{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
ايام من حياتي
النورس الحزين غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 538
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #4
ايام من حياتي
(3)
في الغالب تعمد قوات الاحتلال عند الاعتقال الى بث حالة من الرعب والخوف في قلب المعتقل وفي قلوب اهله ، بحيث انها تحضر باعداد هائلة ومدججه بانواع الاسحلة الخفيفة المختلفة وتعمد الى تطويق المنزل ولربما الحارة جميعها ، كما انه يصاحب عملية الاعتقال في بعض الاحيان طرق بعنف على الابواب او القاء قنابل صوتية لازعاج السكان .

لا اعرف لماذا لم يعمدوا الى اي من ذلك بحيث انه كان اعتقال هادئ او على الاقل في بدايتة .
بعدما دخل الزملاء الى السكن طلبوا مني الوقوف بجانب الحائط ووجهي باتجاه الحائط رافعا يدي الى الاعلى ومباعدا ما بين رجلي ، وبدات هنا عملية التفتيش الجسدي بشكل دقيق ومن ثم وضعوا عصابة على عيني ( عرضها حوالي 10 سم ) وطلبوا مني ارجاع يدي للخلف وتم تقييدي ( بقيود ) بلاستيك صلبة ومن ثم وضع احد الجنود يده على رقبتي من الخلف واخذ يدفعني الى الامام بعنف ، وكأن ذلك الهدوء السابق كان منذرا بعاصفه قوية هوجاء .
قبح الله تلك القيود لطالما كرهتها وكرهت منظرها ومشاهدها ، فلقد فعلت بي العجائب .
لا اعرف ما المسافه التي قد سرتها على الاقدام لان ذهني قد ذهب بعيدا عن الاستمتاع او كره تلك اللحظه ، صدقا لغاية الان لم ادرك حجم المعاناة التي سوف اعانيها ويعانيها اهلي من بعدي ، كنت فرحا كأني ازف الى عروسي او كأني سوف اقوم برحله الى منطقه رائعة او الى حفلة .

وصلنا الى سيارة ( فرود ترانزيت ) على ما اذكر وطلبوا مني الصعود للسيارة والجلوس على الارض وعيني مغمضتين ويدي مقيدتين من الخلف ، يا ويح تلك الجلسة ما اصعبها ، وتبا لتلك القيود التي كلما تحاول تحريك يديك كلما ( شدت ) على يدك .
بعد فترة سفر ليس طويلة بحيث اننا لم نتجاوز حدود بلدة بيرزيت ، انزلوني من سيارة الفورد واقتادوني الى سيارة شحن عسكرية كبيرة ( ناقلة جنود ) ( ترك مان ) واخذ احد الجنود يدفعني لغاية باب الشحن الخلفي ومن ثم مسكني من ( مؤخرتي ) ورفعني للاعلى وللداخل بحيث اصبحت داخل الشاحنة على غير ذي هدى .
وهنا بدأت مأساة القيد تظهر تنذر بخطر كبير قد يحدث ليدي ، شعرت في تلك اللحظات بوجود اشخاص آخرين غيريفي الشاحنة، من انفاسهم وآهاتهم ولكن لم يجرؤ اي منا على الحديث مع الاخر او لم يعرف اي منا الاخر .
انطلقت السيارة قبيل آذان الفجر لاني قد سمعت صوت المؤذن في مخيم الجلزون القريب ينادي للصلاة .

واثناء سير السيارة بسرعة جنونية وبسبب المنعطفات في الطريق المؤدي من بيرزيت الى رام الله ، تحركت كثير على الارض بدون ارادة وبعدم ضبط لحركتي بحيث ضغطت القيود على يدي بقوة وشدة لدرجة انني لم اشعر بكفي يدي واحسست بالدماء تنزف من يدي فصحت (( اخ اخ ايدي ايدي ،،، هي هي حيال - جندي - )) فقال لي احد الجنود بعد ان بصق في وجهي وركلني بقوة بقدمه ( شيكت - يعني اسكت ) فسكتت وكظمت الغيظ والالم .

وصلنا الى سجن رام الله المركزي والذي عرف لاحقا بمقر المقاطعه او ما كان يسمى بمقر المقاطعه لانه اصبحا هشيما تذروه الرياح .
وتم انزالنا على الارض مثل الخراف المذبوحه او كاكياس القمامة بحيث يسحب جندي في الشاحنة احدنا من احد اطرافه ليوصله باب الشاحنة ومن ثم يتلقفنا جندي آخر على الارض ويطرحنا ارضا بدون رحمه او شفقه .

