عودة إلى ثقافة السلندرات!

علي سيار

مسيرات.. مظاهرات.. اعتصامات، وكلها غير مرخص لها، يسير فيها الكبار والصغار من الجنسين، تطوف الشوارع كل ليلة، تطفّش المستثمر، وتسدّ منافذ الطرقات، وتعطّل مصالح الناس، وتحوّل البلاد إلى ساحة لمواجهات ساخنة بينها وبين رجال الأمن! ترى هل يحدث كل ذلك بعفوية، ودون أن يكون وراءها موجّه ومنسّق ومنظّم؟

من يقول بذلك، فهو إمّا أن يكون شريكاً في هذا الفعل الإجرامي في حق الوطن، وإمّا هو مصاب بحولٍ في عقله لا يميز معه بين الخطأ والصواب! إن مسيرات تخرج كلها في وقت واحد، وفي أماكن متفرقة، لابدّ وأن تكون مسيّرة من قبل أناس لا يضمرون خيرًا للوطن، ويتمنّون ربما تفجيره من الداخل لغايات لم تعد خافية، وهو فعل شيطاني لا يليق بشعب بالكاد يتعافى من محنة التسعينات، ويخرج إلى فضاء أكثر رحابة، وأكثر استجابة لتنظيم البيت البحريني من الداخل، من أجل أن يكون صالحاً للسكنى لكل المقيمين فيه.. بجميع طوائفهم وشرائحهم ومعتقداتهم.

أمّا العودة إلى ثقافة السلندرات، تحت أية لافتة كانت، وحرق السيارات، وإلقاء قنابل المولوتوف على قوات الأمن، وترويع الناس بهذه الصورة الممنهجة، فإنما هو بمثابة دعوة مفتوحة لاستدعاء حقبة التسعينات بكل وجعها ومراراتها! لا أحد ينكر أن في البلاد بطالة، وأن فيها مشاكل يعاني منها الشعب بمختلف شرائحه ومستوياته، ولكن ذلك شيء طبيعي، إذ لا يوجد في العالم بلد خال من مثل هذه المنغصات والمتاعب.

ولكن الأمور لا يمكن ان تُحلّ عن طريق المسيرات والاعتصامات وتعكير الأمن... ولو أنّ كل شعوب العالم انتهجت هذا الطريق لحلّ مشاكلها.. لكان عالم البشر كله في طريقه إلى الانتحار! ومازال السؤال الجارح معلقاً: أين القانون؟

http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO...=151051&Sn=MORN