{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
عسكريون اسرائيليون يدربون مقاتلين اكراد في شمال العراق
محارب النور غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 5,508
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #23
عسكريون اسرائيليون يدربون مقاتلين اكراد في شمال العراق
اقتباس:من يشهد للعروسة غير امها.

انت بارعة في القص ولصق مادام هذة سهلة ولا تستوجب استخدام العقل ولا منهج في البحث ,مثل ما يقول المثل العراقي بقت علية .





دراسة في ملف صدام حسين السياسي 1974-1992
وعلاقته ببعض الاطراف الفلسطينية
بقلم : الدكتور احمد ابو مطر
نشر هذا المقال في " عرب تايمز " في عام 1994


ان الاحداث الجسام التي شهدتها منطقة الخليج العربي في الاعوام العشرة الماضية ودور العراق بقيادة صدام حسين فيها تجعل من المهم رصد المحطات الاساسية في ملف صدام حسين السياسي لان ما نعيشه اليوم ليس مقطوع الجذور بما سبقه وهو ليس بعيدا ان تكون نتيجة مباشرة حتمية لحيثيات وممارسات السنوات الماضية ولما كنت ممن يؤمنون بالتفسير (المؤامراتي) للتاريخ وحركته وان كل تحرك للافراد والجماعات انما يهدف لخدمة اغراض محددة لذلك فسوف افتح الملف السياسي لصدام حسين واستعرض بالتحليل الموضوعي اهم احداث هذا الملف ثم اترك للقارئ الواعي الحكم على هذا الرجل فانا من انصار احترام عقل القارئ ولا احب مصادرة هذا العقل فهو اغلى ما منحه الله للانسان ولا احترم من يبيع هذا العقل او يؤجره خاليا ام مفروشا.
1- العلاقية الصدامية مع المقاومة الفلسطينية
لا ينكر احد ان صدام حسين كان الحاكم الفعلي للعراق منذ عام 1974 اي قبل توليه السلطة مباشرة وعلنا باربع سنوات عند انقلابه على الرئيس احمد حسن البكر ومنذ ذلك العام كان صدام يحكم قبضته على اجهزة الامن والمخابرات بوجه خاص من خلال قريبه (برزان التكريتي) وقد قادت المخابرات العراقية وغذت ومولت عدة انشقاقات في الساحة الفلسطينية وكان اشهرها ما شهدته حركة فتح كبرى المنظمات الفلسطينية آنذاك ولما كانت العلاقة بين النظامين العراقي والسوري (البعثيين) على اشدها من التوتر والعداوة وكان تقييم المخابرات العراقية لمنظمة التحرير الفلسطينية ولحركة فتح انهما واقعتان تحت المظلة السورية قادت ونفذت المخابرات العراقية اوسع حملة اغتيالات في صفوف مدراء مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية مستغلة ومستعملة اياد واطراف فلسطينية فقتل العديدون نذكر منهم نعيم خضر في بروكسل و وائل زعتر في روما وزهير محسن في فرنسا وعصام السرطاوي في لشبونة وآخرون كثيرون وظلت العلاقة العراقية-السورية هي المتحكمة في مصير ونوع العلاقة مع المنظمات الفلسطينية ووجدت الاجهزة العراقية فرصتها عام 1974 عندما اعلن برنامج النقاط العشر الفلسطيني الذي كان اول دخول فلسطيني في عالم التسوية الاستسلامية فرعت بغداد من خلال امتدادها الفلسطيني (جبهة التحرير العربية) تشكيل ما عرف باسم 0جبهة القوى الفلسطينية الرافضة للحلول الاستسلامية) ودعمتها نكاية بسورية وعندما دخلت القوات السورية بيروت عام 1976 لدعم الطرف الماروني هربت قيادات وكوادر هذه الجبهة الى بغداد حيث اعادت بغداد فتح مكاتبهم ووفرت لهم كل الامكانيات لضرب سورية وحركة فتح التي كانت تسيطر عمليا على منظمة التحرير الفلسطينية وفي الوقت ذاته دخلت المخابرات العراقية على انشقاقات التنظيمات الفلسطينية وتحديدا جماعة (ابو العباس) التي كان اسمها 0جبهة التحرير الفلسطينية المنشقة عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة ) احمد جبريل - وجماعة وديع حداد المشقة عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -جورج حبش- دون ان تتخذ هذه الجماعة لنفسها اية تسمية تنظيمية حتى وفاة وديع حداد وظلت تعرف في الميدان الفلسطيني والعربي باسم صاحبها ومالكها الوحيد (وديع حداد) واستمرت بدون اسم بعد وفاته رغم تغيير المالكين وقد استغلت المخابرات العراقية هذه الجماعة بشكل سيء في مجال عمليات اغتيال ومطاردة المعارضين العراقيين وفي عمليات خارجية تخدم مصالحها في ميدان الخصوم والاصدقاء.
