه .. وفي حال وجود إله في هذه الطبيعة .. فإنّه لا يتدخّل أبداً بمجريات الأحداث .. وليس هناك أي دليل يثبت تواطؤ الله مع قوانين الطبيعة لمصلحة فئة من الناس .. ضد فئات أخرى ..
بل إنّي كإنسان .. سأجد تدخّل الله .. اعتداءً صارخا على منطقي العقلي .. واستخفافاً به لأبعد الحدود ..
لكن .. كيف اكتشف الإنسان وجود الله إذا .. !!؟؟
الإنسان "احتاج" لاكتشاف الله .. لكي يحمي نفسه من الجنون .. والله في يوم من الإيّام كان ثوراً .. (ولا أظن أنّ الإنسان حينها قد ظنّ أن الثور هو الذي خلق الحياة) .. وكان في مرّات عديدة بشراً ..
حينما وُجدت الأساطير .. أساطير آلهة الجنس .. وآلهة الحب عند اليونان .. وملاحم جلجامش وآلهة "عشتار" في الشرق .. قامت هذه الأساطير بطرح تساؤلات فكريّة أكثر تطوّراً .. ومنها أكسبت صفة "الخلق" لله .. بينما قبل ذلك .. لم يكن الله يمتلك هذه الصفة أبداًَ ..
الإنسان لم يواجه تلك القضايا الكبرى "مثل من خلق العالم" .. ولم يمتلك التطوّر الذهني لطرح مثل هذه التساؤلات .. إلا في وقت متأخّر من نشأة الله ..
الله بالنسبة للإنسان .. هو كهف مريح آمن يلجأ له .. حينما يواجه هذه الطبيعة المذهلة .. فلما تشرق الشمس .. ولما الوحوش تألكنا .. ماذا تريد يا ربّي حتّى تنقذني .. أي نوع من القرابين تفضّل .. !! .. كيف نواجه تلك الوحوش .. !!؟؟ .. ساعدني يا إلهي في تحصيل طعامي .. أحرث الأرض معي يا إلهي .. (عبد الإنسان الحيوانات التي تساعده في الزراعة حينما أوجد الزراعة) ..
بل إنّ الإنسان أيضاً .. عبد "الوحوش" علّها تعطف عليه ..

وكلّما ارتقى الفكر الإنساني .. كان يضيف "ميّزة" جديدة لكتلوك الله (وكتلوك العجائب والغرائب اللاعقليّة) .. الذي راح يتّسع نفوذه يوماً بعد يوم ..
كيف تتغلّب قوى الخير على قوى الشر (ومن ذلك ترسّخت الطقوس الدينيّة) .. !!؟؟ .. ما هو الخير .. وما هو الشر .. !!؟؟ .. ولما تمطر السماء .. !!؟؟ .. كيف يفيض النهر .. !!؟؟ .. كيف بدأت الدنيا .. وكيف ستنتهي .. !!؟؟ .. لما بعض البشر بيض .. وبعضهم سود !!؟؟ (مثولوجياً فسّرت بعض الشعوب ذلك .. بأنّ الله ينسى أحياناً الإنسان في الفرن .. فيمسي أسوداً .. فالله يكوّر الإنسان من الطين ثمّ يضعه لينضج في الفرن – فراس السوّاح) ..
أظنّ أن السبب الأكبر في شموليّة الأسطورة وفي اتساع نفوذ الله .. بأنّ "الأدب" و"الشعر" بعد اختراع الكتابة .. إحتاج لوقت طويل لينفصل عن الأسطورة .. فأصبح كلّ ما يخطّه الفكر الإنساني في تلك المرحلة (من اتّصال الفكر والأدب والشعر بالأسطورة) مقدّساً .. فكانت الأسطورة هي التي تمثّل ثقافة العصر .. ولا شيء سواها ..

ما أريد أن أوضّحه هنا .. أنّ الله لم يمتلك صفة الخالق إلا بعد زمن طويل من "نشأته" .. فالله ليس هو الخالق .. وفقط .. بل الله قبل أن يكون خالقاً .. هو الشمّاعة التي يعلّق عليها الإنسان جهله .. وضعفه ..وحاجاته ..

