أشكر لجميع الزملاء الدخول إلى هذا الموضوع و إغنائه .

هناك الكثير من النقاط التي يجب الحديث عنها ، فيما يتعلق بالموضوع الأساس و هو الإله الغائب و ليس نشوء البترول .

قال زميلنا الداعية أن الله يجب أن يعرّفنا بنفسه لذلك يبعث الأنبياء .

لا يا زميلي ، هذا جانب من الافتراض ، فيمكن أن يعرفنا كما تفضلت ، و يمكن أن لا يرغب في تعريفنا بذاته ، قد يختار إخفاء نفسه عنا و نقطة ، كما تؤمن أنت أنه أخفى حقيقة الروح مثلاً ، أو قد يرغب و لكن لا يستعمل الرسل و خلافه ، قد يستعمل إيحاءه للعقول لتصل إليه من خلال البحث في هذا الوجود و تصميمه .

مسألة الأنبياء يا عزيزي هي من أضعف متكئات الأديان التقليدية ، فرسول من البشر يأتي و بيده خوارق و يسوق كائنات حيّة غريبة مجنحة أو يحيي الموتى و ما إلى ذلك ، فهي حكايات تذكّر بألف ليلة و ليلة .

ما أقوله في هذا الإله أنه غائب ، أي غائب عنّا ، لا يسعى إلى أن نعرفه ، تماماً كالإنسان الذي يخترع ثلاجة ، فهو لا يهمه أن تعرفه الثلاجة ، أو أن تفهم شخصيته .

و أنا لا أريد أن أشبه الإنسان بالثلاجة حرفياً ، بل الشاهد هنا علاقة الصانع بما يصنع فقط .

كذلك الزميل الاستشهادي اعتمد في رفضه للإله الغائب على قوانين الكون ، يا عزيزي ، قوانين الكون تسيّر الكون ضمنها و لا يخرج الكون عنها ، و عندما تؤدي هذه القوانين إلى سقوط كويكب على الأرض مثلاً سيحل الدمار و الغبار الذري الذي سيحجب الشمس ألف سنة ، لن يتدخل الله ليقول لجاذبية الأرض لا تجذبي هذا الكويكب astroid و اطرديه إلى الخارج !!!

الله لا يفهم معنى البناء و الدمار ، و لا يتدخل لحماية من يحبونه من الكوارث و إغراق بيوت من يكفرون به ، أو يرتكبون فواحش الإثم إلا اللمم ، الله وضع قانوناً في المادة منذ اللحظة التي بدأت فيه وجودها و جاء هذا الكون ، و تلك القوانين تقيّد المادة و لا يمكن أن تخرج عليها لا بمعجزة و لا بكرامة ، فلا أحد يستطيع التنفس تحت الماء بغير وسائل التنفس المعروفة ، و لا أحد يستطيع السفر بين الكواكب بغير الوسائل التي تعطينا إياها المادة و قوانينها ، التي استوعبها المخ البشري و بنا عليهاً علومه .

فالمخ البشري يستنتج قوانين المادة ، لكنه لا يخترعها .

أي أن القوانين موجودة منذ اللحظة الأولى التي تشكل فيها الكون ، و لكن اكتشافها من قِبَل المادة نفسها (المخ البشري) جاء متأخراً .


همممممممممم


ماذا أيضاً طرح الزملاء ؟؟

الزميل خوليو

طرح كلاماً كثيراً ، و حيّرني فأحياناً أشعر أنه يفهمني بشكل دقيق جداً ، و أحياناً أشعر أنه يخطيء في فهم ما أريد .

كلامك عن تطور الأديان و باقي قصة فراس السواح و فريزر و دوركهايم و غيرهم لن أختلف معك فيها ، فهي ما تكاد تجزم فيه علوم الأنثروبيولوجي ، و سأصل معك إلى جملة أنت قلتها ، أن الإله الغائب هو مرحلة انتقالية ، مرحلة تمهد إلى تأليه العلم إن استطاع أن يكسر حاجز الصمت و يجيب على معضلة بداية وجود المادة .



نعم الإله الغائب لا يغري كثيراً



فهو لن يفعل شيئاً للمحسن و لا للمسيء ، هو ترك هذا الأمر منذ جعل القوانين تنبثق من المادة ، لتعطي الإنسان و علومه و قوانينه التي يحل فيها مشاكله .


أنا أبحث عن هذا الإله و أدعو إليه و إن كنت لا أستطيع (عقلياً) أن أجزم بوجوده ، لكنه على الأقل لا يؤدي إلى تعصب و قتل الناس من أجل إنقاذهم من ضلالهم .

قصة طويلة



أتمنى أن أستطيع متابعة هذا البحث ، رغم شعوري برغبة شديدة في الاعتزال عن النادي لفترة من الوقت .




سعيد بعودتك زميلي العاقل إلى هذه الساحة

و لكن يبدو أنه لم يُكتَب لنا أن نلتقي كسالف عهدنا ، أغيب فتكون حاضراً ، أحضر فتغيب ، ثم أفكر في الغياب فتفكر في الحضور .


على كل حال أتمنى أن تعود إلى سالف عهدك و نشاطك في الساحة ، فالساحة بحاجة إلى حوارات مع من كان مثلك .



تحياتي للجميع .