أنا رئيس القافلة ولي حق الحياة و الموت على الجميع ... أريد من كل منكم أن يقسم من أعماق قلبه أنه سيطيعني في كل الظروف ، ففي الصحراء لا يعني العصيان إلا الموت . السيميائي – باولو كويلو
----------------------------------------------------
المبجل محارب النور .
تعطيني دائما الإيحاء أنك تسكن جبل الأولمب بجوار آلهة الكون الرائع القديم ..
فهل أنت هناك تتسقط أخبار السماء ؟.
يا أخي لماذا لا تضيف .. الشريط المفترى عليه ؟.
عودة إلى فكرة الشريط ، عبادة الطغاة و تقديسهم .. إن التاريخ كما عهدته هو قراءة انتقائية للماضي من أجل التأثير على المستقبل ، فالإنسان ليس ذلك الحيوان الشغوف بالحقيقة و لكنه الشغوف بأنصاف و أرباع الحقائق المواتية . إن التاريخ يكتبه الأقوى و الأغنى من أجل مصالحه ، لهذا أصبح لدينا أكثر من تاريخ و أكثر من حقيقة .
لكل حدث و زمان أكثر من تاريخ ..هناك تاريخ للغرب و آخر للعرب و هناك تاريخ شيعي و تاريخ سني .. تواريخ عدة كلها لا تتفق سوى على شيء واحد .. تزيف الوعي و السطو على الحدث التاريخي و طمسه و إعطائه ( نيو لوك ) ثم توظيفه في منظومة دعائية لهدف او آخر .
نعم حتى الحجاج صار تقيا ورعا مفتريا عليه ، و حان زمن الإنصاف ووضعه بين الأتقياء البررة حيث ينتمي .نعم كل الطغاة أتقياء مفترى عليهم و الشعوب وحدها هي المفترية الظالمة التي لا تتوقف عن جلد حكامها الصالحين و تعذيبهم في السجون و المعتقلات !.
لماذا تقدس معظم الشعوب العربية الطغاة ،ولا تحترم الحكام المعتدلين من أصحاب القلوب الرحيمة ؟.
لماذا يقدس المصريون عبد الناصر الذي سامهم سوط عذاب ،و تركهم مدمرين و أرضهم محتلة ،و يكرهون السادات الرجل الطيب الذي حرر لهم بلادهم ؟.
لماذا يقدس العراقيون صدام حسين الذي حرقهم بالغازات السامة كالفيران ،و يكرهون النظام الملكي الذي عاملهم باحترام ، و لا يتوقفون عن لعن طالباني الذي يعطيهم رئيسا ديمقراطيا لأول مرة في تاريخ العرب الحديث ؟
لماذا يشيد المصريون بسلاطين آل عثمان القتلة الظلمة الذين خربوا بلادهم ويحطون من شأن محمد علي و أسرته وهي التي بنت مصر الحديثة ،و جعلتها أفضل الدول العربية حتى حطمها حكم العسكر المصريين من جديد .
لماذا يحب المصريون عسكر يوليو الفاشست و يطلقون أسمائهم على كل شيء من أبنائهم حتى البحيرات و الشوارع و المدن ،ولا يتذكرون الزعماء الديمقراطيين أمثال سعد زغلول و مصطفى النحاس وويصا واصف ؟.
هناك تفسيرات عديدة .
لو ذهبنا لعلم النفس الجماعي لحدثنا عن المازوكية و حب إيلام الذات .
لو ذهبنا إلى علوم الحضارة لوجدنا مرحلة الأبوة أو البحث عن البطاركة البشر الذين يهبون الحياة و الموت .
لو ذهبنا إلى العلوم السياسية لحدثتنا عن سوء السلوك السياسي ، الذي يصيب المجتمعات كما يصيب البشر .
لو ذهبنا إلى السماء لوجدنا اللعنة الكبرى التي لم يرفعها دعاء !.
تحياتي و لنا عودة .