مدرسة المشاغبين!

عبد المنعم ابراهيم

أعمال الشغب والتخريب التي شهدتها «المنامة« مؤخراً، من خلال الادعاء بالمطالبة بتوفير الأعمال والوظائف لا تخرج عن كونها محاولة جديدة لتحريك الشارع وحشده ضد الحكومة والمشروع الإصلاحي تقوم بها مجموعة منشقة عن تيارات سياسية سوف تشارك في الانتخابات النيابية القادمة، وبالتالي فإن الجماعات الرافضة للمشاركة تتعارك مع المجموعة القابلة بالمشاركة من خلال تصعيد الموقف ضد الحكومة والدولة.. فقط لإحراج الآخرين وإظهارهم أمام المواطنين الموالين لهم بأنهم (موالون) أو (خونة) أو (مستسلمون)!

يعني باختصار هم يتصارعون بينما نحن الذين ندفع الضريبة، وتحترق شوارع المنامة وقرى البحرين، وتتعطل حركة المرور، وتتلف ممتلكات المواطنين والمقيمين، ويتعرضون للأذى والخطر.. فقط لأن مجموعة مخربين لا يؤمنون بالديمقراطية، ولا بالحوار السياسي السلمي، ويرفضون كل شيء تطرحه (الدولة) لحل أي مشكلة في المجتمع، وبالتالي سوف نجد أنفسنا خلال المرحلة القادمة في كل يوم نصطدم بمظاهرة أو تتعثر أقدامنا باعتصام سياسي! هذه الطريقة من التصرف السياسي لدى البعض تعبّر عن عدم اقتناعهم بالديمقراطية، فهم لا يريدونها، ولا يريدون إنجاح المشروع الإصلاحي، سواء السياسي منه أو الاقتصادي.. هكذا هم مجبولون على الفوضى والعنف والتخريب، ومن هو كذلك لا يحتاج إلى سبب أو مبرر لكي يخرج في مظاهرة أو مسيرة أو اعتصام.. سوف تجدونهم أمامكم كل يوم في الشوارع حتى موعد الانتخابات القادمة.

وفي كل الأحوال إذا كان خروجهم اليومي للتعبير عن رفضهم السياسي للمشاركة في الانتخابات مجرد ظهور سلمي، فليس لدينا تحفظ على ذلك، لكن حين يصطدمون برجال الأمن والمرور، ويصرّون على الخروج في مظاهرات من دون (ترخيص) رسمي، ويتعمدون الشغب والتخريب وإتلاف ممتلكات المواطنين، فإن واجب (الدولة) وبحكم القانون أن تحمي المجتمع منهم.. تماماً كأي دولة ديمقراطية عصرية.. فحين حدثت أعمال العنف في فرنسا مؤخراً تعاملت معها باريس الديمقراطية وعاصمة النور (بالكرباج) والهراوات! ولم نسمع (واشنطون) أو (لندن) ترفع احتجاجاً واستنكاراً ضد ذلك! هذه فرنسا العريقة في الديمقراطية تعاملت مع المشاغبين بالحزم والشدة، فما بالكم بنا نحن المبتدئين في (با.بي. بو) الديمقراطية؟! سوف يحتاج (البعض) هنا إلى سنوات لكي يحترموا الديمقراطية ويحترموا أنفسهم، ويحترموا الأغلبية «الصامتة«!

http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO...=151055&Sn=SPAC