{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #150
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟



كان متوقعا أن تثير مذبحة جنودنا المتطوعين قبل أيام، حزن وغضب الرأي العام العراقي والمجلس الوطني. وقد حاول كل من السيد رئيس الوزراء والسيد وزير الدفاع الإجابة عن ملابسات المجزرة المروعة وكيف أمكن وقوعها.
أما السيد رئيس الوزراء، الدكتور إياد علاوي، فيقول إن ثمة تقصيرا من القوات المتعددة الجنسية. ولا أعرف شخصيا دورها، إذ لا علم لي بتفاصيل عمليات التدريب والمشرفين ومدى السيطرة الحكومية عليها. ما نعلمه جميعا وقوع الأخطاء الأمنية الفادحة للقوات الأمريكية بعد سقوط النظام وما أعقبها من تخبط السيد بريمر في معاجة هذا الملف وفي موضوع التعامل مع عناصر البعث دون التدقيق اللازم والفرز الصحيح حسب الملفات الشخصية لكل واحد. ولكن حتى لو كان ثمة تقصير من للقوات المتعددة الجنسية في وقوع المجزرة، فإن من الواجب التساؤل عن سبب إغفال الدكتور لمسؤولية الحكومة وأجهزتها ووزارة دفاعها خاصة، وهل القوات متعددة الجنسية صارت شماعة لتعليق الأخطاء العراقية الكبيرة؟!!.
أما السيد الوزير الشعلان، فمجمل تصريحاته عن المجزرة في جريدة الشرق الأوسط، عدد 27 أكتوبر، تثير الدهشة ومخيبة للأمل. وكانت للوزير من قبل تصريحات شجاعة وخصوصا عن التدخل الإيراني والسوري، مما استحق عليها التقدير والثناء. أما اليوم، فإن تصريحاته تدعو لأكبر العجب وللقلق الشديد. يبدو أن المسؤولين العراقيين، وكما قبل مرارا من قبل، لم يستوعبوا بعد طبيعة وخطورة التحديات الإرهابية التي تواجه العراق والعراقيين!
إن القوى المعادية، من الصداميين، والقاعديين، والمخابرات السورية والإيرانية، والأموال الضخمة، وبعض الفضائيات، تشن علينا منذ أكثر من عام ونصف حربا حقيقية تتصاعد باستمرار. إنها ليست مجرد حرب على القوات الأجنبية، بل أولا على الشعب العراقي؛ على أمنه وحياة المواطن؛ على ثرواته الممثلة في أنابيب النفط؛ على الخدمات العامة والمؤسسات الحكومية والتعليمية؛ على القوات العراقية الجديدة التي يجب أن تصبح قادرة بعد انتهاء المرحلة الانتقالية على حماية حدود العراق وسيادته وأمن شعبه. إنها حرب شاملة مشتعلة أبدا حيث الموت يهدد كل لحظة الأطفال والنساء والأجانب والعرب الذين جاءوا لخدمة عملية البناء ورعاية الأطفال. إنها حرب على سيادة القانون وعلى الاستقرار، حرب على أفق قيام العراق الديمقراطي الفدرالي.
إننا في حالة حرب حقيقية يشعلها ويؤججها أعوان صدام المسلحون وعصابات الزرقاوي وكل من إيران وسوريا. وكان من المنطقي أن تتعامل الحكومة مع هذا الواقع الخطير بما يناسب الأحوال الاستثنائية، وأن تعلن الأحوال العرفية منذ زمان، وأن تتخذ من التدابير والإجراءات ما تتطلبه الأحوال الاستثنائية، وخصوصا وهي حرب فعلية وواسعة النطاق.
لقد نشر الكتاب الوطنيون العراقيون عشرات المرات وحتى بحت الأصوات، عن وجوب تطبيق قانون السلامة الوطنية فورا، وتقديم المتهمين بالقتل والتفجير للقضاء فورا، واعتقال المشبوهين وتفتيش البيوت بما تفرضه الأحوال الاستثنائية لمواجهة حرب الإرهاب. وهذا ما تفعله أمريكا نفسها منذ 11 سبتمبر 2001.
السيد وزير الدفاع يخبرنا اليوم " الحكومة العراقية قد تضطر لتطبيق قانون الطوارئ"؛ فيا للعجب! لماذا أصدرتم القانون ولم تطبقوه بعد بينما التدخل الخارجي مستمر والمجازر تزداد وحشية وتكرارا ويزداد عدد ضحاياها؟
يقول السيد الشعلان: " لو كنا في عهد صدام لتمكنا من إلقاء القبض على الزرقاوي خلال يومين، لكننا نطبق نظاما ديمقراطيا يحترم حريات وحقوق العراقيين." هنا ألف عجب وعجب! هل مواجهة حالة الحرب بتدابير استثنائية صارمة تشكل نفيا للديمقراطية؟ إذن فكل الدول الديمقراطية التي واجهت حالات الحرب بتدابير الطوارئ الاستثنائية انتهكت حقوق المواطن وحرياته! وهل تخلت الحكومتان البريطانية والأمريكية عن الديمقراطية عندما عدل البرلمان البريطاني والكونغرس
قوانين البلدين لمواجهة حرب الإرهاب؟!!
هل أنتم في بلد مستقر؟ وهل العنف الجاري عنف أفراد ومحدود النطاق لتواجهوا الحالة وكأنكم في البلدان الإسكندنافية؟! ويا ترى أيهما لصالح الديمقراطية والعدالة والقانون وحياة البشر: اتخاذ تدابير استثنائية حازمة وفورية لاعتقال مجرمين خطيرين يقتلون ويدمرون بلا حساب، أم انتظار السادة القضاة للموافقة على اعتقال مجرم وتفتيش بيت مشبوه بإيواء الإرهابيين وفي وضع حساس يتطلب سرعة التحرك والبت؟!! وهل حياة المواطنين أهم أم من شكليات قانونية تتجاوزها الدول الديمقراطية نفسها في حالات الحرب، ومهما كانت طبيعة الحرب؟؟
وفوق هذا وذاك، فإن وزير الدفاع ومسؤولين كبارا آخرين راحوا لا يذكرون غير الزرقاوي وعصاباته الدموية كأنما ليس أعوان صدام هم القوة الرئيسية في الحرب الجارية ضد شعبنا، وهذا ما تناولته كما تناوله الدكتور عبد الخالق حسين وغيرنا في العديد من المقالات. لقد غاب في تصريحات المسؤولين المعنيين أي ذكر للقوى الصدامية الشريرة التي تتحمل مسؤولية قتل رجال الشرطة والجنود وكبار الموظفين لكيلا يستطيع العراق الجديد بناء مؤسساته الراسخة. وأعوان صدام يخترقون كل أجهزة الدولة ولهم مسؤولية مباشرة في مجزرة الجنود. ويعترف الوزير ورئيس الوزراء بالاختراقات الأمنية حتى في أمن مجلس الوزراء نفسه!!
أما عن البؤرة الإرهابية الإجرامية الكبرى في الفلوجة، فالسيد الوزير يبدو في تصريحاته حمامة سلام، إذ يقول :" أنا لست من دعاة الحل العسكري" إلا عند " الاضطرار". هذه أشهر والفلوجة تقذف الحمم على العراقيين والقوات المتعددة الجنسية، وقد ثبت أن من يسمون بمفاوضين "من أهالي الفلوجة" يراوغون ويماطلون لأنهم في الحقيقة صداميون من قمة رؤوسهم لأخامص أقدامهم، والمدينة تعج بأعوان صدام وفريق من الأهالي الذين يساعدونهم ويؤوون مسلحي الزرقاوين، وفي المقدمة علماء المساجد التي حولوها لثكنات وقواعد كراهية ودعوة للقتال.
إننا نقف مصدومين ونحن نقرأ إيضاحات سيادته عن كارثة المجزرة حتى يصل لحد تحميل الضحايا مسؤولية الكارثة!
يقول إن موقع التدريب قريب من الحدود الإيرانية. ونقول إذا كانت الحكومة تشرف على عمليات التدريب، فكيف سمحت بأن تكون مواضع التدريب قرب الحدود الإيرانية وقرب مدينة بعقوبة التي هي من بؤر الإرهاب والإجرام؟؟ لم مثلا لم يختاروا موضعا آمنا في إقليم كردستان بدلا من وضعهم على حافة النار؟ وكيف يرجع الجنود وفي هذه المواضع الشديدة الخطورة عزلا من أي نوع من السلاح الدفاعي، في حين أن الحكومة راحت تعتبر الكلاشنكوف سلاحا " دفاعيا" في تعاملها مع مسلحي مدينة الثورة، فسمحت لسكان المدينة بحيازتها وهم ليسوا لا شرطة ولا جنودا؟!
الوزير يعترف بوجود اختراق خطير في مراكز التدريب نفسها. ولكن من المسؤول عن التعيينات؟ هل هي القوات المتعددة الجنسية؟ وحتى لو كان للأمريكان دور في تعيين بعثيين عليهم شبهات فإن لنا حكومة ولها سيدة وصلاحيات. أولم يكن واجبا إعادة النظر في إجراءات أصدرها بريمر، لو افترضناه هو المسؤول عن إعادتهم بلا تحقيق وتدقيق؟ وهل يعقل أن يكون المسؤول الأمني لمجلس الوزراء الحالي قد فُرض تعيينه على الحكومة فرضا؟! وأين إذن صلاحياتها؟!
في رأيي ويقيني أن الحكومة ووزارة الدفاع تتحملان المسؤولية الكبرى عن وقوع المذبحة. وليس من العدل والإنصاف إيجاد عذر يتجنى على الضحايا أنفسهم ويسئ لذكراهم العاطرة، وذلك حيث يقول الوزير إن غالبية الجنود "استعجلوا" الذهاب لعائلاتهم و لم يلتزموا بالطريق العام المأمون ومع الحماية المخصصة لهم. ويضيف أنهم خرجوا ظهرا بدلا من صباح اليوم التالي! حقا تعليل غريب ومثير جدا. فهل لم يكن هناك ضبط ونظام؟ وأين كان قادتهم؟ وحتى لو استعجلوا فهل كان ذلك دون علم وموافقة قادتهم؟ ولماذا سمحوا لهم وبلا حماية وبلا سلاح؟!
الجواب الصحيح هو الاختراق المعادي، مثلما هو المسؤول عن مقتل الشرطة التسعة القادمين من عمان. والحكومة هي المسؤولة عن بقاء العناصر المعادية في أجهزتنا الأمنية وسائر مفاصل الدولة. والاختراق ليس بعثيا صداميا وحسب، بل هو كذلك اختراق أمني أردني وسوري وإيراني.
على السيد رئيس الوزراء والسيد وزير الدفاع، وعلى الحكومة ككل الاعتراف علنا وبشفافية بمسؤولية تلك المذبحة الوحشية، والاعتذار لعائلات الضحايا وللشعب العراقي عن الكارثة وكذلك عن تصريح وزير الدفاع، وأن تلتزم باستخلاص الدروس وبمواجهة الحرب الإرهابية الشعواء بما يستوجب من كل حكومة تحرص على أرواح الشعب، ومستقبل الوطن، وسيادة العدل والقانون والاستقرار.
عندما يغيب الحزم والقانون لا تبقى عدالة ولا حرية غير حرية المجرمين. وحيث لا يخشى المجرم عقابا فالجرائم تستمر وتتصاعد. وقد قال أفلاطون في الزمن السحيق وفي وضع وسياق آخرين، حكمة يليق بنا جميعا الاستفادة منها. إنه يقول في كتاب "جمهورية أفلاطون:
" عندما يتعود الآباء على ترك أولادهم يعبثون، وعندما يرتجف المعلمون أمام تلاميذهم، ويفضلون مرضاتهم، وعندما يستهتر الشباب بالقانون لأنهم لا يعترفون بأية سلطة فوقهم؛ حينذاك تكون بداية الطغيان."



وفي حالتنا يمكن القول:
عندما يرى الإرهابي أنه حتى إن اعتقل يطلق سراحه، وعندما يزداد اختراق الطابور الخامس لصفوفنا، وعندما يلقي فقهاء الموت علنا فتاواهم بالقتل والخطف بلا محاسبة ما، وعندما يطلق المسؤولون الحكوميون تهديدات لتسفر عن غصون سلام ملغوم؛ فحينئذ تكون بداية الطغيان القادم بكوارثه ومسيل دمائه، سواء كان طغيانا صداميا بوجه جديد، أو طغيانا طالبانيا قاعديا، أو طغيان نظام ولاية الفقيه.
نقول إنه إذا لم تتعظ الحكومة ومجلس الرئاسة والمجلس الوطني والقوات المتعددة الجنسية بالدروس فإن قادمات الكوارث ستكون أعظم وأكثر دموية وخرابا، وسيكون العراق على كف عفريت! فعسى ولعل!



عزيز الحاج .


10-29-2004, 04:00 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟ - بواسطة Awarfie - 10-29-2004, 04:00 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الاسرى العراقيون بسجون الاحتلالات الامريكية والايرانية ...نداء عاجل !!! زحل بن شمسين 6 1,147 12-31-2012, 06:52 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
Lightbulb المداخل (الخلفية) للهيمنة الكونية الامريكية والصهيونية .............؟؟؟!!!!!!!!! زحل بن شمسين 2 866 12-04-2012, 10:25 PM
آخر رد: زحل بن شمسين
  سبب الازمة الاقتصادية الامريكية والعالمية ؟ لواء الدعوة 10 3,014 01-06-2012, 05:04 AM
آخر رد: لواء الدعوة
  ليبيا الخيارات الامريكية المطروحة على الطاولة AbuNatalie 0 897 06-20-2011, 11:23 PM
آخر رد: AbuNatalie
  الادارة الامريكية ومحاولة اكل الثورة وابنائها رحمة العاملي 44 10,953 03-16-2011, 01:39 AM
آخر رد: أبو نواس

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 15 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS