اقتباس:  محارب النور   كتب  
شباب سؤال يطرح نفسة ....هل اعتناق الفكر \"لاديني\" هو من اجل الخروج عن المالوف مثل الموظة التي ظهرت في بلدي في الخمسينيات من القرن الماضي حتى الشحاذ تحول الى شيوعي ولبس القميص الاحمر  ,لا اظن هذا شي صحيح ولكن الامثلة تضرب ولا تقاس .

الجيل الثانى هكذا فعلاً، لكن لا يمكن الجزم بأن كل اللادينيين هكذا..


برأيى أن كل حركة فكرية تبدأ وتنتشر وتستقر هكذا:

الجيل الأول:
ويضم مجموعة الأشخاص الذين توصلوا لفكرة بمفردهم نتيجة البحث الدؤوب.
هؤلاء هم مجموعة المؤسسين والذين تمثل لهم الفكرة إيمان وقناعة تامة بعد مجهود طويل.
غالباً هؤلاء فى اللادينية يكونون من طبقة المثقفين والفلاسفة.. حتى فى الروايات نجد الإلحاد فكرة منتشرة بين البروفسيرات، نادراً ما تجد لقب "بروفيسور" وليس بجواره كلمة "ملحد" :D
الجيل الأول دائماً يعطى صورة مقنعة، منطقية، ومشرفة للفكرة.


الجيل الثانى:
ويضم مجموعة الأشخاص الذين أعجبوا بطريقة تفكير الجيل الأول وإتخذوهم مثل أعلى، لكنهم لم يعانوا من مرحلة البحث والمقارنة بنفس طريقة الجيل الأول، (لم يستنتجوا الفكرة، بل أعجبتهم فاعتنقوها)
لا يعنى هذا بالضرورة أنها "موضة".. بل تعنى أنه إستلم الفكرة على الجاهز، وبالتالى هناك كثيرون إمّعات (جمع "إمّعة") تبعوا نتيجة "إنبهار" وليس "بحثاً عن الحقيقة"
الجيل الثانى يعطى فكرة متباينة، فهو هنا متقمص وتابع للجيل الأول، لكنه ليس مقنع أو منطقى أو مشرف مثله. بل هى مرحلة وسط بها القوى والضعيف، الذكى والغبى، المقتنع والمعجب، المشرف والذى يجيب العار :D


الجيل الثالث:
ويضم مجموعة الأشخاص الذين دخلوا فى الفكرة كردة فعل من فكرة أخرى يكرهونها (ليس عن قناعة بالمرة)
ولو وضعنا لادينية الجيل الثالث كمثال، فهم هنا الأشخاص الذين دخلوا اللادينية تمرداً على الدين لا أكثر كرد فعل نفسى لرفض سيطرة الدين.
الجيل الثالث لا يعطى فكراً بالمرة، فهو هنا غير مستقل فكرياً.. بل متعصب ومتطرف "ضد" الدين. ودائماً ما يعطى صورة سيئة عن الفكرة تقلل من إنتشارها فتأخذ حجمها الطبيعى وسط غيرها.

بالمناسبة، الأديان أيضاً لا تخرج عن نظرية "الأجيال الثلاثة" للفيلسوف "حارس السراب" :)

شكراً لكم (f)