السلام للجميع :

اشكر الزملاء الكرام على ردودهم القيمة (f)

احب ان اشير الى ان الزميلة لم تجترح اثما فيما قالت وانما هي استطاعت و بكلمات بسيطة عن تعبر عن ازمة حقيقية اصيلة فى ثقافتنا وفى ذاكرتنا ..


استطاعت ان تقول ما لن يستطيع قوله افضل المفكرين فى كتب ومجلدات ..

وعندما اقول ذاكرتنا فان الامر يتعدى مجرد هذه التعبير .... فعند جلوسى الى المقهى او فى بعض الاماكن العامة اجد لدى عموم الناس وجهة نظر تقارب بل وتطابق ما تفضلت به الزميلة والاغرب اننا نجد قريبا من هذا لدى طائفة عريضة من المثقفين العربي مما يدل هذا على ان عمق الازمة لم يتوقف عند احتواء الذاكرة الشعبية بل تعداه الى احتواء المثقف ذاته والثقافة العربية وصبغها بصبغة شعاراتية قريبة من تلك الكلمات .. وقد تتفوق على نفسها من حيث ازدياد جرعة اليأس والاعتماد على الانكار والهروب الى الامام .

غير اننى اقول ان ازمتنا او لنقل هزيمتنا كانت قبل ان توجد الولايات المتحدة وقبل ان توجد اسرائيل وقبل ان يوجد كل منظرو المؤامرات وقادة الكتل الارهابية ..

وان تاريخنا مشبع بروايات واحداث لم تكن لتختلف كثيرا على ما نحن عليه اليوم والمثير اننا لانزال نشير باصبع الاتهام الى الاخر .. وننسى ان الاصابع الباقية تشير الينا نحن .... وفيما نتطلع الى الوراء اوالى الامام بحثا عن شماعة نرمي عليها عيوبنا او نبحث عن حل وسط دون ان نتهم باننا نهوى جلد الذات و فيما نحن نتخبط فى مستنقع اليأس ذاك .. نجد ان العالم لم يختزل مستقبله وحاضره وماضيه ضمن هلالي امريكا واسرائيل بل استطاعت امم وشعوب عريقة ان تجد طريقها وسط العاصفة وان تتحمل مسؤولية نفسها وان تعاود بنائها بمعزل عن عواطفها وعن مشاعرها اتجاه الاخر ... واستطاعت ان تكتشف لغة فكت بها طلاسم الانهيار والتقولب الذى كان يحاصرها ..

اما نحن

فاننا وحدنا فقط من نتحمل مسؤولية تاريخية اتجاه الحقيقة اولا واتجاه انفسنا ثانيا ..ووحدنا من يرفض هذه المسؤولية ووحدنا من يغير الاتجاهات والطرق والتى غالبا ما تصل بنا الى نهايات مسدودة ...

لنا عودة للسرد ....

تحياتي (f)

والى لقاء قريب.....