السيدة نرفوزة:
لا أدري بأي رد فعل ستتلقين تعقيبي الذي لو لم يكن موضوعك هذا يستحق التعقيب لما عقبت عليه أصلاً.

في البداية قد يعلم من يتابع ما أكتب أنني ومنذ انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان كنت مع انسحاب كامل للجيش السوري.

بل إنني كنت من قلة رأت أن مغادرة الجيش السوري حتى قبل انهزام إسرائيل من قبل حزب الله وانسحابها لأن الجيش السوري حقق هدفه الرئيسي وهو وقف الحرب الأهلية.

وقد تستغربين أن يكون موقفي هو أقصى درجات الاستنكار والتبرؤ بل وتجرّيم كل من ساهم باعتقال أو تعذيب أي لبناني مهما كانت تهمته لأن هذا هو واجب السلطات اللبنانية فقط.

بالنسبة للموضوع الأساس الذي عرضته دعيني أقول لك وببساطة أنت لست بحاقدة على من قتل ومثل ولكني أشعر بالخجل والعار والإشمئزاز من هذه الأفعال ولو كان كل كلمات الاعتذار تكفي لجمعتها وقدمتها لكل لبناني ممن عذّب أو لأهل أي مفقود لبناني عانى من قبل القوات السورية...

ولكن دعيني أسألك هل ممارسات المخابرات السورية في لبنان هي وليدة ساعتها؟
وهل هي مقطوعة النسب ولدت في لبنان؟
أم أنها انقلت من سورية للبنان؟

هذه الممارسات التي تشتكين منها هي ممارسات قامت بها الاستخبارات السورية بسورية ونقلتها كتراث لعين إلى لبنان.

طبعا سيقفز البعض على الكلام كي يتهمني بالازدواجية وعدم الانسجام مع الذات ... إلخ من تهم أشباه المثقفين وشلة المثقوب جنبلاط وبعبوص تويني وباقي العصابة.

لن أوجه كلامي لهؤلاء ولكن لمن قد يؤخذ بكلامهم أقول:
أنا كنت ولازلت مع انسحاب الجيش السوري من لبنان.
وكنت ولازلت مع لبنان سيداً حراً مستقلاً من اي تبعية.
ولكني ضد أن يتحول لبنان لخنجر لوطني سورية.
وضد أن يتحرر لبنان من عصابة ليقع بيد مافيا وعصابات.

طبعا كلامي صعب ولن يفهمه إلا من رحم ربي وهم قلة.