يا إبراهيم،

90% منك عبد صاغر، ولا تملك تغييره، ولو ملك لمت.

10% الباقية، وهي سلوكك الواعي وعقليتك، أنت تملك فيهما حرية الاختيار بمنحة، وليس بخاصية ذاتية،
ثم تعود صاغرا متنازلا عن 9%، وهو السلوك البشري المرتبط بالغير، والسلوك البشري المرتبط بالذات على وجه لافت لنظر الغير. فلن تجدك تتعامل في أمريكا مع العالمين من حولك إلا حسب قوانين ودستور الولايات المتحدة، بغض النظر عن إعجابك بهذه القوانين أو رفضك لها.
ولا يعني ديمقراطية الدولة أن القوانين هي رأيك الشخصي، فلم تقترح يوما أنت على النواب مشروع قانون، ولم تساهمهم في تصويت، كل ما هنالك أنك ترضى بهم منظمين لشؤون حياتك العامة!

عزيزي، عمليا، أنت لا تسيطر إلا على 1% من سلوكك الواعي، وعلى طريقة تفكيرك إن أحسنا بك الظن، وأحسنت أنت التدبير.

ولا يزال الإنسان كائنا اجتماعيا، متأرجحا بين الفوضى والاستبداد، محاولا الاستقرار على توازن النظام.


ملاحظة: بغض النظر عن الإيمان وغيره، فحتى لو أنكر منكر الوجود المطلق، أو الذات الإلهية، فهو لا يعني بالضرورة أنه غير خاضع جبرا لنظام الكون، وهو الذي عنه تحدثنا ونتحدث.