ولماذا تم القبض عليهم إذاً..؟!

محمد المحميد
24 ساعة فقط هي مدة خبر الإعلان عن القبض على مجموعة من المتورطين في مسيرات التخريب وخبر الإفراج عنهم!! ونحن هنا لن نُبرر عملية القبض عليهم، ولن نحتج عن الإفراج عنهم، ولكنا نتساءل ولنا الحق في السؤال: ما الموضوع وما الحكاية؟ لماذا تم الإفراج ولماذا تم القبض عليهم إذا؟ وإذا كانت ثمة صفقة عُقدت، وتسويات عٌملت، واتفاقات جرت مع بعض الشخصيات القادرة على تهدئة الوضع وكبح جماح التوتر، فلماذا لم تُعلن الجهات الأمنية أو جهة القرار عن ذلك؟ وإذا كانت هناك ضمانات وتعهدات ومواثيق لعدم تكرار الأمر فلماذا لا يُعلن عن كل ذلك؟ لماذا نُترك هكذا وكأننا مجرد خشبٌ مسندة في هذا الوطن؟ لماذا لا يُكشف لنا عن الحقائق ولا نُستشار في القرارات؟ لماذا لا يُقال لنا عن سبب الإفراج سواء كان بمكرمة، أو بقرار حكيم مدروس نظر للمصلحة العليا للوطن، أو تم تنفيذ قرار الإفراج بالقانون ولعدم توفر الأدلة؟؟ لماذا يُطلب منا الفزعة في كل مرة، وتتعالى الأصوات لمناداتنا من أجل إنقاذ الوطن وإخماد الحريق والتصدي للخارجين على القانون، ثم يتم حل الموضوع من تحت الطاولة، وكان الله غفورا رحيما؟؟ لماذا يُسارع كبار المسئولين عند كل حدث لعقد اجتماع طارئ وعاجل مع القوى المجتمعية والشخصيات وأعضاء السلطة التشريعية، ويتم إطلاق التصاريح الساخنة وتعرض الصور واللسلايدات والفيديو، ويتم التأهب لاتخاذ قرار حاسم، ثم يكون القرار: عفا الله عما سلف، وإغلاق الملف والقضية؟؟ هل المطلوب منا أن نكون إمعة وقطيعا نجري وننساق في كل مرة مع الجهات الأمنية ضد الخارجين على القانون؟؟ لماذا أصبحت فئة كبيرة من المواطنين اليوم تقول وبصوت عال مسموع ليتنا كنا معارضين ضد الوطن ذات يوم حتى يتم تكريمنا ومحاباتنا كما يفعل الآخرون الآن، وكما قربهم أصحاب القرار منهم، ونالوا من التعيينات الرفيعة والمكرمات الكثيرة والتسهيلات العديدة؟؟ هل نحن مخطئون حينما قررنا أن نقف مع الوطن؟؟ نحن لا ندعو إلى فتنة، ولا نُحرض على الظلم، ولا نقبل أن تؤخذ أمة كاملة بسبب جريمة أفراد مغرر بهم، ونعلم جيداً أن في هذا الوطن أصحاب تبريرات جاهزة ومعلبة دائما لكل تخريب وعند كل جريمة، نعم نعلم جيداً أن من قام بالتخريب وغرر به في المسيرات الأخيرة هو من أبنائنا وإخواننا في هذا الوطن، لا نقول إنهم من طائفة أخرى أو من مذهب آخر، ولكن نقول هم أبناؤنا وإخواننا، وخاصة ان أعمارهم تتراوح بين 13/15 سنة، ونسأل الله لهم الهداية والصلاح، وأن يعودوا للمساهمة معنا في بناء الوطن، ولكننا شركاء في هذه الأرض ولسنا غرباء، ولنا حقوق ومطالب، ونطالب اليوم بكشف الحقائق، ولا بد من سيادة القانون والمشاركة في بلد القانون والشراكة، ولا يعني صمتنا أو سكوتنا الرضا على الوضع القائم، ولكن ولاءنا وحبنا للبلد ورموزه يمنعنا من اللجوء الى الأساليب غير الشرعية.. ولكن أليس للصبر حدود، وللولاء خطوط..!! مطلوب بيان عاجل علني من الجهات الأمنية يوضح أسباب الإفراج وتطورات الوضع، حتى لا نشجع التخريب طالما كان هناك عفو فوري، وحتى لا تعم حالة الإحباط وقلة الحيلة عند الضباط ورجال الشرطة والأمن، وعند عموم المواطنين، مادام هناك صك شرعي جاهز لكل جريمة. إن الهيبة والاحترام للدول والرموز والمؤسسات لا تدوم ولا تستمر إلا بالثقة والعدالة والقانون، أما بغير ذلك فهي مجرد ديكور وبهرجة وماكياج..!! هذه نصيحة علنية نرفعها صريحة لأصحاب السلطة والقرار في هذا الوطن، ولكن يبدو أن بعضهم لا يحبون الناصحين.. وآآآه يا بلد..!!

http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO...=151172&Sn=RYTH