يمكن أن يكون كلم القرآن معجزا و عصيا على الأستنساخ و لكن على يؤمنون بقداسته فقط و هؤلاء لن يقووا على محاكاته لأنهم اصلا لن يجربوا ليقينهم بالفشل المسبق و كذلك سيكون حكمهم على كل تجربه في الأتيان بمثله فالموضوع ذاتي الى درجة كبيرة موجود في المؤمن و ليس في القرآن .
لم أعش في ذلك العصر لأقول أن هذا القرآن بليغا و صعب على التقليد و لكن أقول بلغة هذا العصر أن القرآن ليس معجزة أبدا و يمكن أن يصل الى بلاغته شاعر جيد. مع صعوبة في تقليد موضوعاته و لكن مقارنة القرآن بنصوص معاصرة يمكن أن تعطي فكرة أذا كان القرآن متفوقا:
هنا خطبة لشخص يدعى قس بن ساعدة شهد محمد نفسة هذه الخطبةجاء في البداية و النهاية لأبن كثير:

اقتباس:"قال الحافظ أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي في كتاب هواتف الجان : حدثنا داود القنطري حدثنا عبد الله بن صالح حدثني أبو عبد الله المشرقي عن أبي الحارث الوراق عن ثور بن يزيد عن مورق العجلي عن عبادة بن الصامت قال لما قدم وفد إياد على النبي صلى الله عليه وسلم قال : يا معشر وفد إياد ما فعل قس بن ساعدة الإيادي ؟ قالوا : هلك يا رسول الله قال : لقد شهدته يوما بسوق عكاظ على جمل أحمر يتكلم بكلام معجب مونق لا أجدني أحفظه ، فقام إليه أعرابي من أقاصي القوم فقال : أنا أحفظه يا رسول الله قال : فسر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قال : فكان بسوق عكاظ على جمل أحمر وهو يقول : يا معشر الناس اجتمعوا فكل من فات فات ، وكل شيء آت آت ليل داج وسماء ذات أبراج ، وبحر عجاج نجوم تزهر وجبال مرسية وأنهار مجرية إن في السماء لخبرا ، وإن في الأرض لعبرا ما لي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون أرضوا بالإقامة فأقاموا أم تركوا فناموا ؟ أقسم قس بالله قسما لا ريب فيه إن لله دينا هو أرضى من دينكم هذا
و أضع هنا بعض آيات سورة النبأ:
([QUOTE] أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَاداً)6( وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً)7( وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً)8( وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً)9( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً)10( وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً)11( وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً)12( وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً)13( وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجاً)14( لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً)15( وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً)16( إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً)

أن التشابه واضح جدا و لا يمكنك القول أن نص قس بن ساعدة " أن صح " لا يمكن مقارنته بالنص القرآني حتى أن النفس متشابه و الموضوع قريب . ما أريد قوله أن الأحناف و كان قس أحدهم كما كان محمد يتميزون بألقاء هذا النوع من النصوص و ربما أرادوه بهذه الصيغة ليميزوه عن الشعر بصياغاة تدخلها الحكمة و الموعظة و البلاغة و قد تبدأ غالبا بالقسم بالأسلوب الوارد أعلاه و هذا النوع يكاد ينطبق على السور المكية حين كلن محمدا ينتمي بشكل كلي الى الجمعة الحنفية و قبل أن يستقل في المدينه بجماعته الخاصة.
و قد ألتقط أديب أسمه أبو العلاء المعري التحدي القرآني فألف كتاب أسماه الفصول و الغايات حاول فيه تقليد النص القرآني فيما يلي قليلا من تلك الغايات و هي من فصل الباء :

اقتباس:"غاية
يسر عبدك لما تحب، واكفه أن يطعن بالوسب، على النسب، وأن يعير، ثم لا يغير، ويجبه غير أريب، بالتثريب. الناس بنو رجلٍ وامرأة ما أدنى المؤتشب من اللباب.

غاية
إئذن في التوبة لعبدك المسيء، طوبى لأكدر، من بنات أخدر، لا يتوقع كائنةً بعد الموت، وهنيا لكدراء ترد مران، في سربٍ حران، تقدس ربها في آلاف مئين في العدد بل الافٍ بالألف، والقاف، والطاء، من قطا كاظمة والأجباب.

غاية
لله العلم المحيط، نجع التأنيب، في المنيب، وهبت ريح ذات صرٍ، بملامة المصر، ياقلب هلم وهات، أأعتبك أم هيهات، جل الأمر عن العتاب.

غاية
أعتصم بقدرة الله من غيثٍ سجم، فما أنجم، ولجمٍ عطس، وسهم شتاتٍ قرطس، وخطبٍ وطئ فوطس، وربنا يثنى الفادحات، وأعوذ بعزته من برق ارتعج، في ليلٍ أدعج وهدر الرعد وعج، وجرى سيل فتمعج، فأيقظ النائم وأزعج، وأثر في الأرض ولعج، وبكى في ضحكٍ وضحك في انتحاب."

الصراحة نظم جميل و متوازن أن أتحدى من يأتي بمثلة بل بغاية واحدة من غاياته
مودتي