يقول الشيخ حفظه الله :


إحصاء الأسماء الحسنى أصل للعلم

إحصاء الأسماء الحسنى والعلم بها أصل للعلم بكل معلوم فإن المعلومات سواه

1- إما أن تكون خلقاً له تعالى

2- أو أمراً .

إما علم بما كوّنه أو علم بما شرعه .

ومصدر الخلق والأمر عن أسماءه الحسنى وهما مرتبطان بها ارتباط المقتضى بمقتضيه .


هذا الكلام يدور حول قوله تعالى : ألا له الخق والامر .

فالله تعالى قد كتب كتابا كونيا وكتابا شرعيا .. الاول هو الكون والثاني هو القرآن ..........اذا كان مصدر الاثنان واحدا فلابد ان يدُلا على بعضهما بأدنى اشارة تقرأهذا في هذا وذاك في ذاكم .

وهذا هو سبب سقوط فكرة الصراع بين العلم والدين : اذ العلم هو دراسة الكون ( الكتاب المشهود ) والدين هو دراسة القرآن ( الكتاب المقروء ) وكلاهما من عنده سبحانه فكيف يتعارضا ..

وهذا هو سبب تفوق القرآن في آيات الاعجاز العملي وحده .


فالأمر كله مصدره عن أسمائه الحسنى وهذا كله حسن لا يخرج عن مصالح العباد ، والرأفة ، والرحمة بهم والإحسان إليهم بتكميلهم بما أمرهم به ونهاهم عنه فأمره كله مصلحة ، وحكمة ، ورحمة ، ولطف ، وإحسان إذ مصدره أسماؤه الحسنى وفعله كله لا يخرج عن العدل ، والحكمة ، والمصلحة والرحمة ، إذ مصدره أسماؤه الحسنى . فلا تفاوت في خلقه , ولا عبث ، ولم يخلق خلقه باطلاً ، ولا سدىً ، ولا عبثاً .

هذا ايضا فيه ذكر رحمة الله تعالى بعباده ومرعاة مصالحهم وفيه رد على الملاحدة واللادينيين القائلين بأن الله تعالى قد خلق الكون وتركه عبثا وسدى ..يقول الله تعالى :

وماخلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار .

وقال : أيحسب الانسان أن يترك سدى ؟

اي لايؤمر ولاينهى ؟

وكان نهي الله تعالى لادم عن الاكل من الشجرة في الجنة أكبر تمهيد لتكليفه بالامر والنهي هنا على الارض اختبارا لمحبته لله .


وكما إن كل موجود سواه فبإيجاده فوجود من سواه تابع لوجوده تبع المفعول المخلوق لخالقه فكذلك العلم به أصل للعلم بكل ما سواه فالعلم بأسمائه وإحصاؤها أصل لسائر العلوم فمن أحصى أسماءه كما ينبغي للمخلوق أحصى جميع العلوم إذ إحصاء أسمائه أصل لإحصاء كل معلوم لأن المعلومات هي من مقتضاها ومرتبطة بها

العلوم الكونية تدرس الكون وهو من خلق الله تعالى , والعلوم الانسانية ( غير الوضعية طبعا ) تدرس الانسان ومايتعلق به وهو ايضا من خلق الله تعالى : فمن درس اسماء الله وصفاته : تجمعت لديه أصول وكليات هذه العلوم كلها وشاهد آثار اسماء الله وصفاه فيها ..


وتأمل صدور الخلق والأمر عن علمه وحكمته تعالى ولهذا لا تجد فيها خللاَ ولا تفاوتاً ، لأن الخلل الواقع فيما يأمر به العبد أو يفعله إما أن يكون لجهله به أو لعدم حكمته . وأما الرب تعالى فهو العليم الحكيم فلا يلحق فعله ولا أمره خلل ، ولا تفاوت ، ولا تناقض.

تأمل أنت اليوم آثار الحروب والمبالغة في غزو الفضاء وسباق التسلح والاسلحة الكيماوية وغير ذلك مما تسبب عنه تلوّث البيئة وثقب الاوزون ومحاولات الزواج المثلي والشذوذ والقضاء على الاسرة وانقراض النوع الانساني ...وفساد السماء والارض ...........كل هذا بفعل من ؟ بفعل الانسان .......كما قال الله تعالى :

ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون .

وهذا سببه الاعراض عن اتباع منهج الله الذي وضعه لنا من خلال الوحي .. واعتقاد الانسان انه قد بلغ مبلغ الحكمة الالهية وسيطر على الارض ولم يعد بحاجة الى الله ..... نسأل الله السلامة والعافية من العقائد الخبيثة .



يقول :

أسماء الله تعالى توقيفية

أسماء الله تعالى توقيفية ( بمعنى انها تتوقف على النص من الكتاب او السنة , نتوقف في تسمية الله بأحدها حتى يتبت في احدهما هذا الاسم ) لا مجال للعقل فيها وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة فلا يزاد فيها ولا ينقص ؛ لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء فوجب الوقوف في ذلك على النص لقوله تعالى :

{ ولا تقف ما ليس لك به علم ٌ إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً }

وقوله : { قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون }

( يقول العلماء : ان هذه الاية تدرجت تدريجا تصاعديا في ذكر الفواحش فجعلت اعلاها : القول على الله بلا علم ) .

ولأن تسميته تعالى بما لم يسمِّ به نفسه ، أو إنكار ما سمَّى به نفسه جناية في حقه تعالى فوجب سلوك الأدب في ذلك والاقتصار على ما جاء به النص .

والادب هنا ملزم وليس مندوبا مستحبا فقط بل هو فريضة .




يقول :

أركان الإيمان بالأسماء الحسنى

1) الإيمان بالاسم .
2) الإيمان بما دل عليه الاسم من المعنى .
3) الإيمان بما يتعلق به من الآثار .

فنؤمن بأنَّ الله

1- رحيم ..
2- ذو رحمة وسعت كل شيء ، ويرحم عباده
3- قدير ذو قدرة ، ويقدر على كل شيء ، غفور ذو مغفرة ويغفر لعباده .

هنا قد ضرب الشيخ مثالا للقاعدة التي ساقها ..

المثال حول اسم الله الرحيم ..

فنثبت الاسم .................والمعنى ايضا وليس مجرد الاسم مجردا عن المعنى ( كما يسمى كثير من الناس كريم مثلا وهو بخيل في الحقيقة , فارس وهو جبان ........الخ ) ...................وأخيرا نثبت آثار هذا الاسم : فمن آثار اسم الرحيم ولوازمه : انه لابد له من قدرة يستطيع بها ان يرحم , ومغفرة تستلزم هذه الرحمه , والا كيف يكون رحيما وهو لايعفو عن زلات عباده واخطائهم .