اقتباس:  محارب النور   كتب/كتبت  
حسب نظرية الفوضى,الكون منظم ولكن تنتابة فترات من الفوضى والعشوائية ,لا نعلم سببها بالتحديد ,يوجد علم معني ,بالفوضى ,يحاول دراسة هذة الفترات التي تمر على كون وتكون فوضوية وخارج كل مقايس العلم والقوانين .

الزميل محارب النور ,,

على الرغم من أن ما تفضلت بكتابته عما يسمى نظرية الفوضى مختصر للغاية إلا أن من يقرأ الكلمات التي تفضلت بوضعها لا يداخله شك في أن المباحث العقلية لصاحب (لأصحاب) هذه النظرية مثيرة للشفقة!!

فهي حتى بالنسبة للشخص البسيط الذي لا يملك القدرة على التفكير المنطقي السليم لا يمكن له أن يتخيل أن الكون يظل لفترة معينة منظم ثم يتحول هذا النظام إلى عشوائية ثم تتمكن هذه العشوائية أن تصنع النظام مرة أخرى بدون مؤثر خارجي, يبدو الأمر غير مقبول لأدنى البشر قدرة على التفكير!!

أما لو حاولنا الارتقاء في التفكير المنطقي المنظم فيما تفضلت بكتابته, فإنه لن يصمد كثيراً لما فيه من تناقض.

فقد قلت :

اقتباس:  محارب النور   كتب/كتبت  
حسب نظرية الفوضى,الكون منظم ولكن تنتابة فترات من الفوضى والعشوائية ,لا نعلم سببها بالتحديد  

فعلى الرغم من أنني أتفق تماماً مع كلمة (الكون منظم), إلا أنني أرفض بقية الفقرات لما بينها من تناقض واضح.

ودعنا الآن نتوقف مع تلك الفترات التي تسميها النظرية فترات الفوضى والعشوائية لنسأل : هل هذه الفترات التي تسميها عشوائية لها سبب أم لا؟؟

فلو قلنا أن هذه الفترات ليس لها سبب, خالفنا مبدأ السببية وهو المبدأ الذي تعارف عليه المناطقة والفلاسفة بل وحتى عامة الناس تجدهم يقولون أن لكل شيء سبب, فهو مبدأ لا يمكن لأحد أن يتجاهله, حتى أنك تجد في الاقتباس السابق كلمة (لا نعلم سببها بالتحديد), للإشارة إلى مبدأ السببية.

ولو قلنا أن هذه الفترات لها أسباب بحيث أننا لو وقفنا على هذه الأسباب يمكننا الربط بين هذه الفترات وبين أسبابها وجوداً وعدماً, وأمكننا إذا علمنا الأسباب أن نتوقع النتائج, فلا يمكن أن نصف هذه الفترات بالعشوائية, لأن معرفة الأسباب (القوانين) المؤدية إليها يجعلها جزء من النظام.

وعلى هذا :

فإما أن تكون تلك الفترات ليس لها سبب (وهنا فقط نستطيع أن نصفها بالعشوائية).

وإما أن يكون لها سبب فلا يجب أن توصف عندها هذه الفترات بأنها عشوائية.

فالمشكلة كما هو واضح هي مشكلة جهل بالقوانين المنظمة, وليست قصور في النظام كما يتبين بتحليل فقرة الاقتباس السابقة وعلى هذا يمكن أن نعيد صياغة هذه الفقرة كالتالي :-

الكون منظم ولكن تنتابه فترات تبدو وكأنها.

فكما وضحنا أن افتراض وجو السبب (القانون) يتناقض مع القول بالعشوائية, فالمشكلة إنما هي مشكلة قصور في العلم البشري.

ولعل هناك الكثير من الأمثلة التي تعبر عن قصور الفكر البشري في إدراك النظام أذكر منها على سبيل المثال : حركة الإلكترونات حول النواة ظلت تبدو للعلماء وكأنها عشوائية إلى أن أثبت العلم غير ذلك, لقد كان القصور في العلم البشري ولم يكن أبداً في النظام.

تحياتي.