اصطبحنا واصطبح الملك لله ،

الحرب العراقية الإيرانية

مع أنني لست من ذاك النوع الذي يجعل المهزوم شيطاناً والمنتصر ملاكاَ ، وأنت هنا مهزوم بالنهاية ، وعليك أن تتحمل وزر كل الشياطين فتغدو الشيطان الأكبر ، وهم يصبحون ملائكة "بعمائم" .

خميني وتحت نشوة النصر ، وعنده فائض "بضاعة" يريد تصديرها ، حمّلها بحاويات صفراء وكتب عليها " للتصدير غرباً " والتوقيع كان يحمل اسم "كسرى"

ما دخلك أنت ؟

ولماذا طالت أذناك لتسمع "فحيح الأعراب" و "نقيق ريغان" ؟

هذا غباء ، وقلت لك سابقا ولم تسمع ، شيمة الأعراب "الغدر" وشيمة الفرس "المكر" ، فلماذا لم تكن ثعلباً؟ وكيف رضيت لهم أن يعزفوا على ربابة الشرف والنخوة وحامي حمى البوابة الشرقية ؟ وكيف غاب عن بالك أن الأعراب من عادتهم غرز الخنجر "بالظهر" أثناء المعانقة؟

كان عليك يا "حماراً يحمل أسفاراً " أن ترسل آية من "آيات الله" وما أكثرها عندك ، ترسلها إلى القيميني في "خم" ، وتظهر له العين الحمراء وفحوى الرسالة تقول ، لك يا خميني أن أساعدك في التصدير وسأعطيك "طوابع صادرات " ، يعني دمغة باللهجة المصرية ، لك "خليج فارس" فأبحر ببضاعتك من هناك إلى شواطئه الغربية ، وإن تطلب الأمر سأعطيك منفذاً برياً عبر "الفاو" ، وأضع لك لافتة هناك مكتوب عليها " إلى جابر ومن وراءه" وسهم باتجاه الجنوب ، هذه اللافتة لن تكلفك شيئاً ولا نقطة دم عراقية واحدة

حتى إذا امتلأت الجزيرة بالبضاعة وسمعت الاستغاثات ، وحمل الخميني "الحجر الأسود كما فعل أجداده القرامطة وأخذه إلى "خم" ، ضع في أذن طين وبالأخرى عجين ، وعيّن مندوبين وآنا اقترح طارق عزيز وطه ياسين ، ترسلهم إلى قم وباقي شعوب الجزيرة ، وتعليمات تقول "صبّوا زيتاً على النار" ، وتصريحات للأعلام حول احتواء الأزمة والاخوة والجيرة ووقف حمام الدم ، ومارس لعبة القولف أثناء ذلك

ألم تسمع بالمثل الذي يقول "فخار يكسّر بعضه" ، فلماذا تركت فخارهم سليماً ، وكسرّت فخارك ، وأنت بكل غنى عن ذلك ؟

ضحكوا عليك يا ابله ، وعزفوا على ربابتك ، أسموك حارس البوابة الشرقية ، ويا أهبل ألم تعلم أن بواباتنا " الشمالية والغربية والجنوبية" من دون حرّاس ويعبث به كل قاطع طريق ، حتى "افروقي بتاع إريتريا " كان يعبث

ضحكوا عليك ، وكانوا يأتوك يومياً ، ويكيلون لك المديح ، وينامون عندك ، ويغدقون عليك العطايا والأسلحة ، لتسفك دماء أبناءك ، بينما أبنائهم يواصلون رحلة الشتاء والصيف مشارق الأرض ومغاربها بحثاً عن مجون جديد ، وعربدة استثنائية

تستحق الشنق ليس لأنك حاربت " أطماع الفرس" بل لأنك كنت "أهبل " حتى الماكرين الهواة كانوا يضحكون عليك ويتباهون ليلاً أمام زوجاتهم بأنهم رجالاً وجرّوا الأسد إلى حتفه بحبل من خيوط العنكبوت

يتبع ..
حسب تجليات جعفر علي ( قده )