اقتباس:  اسحق   كتب/كتبت  
الزملاء الأعزاء
شكرا لكل من شارك فى الموضوع و شرفه بمداخلته .
ما وددت قوله هو ان هناك عبارة فى التوراة ( العهد القديم ) يغفل عنها البعض رغم أنها أساس الموضوع .
فالأكل من الشجرة هو الأمر الذى استحوذ على أفكار الجميع من كل الديانات و منها المسيحية بالطبع و لكن المشكلة لا تكمن فيها بقدر ما تكمن فى عبارة " فاختبأ آدم و امرأته من وجه الرب الإله فى وسط شجر الجنة " ( تك 3 : 8 ) . فالسقوط أمر وارد و لكن بالإختباء صنع آدم حاجزا و فصل نفسه عن الله و ما اتصوره هو انه لو كان آدم ذهب إلى الله و اعترف بخطيته لكان حدث ما ذكرتموه من مغفرة و لكن آدم لم يفعل هذا بل إختبأ و لم يبادر بالإعتراف لله و من هنا كان الحل الإلهى فى سكنى الروح القدس فى الإنسان .
تحياتى

Gn:3:10:
10 فقال سمعت صوتك في الجنة فخشيت لاني عريان فاختبأت. (SVD)

لم يكن هروب آدم هروبا من الله وإنما حياءا منه فقط ..

وهذه صفة محمودة ..

الله لايمكن عقلا حلوله في مخلوقاته لانه أكبر من ذلك وأعظم .

أكرر : الله نهى آدم عن الاكل من الشجرة لانه يريد ظهور صفات المغفرة والرحمة التي لايمكن ظهورها الا من خلال الذنب ثم التوبة على المذنب المستغفر المسيء ..

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ

وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ

فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ

فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ

هذه الكلمات التي تلقاها آدم من ربه وعلمه اياها هي التي وردت في سورة الاعراف :

قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ


فالمسألة في التصوّر الاسلامي لا تدور حول محور آدم بقدر ماتدور حول محور : اللــــــــــه نفسه .

الله هو أصل الكون وهو الذي خلق هذه القصة كلها لكي تظهر آثار أسمائه وصفاته .


تحياتي .

(f)