واستمرت هذه العلاقة على حالها حتى عام 1979 عند اعلان الحرب ضد نظام آية الله الخميني في ايران ووقوف اغلب التنظيمات الفلسطينية بادئ الامر ضد الموقف العراقي فاغلقت المخابرات العراقية ما كانت قد فتحته من مكاتب لهذه التنظيمات وتحديدا مكاتب الجبهتين الشعبية والديمقراطية فهرب اعضاؤها وكوادرها من جديد عائدين من جديد لنار القوات السورية في لبنان في رحلة اشبه برحلة الشتاء والصيف هاربين من نار المخابرات العراقية الى رمضاء المخابرات السورية وظلت العلاقات الفلسطينية-العراقية مقطوعة بشكل كامل طوال السنوات الخمس الاولى من حرب صدام ضد ايران اي حتى عام 1985 وفي الوقت ذاته تحسنت مع النظام السوري نكاية بالنظام العراقي وفي الاعوام الثلاثة الاخيرة من تلك الحرب (86-87-1988) غيرت التنظيمات الفلسطينية موقفها فاصبحت مؤيدة للعراق ضد ايران فتبدلت التحالفات فعادوا من جديد للاحضان العراقية مخلفين وراءهم في لبنان الاذرع السورية.
وهكذا كانت العلاقة العراقية-الفلسطينية دوما مقياسها مقدار العداوة مع سورية او القرب منها وهذا ليس دفاعا عن النظام السوري لان هذا النظام ايضا كان يقيم علاقاته مع المقاومة افلسطينية من خلال المقاس نفسه وهو مدى العداوة مع العراق وهكذا بين (حانا) المخابرات العراقية و (مانا) المخابرات السورية ضاعت (لحانا) الفلسطينية فاصبح شكل السياسة الفلسطينية اراجوزا مقصوص الشوارب حينا ومنتوف اللحية حينا آخر الى درجة ان بعض الكتاب الساخرين اصبحوا يطلقون على منظمة التحرير الفلسطينية لقب (الممثل فقط) بدلا من (الممثل الشرعي الوحيد).
