مع الاعتذار للعزيز جادمون إذ لم أنتظر السرد الذي وعد به ..

(f)

__________

بالواقع ان اردنا تناول المداخلة مثار البحث، مع الاحترام لكاتبتها أولا، وأخضعناها لنوع من التحليل المنهجي لخرج معنا التالي:

1- لا يمكننا نزع تلك المداخلة من حيّز الرأي الشخصي الذي طرح في سياق معيّن، حدد وحسم هيئتها ومادتها، وعلى الرغم ما فيها من تعميم ظاهر، فالأمر لا يتعدى عنوان طرحها في الفضاء العام الذي احتواها واحتوى مداخلات عدة للكثيرين، تفاوتت وما تزال تتفاوت في أمور كثيرة ليس أقلها مستوى الكاتب ورؤيته، ومنهجية تناوله للحدث، أو تحليله له، أو خلفية تلقيه للراهن، والمنطق الفاعل لديه في مقاربته..
2- على الرغم من وجود كثيرين في واقعنا الخارجي، وفي الواحات الافتراضية وغير ذلك، ممن يبسطون المقاربة، لتخرج في حيّز من التسطيح عند تناولهم للتاريخي أو الراهن.. أو يمزجون ما بين توجههم الشخصي، وقناعاتهم العامة، ليسقطونها على مشكلة ما جديرة بالمعالجة، وفق سياق تهويمي خطابي، بعيد نوعا ما لقصور او تقصير عن الموضوعية، وربما عن الجدية في الطرح، الامر الذي قد ينعكس برفض المتلقي لجملة ما كتب وتفصيله، لا لانعدام جدية أصل الموضوع، بل للانعدام في جدية أسلوب الطرح.. الذي يضع ما قد نتج عن تحليل الكاتب \ تبة، في حيّز السقوط لسبيين وربما أكثر، وهما على الغالب: الاول: استخلاصية الطرح والايهام أنه من البداهة في ذهن الكاتب بمكان، بحيث لا يقبل ردا.. أو انعدام قدرة الكاتب على إيصال فكرته بصيغة فيها جزء من التكامل بحيث يتجاوز الايرادات المنهجية التي تشوه طرحه.. حتى ولو أصاب كبد الحقيقة في جزء أو كل ما قد طرح..
3- ان اردت تجاوز أسلوب الطرح لأتناول جملة ما فيه، لخرج معي ضرورة التمييز ما بين ظاهر القول، وكيفية طرحه، والمبتنيات والظروف الذاتية والموضوعية بقياس الفرد وقياس الأمة، التي حتمت خروجه، وما بين واقعه المادي، أو المنطق الفعلي الحاكم عليه باعتبار الذات وباعتبار الآخر، بمعنى.. ان المنتمي لقومية أو ديانة او حركة او تنظيم او ما الى هنالك، يفعل ويتفاعل فيها وبها وفقا للارادة الجمعية الحاكمة عليه.. دون القضاء على ما يراه ويفكر ويفعل به كفرد، وهنا يتمحور معنا بوجه من الدقة حالة من التناقض إجمالا.. فليس كل منتمي لجهة او فكرة او قومية او ما الى هنالك.. قادر على الأخذ بالوجهين السالفين اعني بهما: ظاهر الموضوع، والمنطق الفعلي الحاكم عليه .. وهنا لا بد من التمييز ان اردنا القياس..
4- ذكرت الزميلة:" هدف أمريكا الأول و الأخير القضاء على المسلمين و العرب ككل لهذا وجب الرد عليهما الاثنان و كل من جاء معهما و تواطئ معهما..." لا أنكر أن هناك الكثير ممن يقول مثل قولها.. لكن هل يمكننا اعتبار مثل هذا القول واقعا وفعلا ناقل للمنطق الفعلي الحاكم على المؤسسة الجمعية التي تنتمي لها الزميلة؟؟ الجواب صعب .. ولا يمكن للمرء الا ان يتوقف بازائه لما يحتاجه من دراسة .. لكن ربما قد ننتهي من هذا الموضوع بنوع من جواب .. لكن هل هذا يلغي باعتبار الراهن استهداف اميركا أو اسرائيل للمسلمين والعرب؟؟ لا أظن .. فالحال المعاش ينطق بهذا .. قد يأتي قائل بقول: إن أميركا دولة تسعى لمصلحتها، وهذه المصلحة قد اقتضت وجود حالة عداء مع المسلمين والعرب، ويأتي آخر ليزيد بالقول: هل الانظمة القمعية العربية خير من أميركا؟ الجواب الاولي هو: نعم اميركا دولة تسعى لمصلحتها .. ونعم الامر ما بين الانظمة القمعية العربية وأميركا حالها كحال المتقي من الرمضاء بالنار.. لكن إن اردنا ان نتوسع بالجواب قليلا بحيز من التأني والتفكر .. لخرج معنا الكثير حول ماهية أميركا والاسس التي انبنت عليها.. وقد كان لي على صفحات هذا النتدى موضوع مستقل تحت عنوان "أميركا ما هي؟" .. سأبحث عن رابطه وأضعه في مداخلة لاحقة..
5- ذكرت الزميلة:" و الرد يكون من جنس الفعل" أعتقد أن الامر يحتاج أولا لتحديد ماهية الانا قبل ان يكون هناك رد .. فالقول بالرد يحتوي بذاته تحديدا خالصا ثابتا لمفهومي الانا والآخر .. هذا وان كان القول لا يتناقض مع ما يحتمه صراع البقاء.. لا أريد الآن الدخول في تحديدات الهوية والقومية وأترك هذا الطرح الى مكانه فيما يلي من مداخلات ..

الأمر الذي أود الاشارة اليه هنا.. انني لا ارد على الزميلة بمقابل ما انني احاول استنطاق ما ذكرته بمداخلتها –مع كل الاحترام لها – في سبيل الوصول الى نتيجة اذا ما كانت هذه المداخلة تختزل فعلا كامل أزمة العقل العربي فيما يخص تفاعله وتعاطيه مع مجريات الاحداث..

يتبع

تحياتي
(f)