{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
ايام من حياتي
النورس الحزين غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 538
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #5
ايام من حياتي


(4)

بعد ان استرحنا لفترة 5 ساعات تقريبا تخللها تناول الافطار والحديث الذي يشوبه المرح احيانا والقلق والترقب احيانا اخرى، حضر ذلك السافل المسمى ( بوعز) واخذ ينادي على بعض الاسماء من الشباب ويخرجهم من الخيمة بحيث لم يبقى منا غير ثلاثة انا واثنين من الاصدقاء ، ولقد علمنا من الشباب المتواجدين في الخيمة ان هوؤلاء سوف يذهبون الى معتقل الفارعة ، اما انتم لربما الى التحقيق في احد مراكز التحقيق مثل عسقلان او المسكوبية ( في القدس ) .
وهنا لمعت في ذهني خواطر الايام الماضيه ورؤيتي البعيده لشاطئ عسقلان وحلمي بدخول ذلك السجن والتعرف على الاسود الرابضه هناك .
لم يدم تفكيري طويلا حتى نادى علينا السافل بوعز وبعد اجراءات بسيطة كان من ضمنا التقيد بقيود البلاستيك من الامام وتعصيب العينين ، اركبونا في سيارة متسوبيشي ( باص ) ولم يخبرونا الى اين نحن ذاهبون .
واخذت السيارة بالسير ،وهنا لا يمكن الا لمجرب كيف هو السير على غير ذي هدى لا تعرف الشرق من الغرب او اليمين من اليسار لانه بالاضافه للتقييد وتعصيب العينين كان احد الجنود يصرخ فينا كل حين لخفض رؤوسنا .
وهنا بدا الافكار تنهال من رأسي مثل زخات الرصاص وصرت اقدر الى اين نحن سائرون هل للقدس ام عسقلان ، في لحظه معينه قمت بخطوة جريئه كلفتني كف على وجهي ورقبتي وجهت فيها رأسي نحو الشباك واستطعت من خلالها تقدير اتجاه الشمس حيث كان على يميني فاجزمت حينها اننا متجهون صوب الجنوب ، وبما اننا كنا كل لحظة نتوقف فاعتقد ان ذلك بسبب الاختناقات المرورية والاشارات الضوئية وهنا اجزمت اننا في مدينة القدس وبين لحظة واخرى سوف نصل الى مركز تحقيق المسكوبية ، ويا ليتني لم افكر ذلك التفكير او اصل لتلك القناعه ، لان مجرد اقتناعي بفكرة الذهاب للمسكوبيه اصابتني رعشه اوجست خيفة مما يتنظرنا هناك حيث كنت اعلم المسكوبية كانت تسمة بالمسلخ لكثر الوان واصناف العذاب الذي يمارس فيها ، فمن الشبح الى الهز العنيف الى التعرض للهواء البارد الى الحرمان من النوم والكثير الكثير من فنون العذاب .