وعقب احداث غزو الكويت في آب 1990 تحسنت العلاقات الفلسطينية-العراقية بسبب دعم منظمة التحرير الفلسطينية واغلب المنظمات الفلسطينية - ما عدا المقيمة في بلاد الشام- للموقف العراقي فعادت الحرارة الى خطوط الهاتف المقطوعة بين الطرفين وسخر الاعلام الفلسطيني للحديث عن القائد الملهم صدام حسين وعن تحرير الكويت وعن تاريخية الكويت كجزء من ارض العراق وعقدت المهرجانات الشعبية لدعم موقف صدام وصدرت عشرات البيانات التي تهدد الامبريالية الامريكية بالويل والثبور ان هي اقدمت على ضرب قلب العروبة (!) حارس البوابة الشرقية العراق الصامد وقد تجلت هذه الغوغائية الامسؤولة في شهر نوفمبر (تشرين ثاني) 1990 فيما سمي (مؤتمر القوى الشعبية والوطنية لدعم صمود العراق) الذي انعقد في عمان وعندما وقعت الكارثة في 16 يناير (كانون ثاني) 1991 وبدأت حرب الحلفاء ضد القوات العراقية في الكويت والعراق اختفى ابطال التهديدات في الساحتين الفلسطينية والعراقية فقيادات (ابو الجماجم) نسيت كل تهديداتها للامبريالية اما قيادة القائد الملهم صدام حسين فقد سكتت وصمتت على كل الخراب الذي لحق بالكويت والعراق واذا كل ما سمعناه عن الكيماوي وصواريخ (الحسين) وتدمير ثلثي اسرائيل وتحويل مياه الخليج لبحيرة من دماء الغزاة مجرد اكاذيب اطلقها حاكم متسلط يغامر بدماء شعبه وخراب وطنه لشهوات شخصية وتنفيذا لمخططات خارجية سيأتي الحديث عنها وعندما انتهت حرب-كارثة الكويت بعد توريط صدام للقيادة الفلسطينية اكتشفت القيادة الفلسطينية الخطأ الفادح الذي ارتكبته فبدأت تحجم علاقاتها مع صدام حسين فعاد التوتر من جديد للعلاقة واعتقدت قيادة المنظمة ان هذا التحجيم كفيل باعادة العلاقات التي انقطعت نهائيا مع حكومات ودول الخليج العربي الا ان هذا لم ينفع وظلت العلاقات متوترة بين قيادة المنظمة والعراق من جهة ودول الخليج من جهة اخرى وهكذا خسرت المنظمة - نتيجة عشوائية مواقفها- رضى القائد الملهم صدام حسين ودولارات دول الخليج العربي الى ان كان الاسبوع الثاني من يناير (كانون ثاني) 1993 حيث زار وفد من منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ابو مازن (محمود عباس) المملكة العربية السعودية لحضور احتفالات حركة فتح بعيد ميلادها الميمون وقد القى خطابا علنيا اعتذر فيه بصراحة عن مواقف منظمة التحرير الفلسطينية ودعمها لصدام معلنا بوضوح ان هذا الموقف كان خطأ كبيرا ووعد بعدم تكراره وهكذا فمن المرشح ان يصار الى تطبيع العلاقات -الفلسطينية- الخليجية لتنقطع نهائيا مع نظام صدام حسين.
ان هذا السرد يوضح كيف كانت علاقة صدام حسين ونظامه وحزبه مع منظمة التحرير الفلسطينية وباقي الفصائل الفلسطينية علاقة مصلحة ان خدمت النظام وتوجهاته كانت علاقات حميمة وان تعارضت معها انقطعت العلاقة وبدات حرب الاعتقالات والاغتيالات وان كان المنفذون في اغلب الاحوال عملاء فلسطينيون فهم امتداد الحزب واجهزته البرزانية.
2- العلاقات الصدامية - الايرانية
كان صدام قد اصبح الحاكم الفعلي للعراق -كما ذكرنا- منذ عام 1974 رغم الوجود الشكلي للرئيس احمد حسن البكر وكان تمرد الاكراد في شمال العراق قد بلغ ذروته بسبب دعم شاه ايران اللامحدود لهم لذلك اتخذ صدام حسين خطوته المثيرة حيث سافر الى الجزائر عام 1976 بعد نجاح وساطة الجزائر حيث قابل شاه ايران ووقع معه اتفاقية الجزائر التي تنازل بموجبها لشاه ايران عن السيادة على شط العرب واوقف الشاه دعمه للثوار الاكراد وتوقفت كافة نشاطاتهم العسكرية وسلموا اسلحتهم خلال ايام قليلة بعد ان عجزت الحكومة العراقية عن هزيمتهم طوال ما يزيد عن عشرين عاما ومع انتهاء التمرد الكردي بدأت علاقات تعاون وتنسيق وثيقة بين صدام حسين وشاه ايران في مختلف المجالات وانصاع صدام لكل مطالب الشاه بما فيها طرد آية الله الخميني من مقر اقامته في النجف حيث كان يقيم فيها منذ 14 عاما فاخرج من العراق متوجها الى فرنسا وهكذا اقام صدام حسين علاقات وثيقة في مختلف المجالات مع نظام شاه ايران الذي كانت كافة القوى الوطنية والتقدمية واليمينية والرجعية تعتبره (شرطي الخليج) حارس المصالح الامبريالية وكان لا يخفي اطماعه في الكثير من مناطق الخليج حتى ان (البحرين) لم تفلت من مخططاته التوسعية الا بقدرة قادر وبانتخابات ديمقراطية صوت فيها شعبها للاستقلال الوطني بعيدا عن الهيمنة الشاهنشاهية واستمرت علاقات صدام الوثيقة مع شاه ايران والموصوفة بحسن الجوار ثلاثة اعوام كاملة من عام 1976 حتى عام 1979.
وفجأة في الشهور الاخيرة من عام 1979 تمكنت القوى الاسلامية الايرانية بقيادة ىية الله الخميني من منفاه في باريس من الاطاحة بنظام شاه ايران وهروب الشاه من عاصمة الى عاصمة الى ان وافق السادات على اقامته في القاهرة ووصلت طائرة الخميني الى طهران معلنا قيام الجمهورية الاسلامية الايرانية وكان اول قرار اتخذه الخميني هو قطع العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل وتحويل مقر السفارة الاسرائيلية في طهران الى سفارة لدولة فلسطين في طهران وكان من المنطقي والطبيعي قيام علاقات اوثق بين نظام صدام حسين ونظام الخميني لان من استطاع التعايش مع نظام الشاه الرجعي العميل لامريكا وشرطيها في المنطقة من الاسهل له وعليه ان يتعايش مع تظام اسلامي اعلن معاداته لاسرائيل وامريكا واضعا - ولو نظريا- طاقاته وامكاناته من اجل تحرير فلسطين فماذا فعل صدام؟
بدلا من هذا التعايش مع نظام الخميني الاسلامي واقامة علاقات تعاون وتنسيق معه وجد صدام ان هذا النظام يهدد وجوده فبدأ بافتعال الخلافات معه واتضح فيما بعد ان حادث الانفجار في جامعة المستنصرية ومحاولته لاغتيال طارق عزيز في بغداد كانت حوادث مدبرة من المخابرات العراقية لايجاد السبب والمبرر لقطع العلاقات وافتعال الخلافات مع نظام آية الله الخميني وهنا دخلت امريكا والقوى الغربية على خط النظام العراقي للانتقام من نظام الخميني الذي بدأ عهده بقطع العلاقات مع اسرائيل واحتجاز رهائن السفارة الامريكية في طهران والتهديد بتصدير الثورة الاسلامية لدول الخليج فاوعزت الادارة الامريكية لصدام حسينبتصعيد الخلاف مع الخميني واعدة اياه بالدعم المالي والعسكري فتقاطعت هذه الوعود الامركية والغربية مع طموحات صدام حسين في الزعامة والتفرد في المنطقة فاعلن الغاء اتفاقية الجزائر التي وقعها مع الشاه عام 1976 من طرف واحد ومؤكدا ان لا حق لايران في اي نوع من لملاحة في شط العرب وهنا كانت بداية الوقوع الصدامي في الفخ الامريكي في الوقت الذي كانت امريكا تبحث عن (نائب فاعل) يقوم بمحاربة النظام الاسلامي في ايران نيابة عنها كي لا تورط نفسها في (فيتنام) جديدة فوجدت ضالتها في صدام حسين فاعلن في نهاية عام 1979 الحرب على ايران معتقدا - كما تكشف بعد ذلك- حسب نصائح الخبراء الامريكيين وكبار ضباط المخابرات الايرانية -السافاك- الذين هربوا الى بغداد بعد هروب الشاه ان هذه الحرب لن تستمر اكثر من ثلاثة اسابيع لان الجيش الايراني مفكك وغير موال للخميني وقد تأكدت من ذلك شخصيا من خلال الدعاية الحزبية العراقية الداخلية في اوساط الشارع العراقي حيث كنت ىنذاك مدرسا في كلية الآداب بجامعة البصرة وبدات حرب صدام حسين الظالمة ضد نظام آية الله الخميني وسط استغراب الغالبية العظمى من الشعوب العربية لان الجاهل فيها تساءل: كيف استطاع صدام حسين التعايش مع شاه ايران -شرطي امريكا في المنطقة- ووقع معه اتفاقية الجزائر متنازلا عن شط العرب فقيما معه احسن العلاقات واوثقها وفجأة لا يستطيع التعايش مع نظام اسلامي قطع علاقاته مع اسرائيل واعلن عداءه لامريكا ومصالحها في المنطقة؟
