الزميل المحترم / وليد
محبة و سلام

طبعا أنا كمان أشعر بإغتراب شديد هنا و أتصور أن كل من هو ليس مسلم سني يشعر بهذا الإغتراب ... بل أقول لك أن إنتمائي لهذا البلد فتر جدا.
و لهذا فأنا أتصور أنه أي نظام لا يستوعب أبناؤه يتطور او يموت ... علشان كده أنا نفسي الإخوان يحكموا علشان المصريين يتحطوا في المزنق ده.
إما التطور او الموت ... ليس هناك خيار ثالث.
أنت تقول :
------------------------------------

أن الشعب البسيط حين يرى الفردوس و قد تحول لبحور دم و تقطيع أطراف و مذلة دائمة و فقر و تخلف - ليس معناه أن يعود لرشده و يثور - فالشعب المصري تمر عليه قرونا طويلة و هو متكيف في ثبات عميق. و التكيف بمفهومه هو (المشي جنب الحيطة و بداخلها أحيانا).

المتوقع أنه بعد خراب حلم الفردوس أن ينحو الموضوع نحو الطريق الأفغاني - أي التدخل الخارجي - و يالهول هذا الحل.

-----------------------------------

المشكلة ليست في أن مصر حين تتحول إلي بحور دم لن يثور المصريين ... لا أتصور هذا.
على الأقل إن لم يثوروا سيكرهون النظام و بالتالي لن يؤيدوه و مع موت الزعماء سيتغير.

المشكلة الرئيسية في القناعة الشعبية و هو ما اتمنى أن يتغير و أي شئ آخر قابل للإصلاح.
أعطني شعب يكره الحكم الديني حتى و لو كان يحكمه حركة طالبان ...
لن يكره المصريين حكم الإسلام ما لم يحكمهم الإسلام ..

و لكني لا أتصور أن تلك هي المشكلة ...
المشكلة في أن المصريين الآن ليس لهم عقيدة و لا حتى الإسلام .. الإسلام في جوهرة سلطة و صلاحيات أكثر من أي شئ آخر, و كل من يحب الإسلام أتصور أنه يحبه لاسباب عديدة أهمها الصلاحيات التي يعطيها لهم و السلطة التي يحصلون عليها بركوبهم لتلك الموجة.
و المصريين بالذات بكل طوائفهم محترفي سلطة ...
تستطيع حكومة حزب وطني أن تؤمن مجانية تعليم و رغيف عيش رخيص مع انها حكومة رأسمالية و تستطيع أن تستفتي طوب الأرض في قوانين الأحوال الشخصية مع انها تدعي العلمانية ..

ما أتصوره أنه بمجرد ان يحصل الإخوان على الحكم لن ينفروا أحدا منهم لتلك الدرجة .. هيعملوا بهلوانات لكي ما تطول أيامهم على الكرسي و لن يقوموا بأي تغييرات كبيرة مؤثرة و منفرة بالعكس ...
و لكنهم سيقضون على الثقافة و الفنون و التعليم و البحث العلمي أو ما تبقى من هذة الأشياء و هذة الأشياء هي مستقبل البلد كله ...
هم لن يقضوا مثلا على المعابد و التماثيل الفرعونية أو يقوموا بالتضييق على الأنشطة السياحية مثلا و لكنهم سيمولوا حملات تبشيرية واسعة و سيجعلون التعليم دينيا على نطاق واسع و سيدعمون التعليم الأزهري ...
أنا لست متأكدا في الواقع من موقفهم من السياحة و فوائد البنوك و خلافه ..
و لكن ما أنا متاكد منه هو لو أن مرشد الإخوان شخصيا خير بين أن ينكر ما هو معلوم و صحيح في الإسلام مقابل ان يطول مدة حكمه أسبوع فإنه سيفعل .... و هذا ما لا أتمناه.
ما اتمناه هو ان يتمسك هؤلاء بإسلامهم كاملا غير منقوص ... لو كانوا شاطرين.
فليحرموا ساعتها ما يحرموه الآن كاملا و لا يتنازلوا عن شئ و بعدها سنتفرج ...
لو أقام الإخوان الإسلام كاملا على المصريين لن يسقطهم الأمريكان و لا اليهود .. المصريين هم الذين هيحدفوهم بالطوب و بعد ذلك ستجد رجل الشارع الغير متعلم يؤكد أن فصل الدين عن السياسة هو أهم شئ.
و ربما ساعتها تجد الكثير من المصريين قد كفروا بالإسلام.