اقتباس:  الختيار   كتب/كتبت  
تحياتي للجميع

على هامش الموضوع

سواء صدق محمد في كلامه أم لا ، فلا أدري ما قيمة النبوءة العسكرية ، و هي احتمال من اثنين ، يعني إنا أن يفوز فلان أو يخسر ، فلو فاز الرومان ، بقيت الآية كما هي ، و إن خسر الرومان ، فلدينا عدة حلول ، إما أن تصبح الآية منسوخة ، أو من المتشابه ، أو تصبح القراءة الأخرى و التي تم تجاهلها بعد أن فاز الرومان ، و هي عكس الضمائر فتصبح الآية "غَلبت الروم ......... و هم من بعد غلبهم سيُغلَلبون" و هي تعني معنى مناقض للغاية ، و لكن بما أن الواقع أكد معنى الآية الأولى ، فيقيناً ستسقط القراءة الثانية و تصبح ضعيفة .  

من جهة أخرى ، نجد من هواة جمع المعجزات و النبوءات كلام على نبوءات من نوع "إنا فتحنا لك فتحاً مبينا" و الأحاديث التي يتكلم بها نبي الإسلام عن انتصاره على الكفار في المستقبل .

بالله عليكم قولوا ، هل يوجد قائد واحد في التاريخ لم يقل لجنوده أنهم سينتصرون في المعركة ؟؟؟


هل يوجد قائد واحد عاقل في التاريخ يقول لجنوده أنا أقودكم إلى معركة سنُهزَم بها ؟؟؟


هل بوش نبي عندما قال أنه سيهزم العراق في الحرب ؟؟؟

لا أعتقد أن النبوءات العسكرية برمتها ذات بال ، إذا أدركنا أبعاد الحرب النفسية على الأعداء و الحرب المعنوية لرفع معنويات الجنود .


تحياتي

عزيزي الختيار

لا يهمني هدف حوارك لكن لا داعي لفلسفة الامور بهذه الطريقة.

لم يكن هناك اي امل بانتصار الروم بعد الهجوم الفارسي المشهور ، و هناك اجماع بين مؤرخي الغرب و الشرق انه لم يبق الكثير من الوقت لابادة الروم بعد ان خسروا الهلال الخصيب و مصر ... و انتصارهم بعد ذلك يعتبر من الامور الغريبة و غير المتوقعة اطلاقا.

اما تنبؤ محمد بنصر عرب الحجاز على الروم و الفرس فهو يشبه التنبؤ بانتصار دولة افريقية على امريكيا و روسيا في عصرنا الحالي. و عليك ان تعمل مقارنة بين القوى البشرية و الاقتصادية و الحضارية لتتيقن من كلامي.

لا يمكن نسخ اية الروم لانها عبارة عن مراهنة مع زعماء قريش. و بدون تفسيرات دينية، فان التاريخ البشري لم يعرف قائد واثق من النصر مثل محمد.

من حقك ان تدافع عن افكارك ،لكن عليك عدم تجريد الحقائق التاريخية من اجل ان تفوز بالضربة القاضية. للاسف ما اراه من محاولة تجريد محمد من كل فضيلة و لو برفض حقائق تاريخية يذكرني بالوهابيين الذين لا يرون العالم الا اسود او ابيض.

انسان متواضع الحال يعيش بين قبائل معدومة ومتخلفة في صحراء نائية ، فيخوض معارك لا يتجاوز ضحاياها مجتمعة الالفي قتيل و يعد شعبه بالسيطرة على الروم و الفرس و القسطنطينية و روما!!في زمننا فهو يشبه زعيم حرب صومالي يسعى لتوحيد الصومال و اخضاع الامريكان و الروس!!

هل تستطيع ان تتصور ثقة محمد غير الطبيعية و ايمانه بما يدعو له؟ بل هل تتصور ان يتحقق معظم ما تنبا به في جيل واحد.

لماذا اليهود و بقية شعوب العالم يتباهون بزعمائهم الحقيقيين و الاسطوريين الا بعض العرب الذين لا هم لهم الا جلد الذات؟ فلو لم يكن محمد رسولا الا يكفي ما فعله لتوحيد العرب و هزيمة الغطرسة الفارسية و الظلم الرومي؟