يقول :

الأسماء الحسنى لا تحدّ بعدد

الأسماء الحسنى لا تدخل تحت حصر ولا تحد بعدد

وهذا من عظمة الله سبحانه وتعالى .. فإن العظيم الكامل فيع ظمته يجب ألا تستطيع العقول احاطة بأسمائه وصفاته , ( وهنا نقطة هامة : أنه هناك فرق بين الذي يعتبره العقل مستحيلا - كالتثليث مثلا - وبين مايعتبره العقل محيّرا ولكنه ممكن عقلا - مثل ارتفاع الله وفوقيته على عرشه .. ))

فجعل أسماءه ثلاثة أقسام :

قسم سمى به نفسه فأظهره لمن شاء من ملائكته أو غيرهم ولم ينزل به كتابه

أي كتبه السماوية التوراة والانجيل والقرآن , كماقال الله تعالى : وقل آمنت بما أنزل الله من .

وقسم أنزل به كتابه فتعرف به إلى عباده

لأننا لايمكننا التعرف على الله الذي لم نره الا من خلال اسمائه وصفاته , وهذا خير وسيلة للتعرف التام الكامل ..

فأنت مثلا قد يوصف لك شخص بصفاته الحسنة الجميلة فتحبه حبا شديدا وتودّ أنك تراه وتشتاق لرؤيته , أليس كذلك ؟

كذلك الامر هنا : فالله سبحانه له صفات الجمال والجلال في منتهى الكمال وغايته ونهايته .. ليس لاحد من خلقه جمال كجماله ولا كمال مثل كماله ..

ولهذا كانت معرفة ودراسة اسمائه وصفاته من أوسع الابواب الى معرفته حق المعرفة , ويكون ذلك من خلال القرآن الكريم الذي لم تخل سورة واحدة منه من ذكره سبحانه وذكر أفعاله ونعمه التي لاتعد ولاتحصى ..



وقسم استأثر به في علم غيبه فلم يطلع عليه أحد من خلقه

ولهذا قال : ((استأثرت به )) أي انفردت بعلمه



وليس المراد انفراده بالتسمي به، لأن هذا الانفراد ثابت في الأسماء التي أنزل بها كتابه . ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة : (( فيفتح عليَّ من محامده بما لا أحسنه الآن ))وتلك المحامد هي تفي بأسمائه وصفاته .

ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : (( لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ))

مع انه صلى الله عليه وسلم أعرف الخلق بالله : الا انه لم يحط بمعرفة كل اسمائه ..ومن ثم قال : لا أحصي ثناء عليك

أي لاأستطيع ايفائك حقك في الثناء ( والثناء هو المبالغة في المدح , فالمدح اذا تكرر وزاد كان ثناءا في لغة العرب )

وأما قوله صلى الله عليه سلم : (( إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة)) فالكلام جملة واحدة .

بمعنى ان هناك من اسماء الله التي لاتحصى : 99 اسما من عبّد لله بها دخل الجنة .كما يقول المؤلف :

وقوله (( من أحصاها دخل الجنة )) صفة لا خبر مستقبل . والمعنى له أسماء متعددة من شأنها أن من أحصاها دخل الجنة . وهذا لا ينفي أن يكون له أسماء غيرها . وهذا كما تقول لفلان مائة مملوك قد أعدهم للجهاد فلا ينفي هذا أن يكون له مماليك سواهم معدّون لغير الجهاد وهذا لا خلاف بين العلماء فيه .


وصلى الله على محمد وآله ..

الحلقة القادة ان شاء الله نبدأ ونشرع في شرح الاسماء الحسنى بعدما انتهينا من هذه القواعد ..

(f)