عزيزي
عندما يكون الكلام جدياً سأتفاعل معه بشكل جدي.
أما مع النواح فأتفاعل بشكل ساخر. لأن النواح طبيعته تهييج العواطف، وأنا لا أحب تهييج العواطف كما تعلم.

لا يعني ذلك أني لا أحبك ولا أحب غيرك، بالعكس فلا شيء شخصي، الزميل خالد أحبه جداً وأحترمه بشدة مثلاً. لدي رأي فقط ولا يمكنني أن أقوله لأن الحديث يستخدم مساحة من السخرية.
ماذا ستجيب عندما يقول شخص أنه عليك أن تحمل عدتك وتمشي، هل سأقدر على مناقشته بشكل جدي وهو أصلاً غير جدي بحديثه التصويري الدراميتيكي؟ كيف بأي أسلوب سأفعل؟
راجع ذاتك وأساليب الأعضاء هنا لتجدن أسلوباً لا يمكن معه غير أسلوبي كمعارضة لأسلوب "نهفة" في النقاش. لا يوجد أي أسلوب ممكن مع شغلات خلط الحابل بالنابل إلا أن نهدئ الجو ببعض الفكاهة. لأن من كتب لم يكن بالأصل جدياً بكلامه.

لا بد على الجميع مراجعة آرائه التي تبدو وكأنها من برج عالي، تعتقد أنها تملك الحقيقة، بينما لا تمتلكها حقيقة، لا أنا ولا خالد ولا أي أحد هنا يملك الحقيقة، فلماذا لا نتواضع لنتناقش بدل وضع وصفات، والقول بما لا نعلم، وعدم الحديث بشكل تنبؤي نبوي وكأننا آلهة تقرأ الطالع.
صدقني لا يهمني ما يحدث، ولكني أحب الأصدقاء هنا، ويهمني وجود الجميع، رأيت وشاهدت وشهدت خروج الكثيرين وآلمني ذلك، ولكن غالباً كان ذلك لأسباب غالباً ما تكون لها علاقة بالإيغو، أي محبة الذات. ولكل شخص أسبابه بكل حال، ولا نملك أمام ذلك شيئاً.
لا يمكن للشخص أن يطلب من الآخرين أن يتبنوا أفكاره، عليه أن يدافع عنها، لا أن يعرضها كالبضاعة الوحيدة الرابحة، وإلا فبعدي الطوفان، هذا الكلام لا يصلح ولن يصلح أبداً، لأن فيه نوع من التكبر بمعنى أن الآخرين هم على خطأ وأنا على صواب.
لقد قامت الإدارة بكل ما تستطيع من تعديلات وتغييرات (وهي ليست مضطرة لذلك على فكرة فلا أحد يدفع لها شيئاً) وقالت ها نحن نعطيكم جزءاً من صلاحيات إدارية برلمانية بشكل تدريجي، فرفضتموه. حسناً فليقم من رفضه وحرض على رفض هذا البرلمان الذي كان بادرة لتغيير تدريجي بتغيير ما من خلال تعبئة الشعب النادوي؟
ماذا رأينا؟ لا شيء، لا يستطيعون أي تعبئة، لا يوجد أي تفاعل مع مشاريع أخرى منذ أكثر من شهر.
سننتتظر كالعادة، وسيقولون لنا الإدارة ليست برلماناً (وهل هم كذلك لكي يتحدثوا باسم نسبة ما من الشعب) ولكن لا نرى أي تفاعل شعبي معهم بكل حال، فأي شعب يمثلون؟.
فكفايتهم عاملين حالهم متكلمين باسم شعب ما، لأن مافي حدا معبرهم.
أليس كلامي صحيحاً ويثبته ما نراه بهذه الساحة؟ ولا أنا غلطان؟ :)
فلنتواضع كلنا، ولنراجع أنفسنا، بدل التلميحات والإشارات التي تجعل البعض يعتقد أن هناك إجماع على رأيه وأنه أبو العريف بينما هو يقول مجرد رأي بين مجموعة آراء.
ولنتوقف عن التنبؤ بنهاية العالم وبيوم القيامة، فالأمر صار يبدو لي مرضياً لأنه يتكرر منذ أشهر عديدة، ويجعلني أشعر بأن الأمر مجرد مواقف شخصية للبعض.
وربما أكون أنا أيضاً مخطئاً .. ولكني أجرؤ فأقول ذلك، فلا أعمم ولا أقول بأني على الحق والآخرين على الخطأ الكامل.


تحياتي لك، وكامل محبتي. (f)