عندها جن جنوي ولم استطع الصبر على الالم لان كفي يدي لم اشعر بهما نهائيا ولان الدم يسيل من رسغي الايمن ، وصرت اصيح باعلي صوتي ليفكوا القيود عني ، سمعني احد الجنود ممن كانوا هنالك بحيث ان الجنود الذين رافقونا في حملة الاعتقال غادروا المنطقة واستلمونا آخرون.

سمعني هذا الجندي وٍسألني ما بك فقلت له ان يدي تؤلماني ، فنظر اليهما وعلى ما اظن انه ادرك حجم الخطر ، عندها احضر سكينا وقام بقص القيود وجعل يدي ترتاح قليلا ومن ثم ربطها بقطعه قماش بدل القيود البلاستيكية وادخلونا الى داخل ما يسمى بـ ( الخشابية ) او مركز التوقيف هناك .

القونا على الارض بدون ان يعرف اي منا الاخر وبدون ان يعرف اتجاه جلوسه ، وبعد لحظات سمعنا صوت احد الجنود يقول لنا انتم موجودين في مركز توقيف سجن رام الله ، وانا اسمي ( كابتن بوعز) مسؤول المركز ، ما بدي حدا منكم يتكلم او يتحرك لبين ما ننهي الاجراءات وتدخلوا على الخيمة .
اثناء حديثه سمعت احد الشباب يتألم فقلت له : من فلان فقال لي : نعم وبعدها اصبح كل منا يتكلم وعرف كل منا الاخر ، وحسب الاصوات التي سمعتها والاسماء التي قيلت كان المجموع (20) شاب من طلبة الجامعة .
عندما سمع ذلك الجندي المسمى بوعز حديثنا جن جنونه واخذ يضربنا بشكل هستيري وعشوائي ، لو قدر لي مشاهدة منظره اثناء ضربنا لكنت قد شبهته بمنظر لاعب كرة قدم امامه العديد من الكرات يضربها في كافة الاتجاهات بدون تركيز .

اخذوا ينادون علينا واحدا واحدا ويأخذون منه المعلومات الاولية ، ويطلبوا منه ان يضع حزامه ورباط حذائه وعلبه سجائره وولاعته وساعته في كيس خاص بالامانات .
وعندما جاء دوري ازالوا القيود من يدي والعصابة عن عيني واذكر وقتها انني قبل ان اضع ساعتي نظرت اليها فكانت الساعة السادسه صباحا ، وقبل ان اسلم علبة سجائري اشعلت سيجارة ، اخخخخخ لم اتذوق طعما للسجائر الذ واطيب من تلك السيجارة ، كنت بحاجة اليها من ساعات ، وعندما لمحني ذلك السافل المسمى بوعز قدم الي وطلب مني ان ارميها على الارض ، فرفضت وعندما رفضت انهال علي بالضرب بيديه ورجليه لكي القيها ، فسحبت مني نفسا عميقا والقيتها بعد ان القى ما في جعبته من غيض وحقد على جسدي .
ومن ثم تم ادخالنا الى الخيم وقمنا بصلاة الفجر جماعة وتعرفنا الى بعض الشباب الموجودين هنالك في الخيم .


....................../ يتبع

سالم
12-14-2005, 02:05 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
ايام من حياتي - بواسطة النورس الحزين - 12-10-2005, 01:34 AM,
ايام من حياتي - بواسطة النورس الحزين - 12-10-2005, 02:00 AM,
ايام من حياتي - بواسطة النورس الحزين - 12-13-2005, 02:07 AM,
ايام من حياتي - بواسطة النورس الحزين - 12-14-2005, 02:05 AM
ايام من حياتي - بواسطة النورس الحزين - 12-15-2005, 02:50 AM,
ايام من حياتي - بواسطة النورس الحزين - 03-11-2006, 02:46 AM,
ايام من حياتي - بواسطة النورس الحزين - 06-07-2006, 01:27 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  هنا تكتمل رتوش حياتي كمبيوترجي 80 27,639 11-03-2011, 06:11 PM
آخر رد: كمبيوترجي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS