[CENTER]عــظمة الموســـــــــــــــيـقى

أو
الملـكات الموســـــــــــــــيقية [/COLOR]
(النيل – أول أكتوبر1921)



كانت (ماري أنطوانيت) من أشهر الموسيقيات في زمانها يضرب المثل بمهاراتها الفائقة وذكائها النادر،

حتى أن ( المسيوجالاك) أستاذ أساتذة الموسيقيين في فرنسا لم يكن يُقدم علي نشر لحن من ألحانه بين العموم
قبل أن تحكم له بجودته – وكان عندما يلاحظ علي وجهها شيئا من دلائل أو إشارات الكآبة والنفورفي حين إيقاعه يؤكد
أن في لحنه نقصا أو زيادة تصتك من سماعها الآذان بدون أن تدري منها العيون التي تقرأ علامات التلحين.
وكانت ( ماري تبريز) زوجة ( لويس الرابع عشر) مساوية (ماري أنطوانيت)في رقة شعورها وحذاقتها في هذا الفن،
وكان دأبها تشويق أولادها وحث الذين حولها علي تعلمه وإتقانه .
(ماري دي ميد سيس) زوجة ( هنري الرابع)كانت من جملة الشهيرات المفتننات والعاملات علي رفع شأن الموسيقى.
أما (ماري أوف سكوتش) كانت من أعظم الضاربات علي الموسيقات ، بيد أن معظم شهرتها نالتها لإحسانها التام
بإيقاع الألحان (العذرية) التي دعيت هكذا ، بسبب إقبال العذارى وتهافتهن علي تعلمها تهافتا شديدا.
ولقد قيل عن هذه الملكة أنها رجل بشكل إمرأة ، وقد كان أستاذها الذي علمها الضرب علي القيثار(فيليب فان ولدر)
والذي أتقنت( العذريات) بواستطه هو( المسترباستون) وهذان الأستاذان اشتهرا بكونهما كانا يحصلان علي أعظم قيمة
في ذلك الزمان أي ان كل منهما كان يتناول راتبا شهريا قدره خمسون ألف فرنك ، وهي قيمة كان يدهش لها من يسمعها.
وكان من أمرها بعد أن تولت عرش الملك أنها أعادت ترتيب ألحان المعبد الملكي وتنقيحها حتى أعجب بمقدرتها ومهارتها
جميع أهل البلاط .
كتبت (اللادي شروزبري) مرة تقول لزوجها أنها عند سماعها الملكة وهي تنشد وتوقع ألحان المعبد علي آلاتها الموسيقية
لم تكن تتمنى شيئا ، إلا أن يكون حاضرا يسمعها معها لأنها لم تشعر بمثل ذلك السرور والطرب كل أيام حياتها .
(كاترين أوف فالو) هي زوجة ( هنري الخامس) أعجب بها الملك عند سماعه صوتها الرنان وتفننها في العزف ،
تفننا أخذ بمجامع قلبه ولبه وهي فرنسية الأصل ، قلما يأتينا الدهر بوصف مثل حياة هذين الزوجين الهنيئة أو بالحري هذين السعيدين أو الملكين الكريمين اللذين مثلا في الحياة أجمل أدوارها .
كانا يجلسان في أوقات فراغهما في حديقة القصر تحت ظل إحدى الأشجار فيعزفان ويغنيان فيطربان .
وكان الملك حينما يصلح لزوجته الأوتار تقول له مازحة ..
(ان يده تليق بها حمل المعول والمحراث أكثر مما يليق بها شد الأوتار)
ولا ريب أن الموسيقى التي ربطت بينهما برباط الحب والزواج جمعت كثيرين غيرهما وحوادث كثيرة ونوادر جمة
لا يسعنا المقام أن نذكرها الآن .
تأيد لنا أن الموسيقى ساعدت في بناء العمران ولاتزال مدعاة الحب والسعادة في كل آن .
وأنه كثيرا ما يطرق أسماعنا حوادث عن أمثال هذه الرابطة التي توثق المحبين بوثاق الزواج .
ولا عجب فإن ميل الفرد الي أحد الفنون الجميلة يدفعه غالبا إلي إعتبار من يخدمه ، وتسعون في المئة من أمثال
هذه الزيجة تكون في أطيب عيش وأسعد حال .
(هنريتا ماريا ) هي زوجة ( شارل الأول ) فرنساوية الأصل أيضا إقترن بها الملك لرخامة صوتها التي طارت شهرته في الآفاق حتى أن من يسمعه كان يعد نفسه حاصلا علي أكبر النغم وأعظم البركات – تعلمت الغناء منذ طفولتها بميل فطري إليه ولم تكن تجد بأية قطعة منه صعوبة لأن صوتها كان يساعدها كثيرا علي سهولة التقليد والإتقان .
سئل أحد المشاهير رأيه في صوتها فقال :
لو لم تكن ملكة وتمكن الشعب من سماعها لصاحوا لأجيال كثيرة ( هذا بلبل أوروبا ) .
وممن إشتهروا بهذا الفن أيضا (اليو نوراف اكوتين ) زوجة ( هنري الثاني ) .
و(برنغاريا ) زوجة ( ريتشارد الأول ) وكثيرات من ملكات العصور السالفة ، وجميعهن من الأميرات الشريفات اللواتي يفتخر التاريخ بذكر أسمائهن وحوادثهن .

هذا هو فن الموسيقى الذي اشتهر وقدرته الملكات والأميرات حق قدره .
وهذه هي عظمة الموسيـــــــــقى . [/CENTER]خـادم الموسيـــــقى
الشيخ سيد درويش [/COLOR]