فهل وصل الإنسان لمرحلة من "القوّة" تغنيه عن "الله" .. !!؟؟
المشكلة أنّك لا تستطيع أن تثب إجابة هذا السؤال بشكل "إحصائي" .. لأن إحصاء عدد المؤمنين .. والملحدين في هذا العالم .. لن يثبت شيئاً .. فالدين "يُورّث" .. دون أن يعكس الحاجة لله من عدمها .. والخروج من تابوت الدين لا يتمّ إلا بصراعات كبيرة يواجهها الإنسان مع العمليّات الإرهابيّة التي ارتكبت بحقّ "العقل" أثناء نموّه ..

على كلّ .. لم يعد الإلحاد "حالات شاذّة" .. بل أصبح "قاعدة" في كثير من الأمور الحياتيّة .. وأظنّ أن ذلك يثبت بشكل أو بآخر أن الإنسان أصبح يستطيع أن يحيا بلا الله .. وأن الإنسان ممكن أن يستوعب "منطق المادّة" دون أن يُصاب بالجنون ..
ومذ أن انفصلت السلطة الدينيّة على التشريعات الحياتيّة .. أثبت المنطق الإنساني مجدداً أنّه قادر على رعاية نفسه دون مباركات إلهيّة .. بل إن الإنفصال عن "الدين" ساهم بقفزات حضاريّة غير مسبوقة.

أجد أنّ الإله الغائب .. هو مرحلة منطقيّة .. من مراحل استغناء الإنسان عن حاجته لله .. فهو استغنى عن "عفاريت الله" في تنزيل المطر .. وجوع الله في فيضان النيل .. وتشريعات الله في إدارة الحياة .. ولم يعد يحتاج لله إلا "كخالق" ..
لكن عدم مرور الإنسانيّة "بشكلها العام" بمرحلة تقديس لهذا الإله الغائب .. يدل على أنّ الإنسانيّة فقدت ثقتها بالله مذ بدأت تكتشف الحياة بالعقل .. لا بالميتافيزيقا .. وأحالت الله كلّه إلى التقاعد .. فسيبدو من الغريب جداً .. أن يكون "الله" الذي أوجدته حاجات الإنسان .. وجهله .. ومخاوفه ومطامعه .. أقول أن يكون هذا الله هو ذاته مفتاح الحياة .. .[SIZE=5](حينها أظنّ أنّه من الأولى أن نقدّس جهل الإنسان .. لا الإله الغائب)
..

لم يعد في هذه الأيّام أي دليل يُستخدم لإثبات وجود الله .. اللهم إلا (كيف نشأت الحياة) .. وربّما إذا عدنا لزجالات من التاريخ .. سنجد تساؤلات .. (لماذا يبكي الطفل حينما يولد) .. (لماذا يموت الإنسان) .. (كيف يتشكّل الإنسان) .. (أين تذهب الشمس عند المغيب) .. (ماذا يوجد تحت الأرض) ..
كلّها تساؤلات أكل عليها الدهر .. وإن كرّرها بعض الدينيّين من جديد .. فهي تدل على إفلاس الفكر الديني ..

فهل هو عصر الإله الغائب .. !!؟؟


خوليو
12-03-2005, 04:08 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الإله الغائب .. وانتقادات شديدة اللهجة .. - بواسطة خوليــــو - 12-03-2005, 04:08 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  سلطان المسيح الإله على الشياطين ابانوب 12 2,793 01-06-2012, 11:23 AM
آخر رد: جمال الحر
  مشيئة الإله الإسلامي ونهاية الحوار العقلاني المنطقي الإسلامي مؤمن مصلح 23 6,167 02-12-2011, 08:53 PM
آخر رد: yasser_x
  هل دائما قبلة وبيت الإله قريبة من منزل النبي , ولماذا ! ؟ الفكر الحر 8 2,175 10-27-2010, 10:12 AM
آخر رد: sora no kiwi
  لماذا يعذب الإله؟ مسلم 31 6,722 08-15-2010, 04:44 PM
آخر رد: Man Kind
  سؤال لأتباع الإله الإبراهيمي مؤمن مصلح 38 7,160 07-03-2010, 02:11 AM
آخر رد: صصصصصصصص

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS