اقتباس:  آمون   كتب/كتبت  
أشاركك الإعجاب بعاصفة الرمال الصاعقة التى خرجت من الجزيرة لتغزو وتفتح ما شاء الله لها أن تغزو وتفتح .
 
لكن المثال الذى ضربتَه أبعد ما يكون عن التوفيق فى ضوء الحقائق التاريخية المتوفرة عن طبيعة وأحجام وأحوال القوى التى واجهتها حركة الفتوح الإسلامية ، فلا العرب كانوا مثل افريقيا ولا الفرس والروم كانوا مثل روسيا وأمريكا .

الفرس والرومان كانتا قوتين فى طور الأفول الذى دخلتا فيه قبل ظهور الإسلام بعدة قرون ، ويكفى فقط أن تراقب تاريخهما ولو فى خطوطه العريضة فى الفترة ما بين بين ظهورهما التاريخى أول مرة وبين هزيمتهما أما المد الإسلامي لتدرك أن هاتين قوتيتن أستنفدتا قوة زخمهما تماما وأصبحتا أشبه بثمرتين ناضجتين للقطف وهذا ما تولاه العرب المسلمون .

مع ملاحظة أن الرومان الذين نتحدث عنهم هم رومان "الشرق" البيزنطى الأرثوذوكسي ، وكما تعرف لما اقترب المسلمون من رومان "الغرب" اللاتينى الكاثوليكي تلقوا رد فعل عنيفا جدا فى شبه الجزيرة الأيبرية  .

وسنة التاريخ التى لا تبديل لها والتى جرت على الفرس والروم وأسقطتهما فى يد المسلمين ، جرت على المسلمين بدورهم وأسقطتهم فى يد غيرهم إلى أن انتهى بمعظمهم المطاف إلى عهدة "قبائل" الأنكلو - ساكسون الخارجة من جزيرة معزولة شمال المتوسط  ، والبقية فاز بها الفرنسيون والهولندون وغيرهم من الفاتحين الأوربيين.

أريد أن أقول أن لدينا من المعطيات ومن حقائق حركة التاريخ ومنطقه ما يكفى لتفسير حركة الفتوحات الإسلامية وغيرها  دونما حاجة إلى استدخال أي عوامل غيبية فى الأمر  .  

عزيزي امون

انا لا افسر التاريخ بامور غيبية ، لكن يجب ان لا نقلل من تنبؤ محمد بهزيمة الفرس على يد الروم و انتصار العرب على الفرس و الروم. لا شك ان الروم و الفرس لم يكونوا في قمة حضارتهم ، لكن الايمان بان بضعة قبائل في المدينة لا يتجاوز عدد افرادها عشرة الالاف ستخضع بلاد فارس و الروم ذو الثلاثين مليون ، لا شك انه ثقة مفرطة.

اما الاندلس فهي سقطت على يد 70000 فارس رغم ان سكانها عشر ملايين، و تم اخضاعها 800 عام.

الحضارة الاسلامية سقطت بعد صراع طويل استمر اكثر من اربعة قرون.
و على الجانب الاخر احتاج الجرمان و الانجلوساكسون الى عدة قرون ليتحضروا.

اي ان البعد الزمني لا يزال يؤخذ بعين الاعتبار.

منطقيا اي شعب متخلف يستطيع ان ينهض و لكن على الاقل يحتاج لمرور جيل كامل ، لكن تفوق عرب الحجاز حدث خلال جيل واحد و هو جوهر الاختلاف.

و علينا ان نتذكر ان محمد وعد سراقة بن مالك بسواري كسرى ان كف عن ملاحقته اثناء الهجرة ، و كذلك نبؤته بسقوط بلاد فارس و الشام و العراق و مصر.

و مما يجدر ذكره ان محمد ارسل رسالة الى مسيحيي نينوى في العراق يضمن حماية كنائسهم و حريتهم الدينية بعد فتح المسلمين لبلادهم. و لا تزال النسخة الاصلية لهذه الوثيقة و معها ترجمة اشورية محفوظة في كنيسة الموصل.