لم نصل الى المسكوبية حيث ان المسافة قصيرة جدا ما بين حاجز القدس الشمالي ( الرام ) وشارع يافا حيث مركز المسكوبية اذن نحن متجهون الى اقصى الجنوب ، وهنا لم يخطر ببالي غير سجن الخليل المركزي وبه ايضا مركز للتحقيق ليس بافضل حال من مركز المسكوبية ، وهنا اواكلت امري لله ونسيت التفكير بموضوع الرحلة وخرج تفكيري الى حيث املي ووالدي واخوتي وكيف سيعرفون وماذا سيحدث لهم عندما يعرفون الخبر ،
ما ردة الفعل المتوقعه من رجل مثل والدي ( رحمة الله ) وهو الذي كان مصابا بمرض السكري ولم يمضي 5 سنوات على العملية الجراحية التي اجريت له لاستئصال بعض الخلايا السرطانية ، ماذا سوف يحدث لامي التي ليس لها غيري واخي والذي كان وقتها في الاردن .
صراحه شعرت بتدفق الدم من عروقي لاني بدات بوضع سيناريوهات وحبكات لفلمي الطويل والذي لم تعرف بدايته بعد .
لذا انهيت التفكير بالموضوع واظنني اخذتني سنه من نوم ولم افق الا على صوت حفار يحفر بالصخر ( باجر ) واحد الزملاء يوقظني ويخبرني اننا امام سجن ( الظاهرية ) .
تبسمت قليلا لانه ولا اعلم السبب خطرت في بالي اغنية كنت قد سمعتها من بعض الشباب الذين اعتقلوا في السابق
كانت كلمات المقطع الاول من تلك الاغنية
ظاهرية تجمعنا صفوف صفوف
عالمنية تعاهدنا وما نعرف خوف
وهنا قاطع تفكيري احد الجنود عندما سألنا بالعبرية ( تشتي كافيه ) قلت له : نعم ، فاحضر لي كأسا من القهوة وبدأ بشربه وكأنني لاول مرة اتذوق طعم القهوة ، بعدها سألنا بالعبرية ايضا : ( روتسيه سيجاريا ) ، قلت له : نعم ، اعطاني نصف سيجارة ودخنتها بشراحه وكانها قطع من جبنه ، وعندما انهيتها ، سألني : روتسيه عود ، فاجبته : نعم ، عندها وضع سيجاره في فمي واشعلها ، في تلك الاثناء طلب منه احد الشاب ماء ، فذهب الجندي واحضر زجاجة ماء شربنا منها جميعا .
بعد حوالي نصف ساعة من وصولنا الى باب سجن الظاهرية ادخلونا الى الداخل بعد ان نزعوا العصابات والقيود عنا ،
عندما تدخل الى ساحة السجن تظهر لك جزيرة مبنية من الحجارة الصغيرة وبها مزروع انواع شتى من الورود ، ويبدو على يمينك والذي عرفته لاحقا مبنى الادارة وامامك مباشرة المخازن وخلف المخازن تأتي زنازين وخزائن التحقيق ، وعلى يسارك تبدو لك ساحة السجن (مكان الفورة - مكان نزهة واستراحهالمعتقلين اثناء خروجهم من الغرف ، وبجانب الساحة تتموضع الغرف .

لعلي لم اخبركم مسبقا انني من العاشقين جدا للمغامرات وترقب المجهول بلهفه ، لذلك بعد نظره فاحصه وسريعه للمكان لا تتعدى الثواني ، اخذت بالتفكير وترقب الخطوة اللاحقه بكل شغف .
وقد كانت الخطوة اللاحقه هي الوقوف عاريا الا من الملابس الداخلية التحتية امام شخص يلبس الثوب الابيض ويعرف نفسه على انه طبيب السجن ويريد وضع ملف طبي لي وعلي الاجابه على تساؤلاته ، حيث سألني ان كان في امراش مزمنه او معدية او غير ذلك .
اجبته بشكل سريع وباختصار لاني متلهفا لما بعد ذلك وهي النقطه الاهم والاولى على عتبة السجن ( الا وهي مرحلة التحقيق ) .
وبعدها نقلوني الى قسم البصمات وغمسوا يدي بالحبر الاسود واخذت بالتبصيم على ورقه بيضاء ، حيث كانت آلية التبصيم اصبعا اصبعا ثم كف اليد جميعه ( يعني بصم بالعشرة )
وبعدها كانت الخطوة التالية ......................





......................../ يتبع


سالم
12-15-2005, 02:50 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
ايام من حياتي - بواسطة النورس الحزين - 12-10-2005, 01:34 AM,
ايام من حياتي - بواسطة النورس الحزين - 12-10-2005, 02:00 AM,
ايام من حياتي - بواسطة النورس الحزين - 12-13-2005, 02:07 AM,
ايام من حياتي - بواسطة النورس الحزين - 12-14-2005, 02:05 AM,
ايام من حياتي - بواسطة النورس الحزين - 12-15-2005, 02:50 AM
ايام من حياتي - بواسطة النورس الحزين - 03-11-2006, 02:46 AM,
ايام من حياتي - بواسطة النورس الحزين - 06-07-2006, 01:27 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  هنا تكتمل رتوش حياتي كمبيوترجي 80 27,579 11-03-2011, 06:11 PM
آخر رد: كمبيوترجي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS