الزميل بهجت

الأهداف الثلاثة الإستراتيجية لأمريكا في المنطقة ثلاثة
1ـ ضمان تدفق البترول بدون عوائق
2ـ حماية أمن إسرائيل وضمان تفوقها علي العرب مجتمعين
3ـ الحفاظ علي الإستقرار بالمنطقة لتحقيق الهدفين 1 و 2

بالنسبة للهدف 1
تم الحصول عليه عن طريق ضمان ولاء مشايخ الخليج وتحويل تلك الدويلات لمحميات أمريكية بإتفاقيات شفوية غير مكتوبة منذ لقاء روزفلت مع عبد العزيز علي ظهر الطراد كوينسي في البحيرات المرة قرب إنتهاء الحرب العالمية الثانية

بالنسبة للهدف2
إسرائيل إحدي مهامها العمل كحاملة طائرات علي الأرض لأمريكا
مثال عملي علي ماأقول
قبل حرب العراق أجرت أمريكا مع إسرائيل مناورات عسكرية لإختبار أسلحتها لأنها تريد إجراء مناورات مع طرف متقدم عسكريا وهذا ورد في فيلم تسجيلي عن حرب العراق بقناة PBS

أسباب إنشاؤها ـ
معقدة جدا ومتداخلة منها مايتعلق بالمصالح الغربية ومنها مايتعلق باليهود أنفسهم بالإضافة لعوامل دينية وتاريخية ونفسية

لضمان الحفاظ علي حاملة الطائرات تلك يلزم إبقاء دول المنطقة المحيطة بها متخلفة

للحفاظ علي تخلف دول المنطقة ضربت أمريكا أي محاولة لتوحيد العالم العربي كتجربة عبد الناصر ففي حرب اليمن أنحازت أمريكا لأكثر أنظمة العالم تخلفا ورجعية وهما نظام الإمامة في اليمن ونظام آل سعود ودعمت أنظمة عميلة لها كنظام حسين في الأردن وباقي محميات الخليج وهذا هو مفهوم أمريكا لإستقرار المنطقة وأظنك لاتجهل دور أمريكا في الحرب العراقية الإيرانية والتي دعمت فيها الطرفين لإنهاكهم فمن ناحية هناك فضيحة إيران كونترا ومن ناحية أخري كانت أمريكا تزود العراق بمعلومات أقمار صناعية عن المواقع الإيرانية وقصة مصافحة رمسفيلد لصدام وقتها لاأظنك تجهلها

كلامك به الكثير من الصحة بالنسبة لموقفها بعد أحداث سبتمبر ولكن ظلت الأهداف الإستراتيجية الثلاثة كما هي مع تغير التكتيك فأمريكا حملت الأنظمة العربية مسئولية ماحدث لها بسبب قمعها لشعوبها وعدم قدرة تلك الشعوب علي توجيه غضبها تجاه تلك الأنظمة مما دفعها لتوجيه ذلك الغضب تجاه أمريكا وبدأت في الضغط علي تلك الأنظمة بدرجات متفاوتة ولكن كان هاجسها الرئيسي هو أنه في حالة سقوط تلك الأنظمة مثل نظام آل سعود فسيكون البديل هو أسامة بن لادن ولكنها إختارت العراق لإجراء تغيير نظامه بالقوة علي عكس حالة مصر والسعودية مثلا لأسباب متعددة
1ـ العراق منهك تماما بسبب حرب الخليج الثانية والحصار الإقتصادي
2 ـالعراق به ثروة بترولية ضخمة مما يمكنه من تحمل تكاليف إعادة بناءه من عائد النفط
3ـ وضع بترول العراق ومنطقة الخليج تحت سيطرتها للتحكم فيه وبالتالي التحكم في دول الإتحاد الأوروبي والصين
4 ـ العراق ـ بخلاف دول الخليج - دولة بها طبقة متوسطة مقبولة نوعا ومتعلمة يمكن الإعتماد عليها في إعادة البناء
5ـ يسهل الترويج للحرب ضد العراق بسبب ماضي صدام حسين وموضوع أسلحة الدمار الشامل بعكس مصر والسعودية
6ـ في حالة نجاح مشروع مارشال الأمريكي بالعراق سيكون العراق بمثابة ألمانيا الغربية الجديدة لدول المنطقة مما سيكون له تأثير الدومينو علي تلك الدول
7ـ نظام صدام حسين نظام علماني ولايحظي بن لادن بشعبية كبيرة هناك
8 ـ سهولة إختراق العراق بسبب تعدد طوائفه وتحالف عدد من المعارضين لصدام معها وإستغلال حالة الغضب والكراهية التي يحملها له الشيعة والأكراد بسبب قمعه المستمر لهم

9-العامل النفسي والرغبة في الإنتقام ـ ولخص ذلك عبارة أطلقها أحد مذيعي البرامج الحوارية بالراديو يقول فيها - هم أسقطوا لنا برجين ونحن مقابل ذلك أحتللنا لهم دولتين ولاتنسي في النهاية أن من يصدر قرار الحرب إنسان مثلي ومثلك له مشاعر وأحاسيس وإنفعالات

بالنسبة لموضوع أن أمريكا قوة كونية ولاتخطو خطوة واحدة إلا بعد دراسة مستفيضة فقد أتضح بعد نجاح الغزو وسقوط بغداد وبداية المقاومة أن كل هذا غير صحيح وأن رامسفيلد أدار تلك الحرب بالطريقة المصرية المشهورة بالفهلوة وهذا ليس مبالغة مني ولكن ماأثبتته تحقيقات وجلسات إستماع متعددة بالكونجرس ومجلس الشيوخ
علي سببل المثال
في مسألة حجم القوات الأمريكية المطلوبة للغزو كان تقدير جنرال شانسكي أن المطلوب هو 400 ألف جندي لنجاح الغزو والسيطرة علي الأمن بعد ذلك ولكن رمسفيلد أصر علي 150 ألف فقط لأنه يريدها حرب منخفضة التكلفة

في مسألة التمويل كانت التكاليف المتوقعة هي 200 بليون دولار من البداية للنهاية وتجاوز المبلغ الأن ذلك بكثير

عند سؤال ديك تشيني عن توقعه لنشوء مقاومة من أي نوع بعد الحرب ضد القوات الأمريكية نفي ذلك تماما وذلك في برنامج meet the press الذي يذاع يوم الأحد صباحا لتيم رسر وذلك قبل بدء الحرب بأيام وأظنك مازلت تذكر الدعاية الأمريكية بأن الشعب العراقي سيستقبلهم بالورود بعد إسقاط صدام

عدم الحرص علي تكوين تحالف دولي قوي كما حدث في حرب الكويت لدرجة أن رمسفيلد أصدر تصريح بأنه سواء وافقت بريطانيا علي الإنضمام لأمريكا أم لا فأمريكا ستحارب وذلك عند إرتفاع موجة المعارضة للحرب داخل بريطانيا وطبعا أنت تعلم موقف فرنسا وألمانيا وبدلا من ذلك شكل تحالف وهمي مع دول مثل بولندا وأوكرانيا وبلغاريا مما كان يسميه البعض في أمريكا نفسها تحالف المرتشين في مقابل عبارة تحالف ذوي الإراده الذي أطلقه رامسفيلد
ورفض أمريكا مشاركة أي دولة لم تشارك في الغزو المشاركة في إعادة البناء

فبركة تقارير الإستخبارات الخاصة بقدرات العراق العسكرية لجعل العراق يبدو وكأنه يمثل خطرا علي السلام العالمي ومما تبع ذلك لخسارة أمريكا لكثير من مصداقيتها بعد الغزو وتوالي الفضائح بخصوص فبركة تلك التقارير

أتضح بعد إشتداد المقاومة وتزايد الخسائر الأمريكية أن العربات الهمر التي يستقلها الجنود غير مزودة بأي نوع من التدريع أو الحماية من خطر العبوات المتفجرة مما دفع أهالي بعض الجنود للقيام بحملة تبرعات لشراء تدريع لتلك العربات لحماية أبناؤهم

أتضح غياب أي تخطيط لمرحلة مابعد الغزو وإرتكاب العديد من الأخطاء مثل موضوع حل الجيش العراقي الذي أتخذه بريمر مما أدي لتسريح عدد كبير من الأفراد ذوي الخبرة العسكرية بدون مصدر دخل لهم وإنضمام أعداد كبيرة منهم للمقاومة بعد ذلك وعدم تأمين حدود العراق مما سمح لمقاتلين من خارج العراق بالتسلل وضرب القوات الأمريكية

في الحقيقة أنا لاأعرف ماهو الموقف الصحيح الواجب إتخاذه فمواجهة أمريكا عسكريا ليست بالشئ السهل كما أن الخطاب الذي يبشر به الأمريكان - سواء كان حقيقة أم كذبا - خطاب عصري يتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان مما يجعل في قيد أخلاقي علي تصرفاتهم كما حدث في فضيحة أبوغريب وإعتذارهم لاحقا عن ذلك بعكس خطاب أبو مصعب الزرقاوي المستخرج من القرن السابع ولكن في نفس الوقت تجربتنا مع أمريكا في العقود السابقة لاتبشر بأي خير وعلي رأي المثل الحداية مبتحدفش كتاكيت وأعتقد والله أعلم أن أحسن تكتيك للتعامل معهم في تلك المرحلة هو المضي قدما في خطين متوازيين وهما الإنخراط في العملية السياسية والإستمرار أيضا في إحداث خسائر بهم عن طريق المقاومة كنوع من توزيع الأدوار فالخسائر هي التي تجعلهم يريدون الخروج من العراق بأسرع وقت ممكن وتجعلهم يفكرون كثيرا قبل إتخاذ قرار غزو دولة أخري والجلوس علي طاولة المفاوضات معهم بدون سلاح شئ عبثي لاطائل من وراءه وإستمرار العملية السياسية يحمي العراق من التفكك وإنهيار الدولة والدخول في حرب أهلية أما الصيحات التي تندد بإرهاب المقاومة وإجرامها والضحايا الأبرياء وكل ذلك الكلام فأعتقد إن أصحابها محتاجين أن يبحثوا عن معني كلمة الحرب في القاموس بدلا من تصديع أدمغتنا