استمرت حرب صدام حسين ضد النظام الاسلامي في ايران ثماني سنوات وكانت الاسلحة الغربية تتدفق على صدام من امريكا وبريطانيا وفرنسا والارجنتين والبرازيل ومليارات الدولارات من دول الخليج العربي وطوال هذه لمدة لم تواجه العراق اي نقص في الغذاء والمال والسلاح لان صدام كان يخوض الحرب نيابة عن امريكا والغرب ولما طالت الحرب ودمرت ما دمرت تدخلت امريكا وفرنسا مباشرة لحسمها بدءا من معركة تحرير الفاو ثم مشاركة الطيارين الفرنسيين في قيادة طائرات الميراج 2000 وقصف اهم المنشآت الايرانية وتدخل الاسطول الامريكي لمرافقة ناقلات النفط الكويتية رافعة العلم الامريكي وضرب منصات الصواريخ الايرانية وارصفة شحن النفط الايراني ثم جاءت الضربة المعنوية متمثلة في اسقاط البحرية الامريكية الطائرة المدنية الايرانية التي قتل فيها حوالي 300 مدني ايراني وعندئذ اجتمع مجلس الامن واتخذ قرار وقف اطلاق النار فوافق عليه الخميني مرغما لانه ادرك استحالة الاستمرار في مواجهة امريكا والدول الغربية من خلال (نائب الفاعل) صدام حسين وجيشه وبذلك توقفت حرب ظالمة خاضها صدام حسين طوال ثماني سنوات نيابة عن امريكا وحلفائها.
بعد توقف الحرب ورث صدام حسين ترسانة عسكرية هائلة وجيشا جرارا قويا مدربا فادركت القوى الغربية التي زودته بهذه الترسانة ان بقاءها في يد هذا لديكتاتور خطر على مصالحها في المنطقة فلابد من تدميرها فكان الفخ الثاني الذي نصبته امريكا وحلفاؤها لصدام فاوعزوا صدره واوحوا له بغزو الكويت فوقع الديكتاتور الغبي في المطب الامريكي وليس صحيحا كما يدعي بعض الجهلة وذوي المصالح الوقتية ان غزو صدام للكويت كانت حربا وحدوية لاسترجاع ارض الكويت للوطن الام العراق بدليل ان صدام حسين بدأ مطالبه من حكومة الكويت بتعويضات مالية فقط مقدارها 13 مليار دولار واسترجاع جزء من حقل نفط الرملية ثم طالب بشطب الديون الكويتية على العراق وعلى هذه الارضية ذهب وفده برئاسة عزت الدوري الى جدة بالمملكة العربية السعودية للقاء الوفد الكويتي برئاسة الشيخ سعد العبدالله وكان واضحا مكشوفا ان الازمة ستنتهي اذا وافق الوفد الكويتي على المطالب المالية والنفطية العراقية ولكن الامريكان دخلوا على الخط وامروا الوفد الكويتي بعدم الاستجابة لاي مطلب عراقي وان يعتمدوا على القوة الامريكية لحمايتهم فكان الرفض الكويتي تفجيرا للازمة والحرب وفجأة اذا المليارات الثلاثة عشرة تصبح حقا تاريخيا للعراق في الكويت وجاء الضوء الاخضر غير المباشر من ابريل جلاسبي سفيرة امريكا في بغداد فاعتقد صدام حسين ان الادارة الامريكية موافقة على غزو الكويت واحتلالها فتحركت جيوشه محتلة الكويت في ساعات معدودة وفورا يعلن صدام عن تطبيع العلاقات مع ايران معترفا من جديد باتفاقية الجزائر التي الغاها عام 1979 من طرف واحد ومؤيدا للسيادة الايرانية على شط العرب معتقدا - بغبائه- انه بهذا سيكسب ولاء ايران ودعمها لاحتلال الكويت وازاء هذا التنازل لايران من جديد عن شط العرب والاعتراف مجددا باتفاقية الجزائرتساءل المخلصون في هذه الاومة: اذا لماذا الغى صدام هذه الاتفاقية عام 1979 وحارب ايراب بسببها ثماني سنوات؟ ولماذا بسببها قتل عشرات الالاف من العراقيين والايرانيين ودمر العراق وايران؟ هل تكشف هذه المفارقة عمالة صدام لامريكا ام لا؟ يحارب ثماني سنوات من اجل الغاء اتفاقية الجزائر ويدمر باسمها كل شيء في العراق وايران ثم يعود للاعتراف بها واعطاء الايرانيين من جديد السيادة على شط العرب على الرغم من هزيمتهم واعترافهم بقرار مجلس الامن القاضي بوقف اطلاق النار بين البلدين؟
وعندما وقع في الفخ -المطب الامريكي الثاني- محتلا للكويت انقلبت عليه الادارة الامريكية فقد اعطاها الفرصة لتدمير الجيش العراقي وترسانته العسكرية وكان لامريكا وحلفائها ما راده فدمروا الجيش العراقي واغلب مقدرات الشعب العراقي الاقتصادية والصناعية واعادوا العراق الى ما كانت عليه قبل خمسين عاما من تمزق وضعف وتشرذم دون ان يسقطوا نظام حسين او قتل صدام حسين شخصيا لان ذلك لم يكن في مخططاتهم لان امريكا وحلفاءها يدركوا انهم محتاجين لوجود صدام كحاكم ضعيف اراجوز في ايديهم لا يهدد مصالحهم وفي الوقت نفسه يستعملونه (فزاعة) يخوفون بها ايران ودول الخليج العربي وهذا ما كان لهم لذلك - وعلى هذه الارضية- يتوقع المحللون السياسيون ان تشهد العلاقات الامريكية -العراقية تطبيعا جديدا في عهد الادارة الامريكية الجديدة.
كانت تلك قراءة تحليلية موضوعية في الملف السياسي لصدام حسين ونترك الحكم عليها لعقل القارئ الواعي البعيد عن الانحياز للمصالح الآنية الضيقة وسندرك عندئذ كم ابتليت هذه الامة بانظمة لا حول لها ولا قوة فهي مجرد ادوات تتحرك بخفة ونشاط كما يريد فيها الاجنبي وهو في الغالب (العم سام) اطال الله عمره وعمر ادارته فكيف سنعيش بدون هذه الانظمة-الدمى فقد تعودنا عليها حتى اصبحت جزءا من حياتنا والمخفي اعظم.




12-08-2005, 05:37 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
عسكريون اسرائيليون يدربون مقاتلين اكراد في شمال العراق - بواسطة محارب النور - 12-08-2005, 05:37 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  هل بدأ العد التنازلي لتفتيت العراق ؟ : انزال علم العراق باقليم كردستان ابن نجد 222 52,126 10-14-2007, 02:11 AM
آخر رد: ابن نجد
  شيعة العراق بالمهجر ... سلموا العراق ..وتفرغوا لتغيير مذاهب العباد !!!!! نسمه عطرة 1 887 01-29-2007, 01:02 PM
آخر رد: نسمه عطرة
  هل خسر اكراد الحزبين قضية الأنفال؟ طيف 3 771 09-22-2006, 12:54 AM
آخر رد: طيف
  فيلم وثائقي يكشف تدريب اسرائيل لجنود أكراد شمال العراق .. نسمه عطرة 1 556 09-21-2006, 09:21 AM
آخر رد: نسمه عطرة
  كلاكيت للمرة المليون "تصادم قطارين شمال القاهرة Guru 3 828 09-08-2006, 04:53 AM
آخر رد: المفتش كولومبو

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS