اقتباس: الختيار كتب/كتبت
أشكر لجميع الزملاء الدخول إلى هذا الموضوع و إغنائه .

هناك الكثير من النقاط التي يجب الحديث عنها ، فيما يتعلق بالموضوع الأساس و هو الإله الغائب و ليس نشوء البترول .

قال زميلنا الداعية أن الله يجب أن يعرّفنا بنفسه لذلك يبعث الأنبياء .

لا يا زميلي ، هذا جانب من الافتراض ، فيمكن أن يعرفنا كما تفضلت ، و يمكن أن لا يرغب في تعريفنا بذاته ، قد يختار إخفاء نفسه عنا و نقطة ، كما تؤمن أنت أنه أخفى حقيقة الروح مثلاً ، أو قد يرغب و لكن لا يستعمل الرسل و خلافه ، قد يستعمل إيحاءه للعقول لتصل إليه من خلال البحث في هذا الوجود و تصميمه .

مسألة الأنبياء يا عزيزي هي من أضعف متكئات الأديان التقليدية ، فرسول من البشر يأتي و بيده خوارق و يسوق كائنات حيّة غريبة مجنحة أو يحيي الموتى و ما إلى ذلك ، فهي حكايات تذكّر بألف ليلة و ليلة .

ما أقوله في هذا الإله أنه غائب ، أي غائب عنّا ، لا يسعى إلى أن نعرفه ، تماماً كالإنسان الذي يخترع ثلاجة ، فهو لا يهمه أن تعرفه الثلاجة ، أو أن تفهم شخصيته .

و أنا لا أريد أن أشبه الإنسان بالثلاجة حرفياً ، بل الشاهد هنا علاقة الصانع بما يصنع فقط .

.................................

سعيد بحضورك ياختيار ..

لعلك بخير ان شاء الله .


هذه النظرة قد طرحها القرآن فقال :

وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ

أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ

كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ

( الحق ) هنا وفي غير هذا الموضع يعني : محبة الله والتعلق به وعبادته واللجوء اليه والشوق الى لقائه .

الله تعالى ( وأنا أخاطبك بالمنطق العقلي الذي في الايات - خذه ولايضرك الاتؤمن بمصدره السماوي ) الله تعالى يختم الايات بقوله :

وليتذكر أولو الالباب ..

اي اصحاب العقول ....

الله تعالى ان كان هدفه من خلق الكون هو اجابتي ب: لاأدري !

فكيف أحكم بأنه لايهتم بنا وبالكون الذي خلقه !

لكل كائن عاقل هدف من عمله ..




[QUOTE]كذلك الزميل الاستشهادي اعتمد في رفضه للإله الغائب على قوانين الكون ، يا عزيزي ، قوانين الكون تسيّر الكون ضمنها و لا يخرج الكون عنها ، و عندما تؤدي هذه القوانين إلى سقوط كويكب على الأرض مثلاً سيحل الدمار و الغبار الذري الذي سيحجب الشمس ألف سنة ، لن يتدخل الله ليقول لجاذبية الأرض لا تجذبي هذا الكويكب astroid و اطرديه إلى الخارج !!!

الله لا يفهم معنى البناء و الدمار ، و لا يتدخل لحماية من يحبونه من الكوارث و إغراق بيوت من يكفرون به ، أو يرتكبون فواحش الإثم إلا اللمم ، الله وضع قانوناً في المادة منذ اللحظة التي بدأت فيه وجودها و جاء هذا الكون ، و تلك القوانين تقيّد المادة و لا يمكن أن تخرج عليها لا بمعجزة و لا بكرامة ، فلا أحد يستطيع التنفس تحت الماء بغير وسائل التنفس المعروفة ، و لا أحد يستطيع السفر بين الكواكب بغير الوسائل التي تعطينا إياها المادة و قوانينها ، التي استوعبها المخ البشري و بنا عليهاً علومه .

ايضا :

وجود القوانين الطبيعية لايعني الغاء رقابة الله تعالى لها ..

قال الله تعالى :

ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا .

وسلامة كوكب الارض حتى اللحظة دليل على العناية به الا اذا كنت تؤمن ان المادة تفكر ..

في حالة دمار الارض - وليس مجرد ضرب الاحتمال - سأقول لك نعم الله لايعتني بنا ..

لكن حتى اللحظة كل شيء هنا - بخلاف باقي أجزاء الكون حيث الصدامات بين المجرات - على مايرام .............. وهذا دليل كاف على العناية بالانسان .


تحية لك .