{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
يافا، حيفا، عكا والعلماني.. وأشياء أخرى
Jerry غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 262
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #29
يافا، حيفا، عكا والعلماني.. وأشياء أخرى
تبادل أطراف الحديث مع العلماني تعني حديثا متجددا لا ينضب، ولأكون أكثر دقة في الوصف والإيضاح فإنه يندر أن تحدثه في أمر دون أن تسمع تعليقاً أو جواباً من شخص عارف، تعليق يحتضنه الود والتواضع حتى أن المرء ليتعجب لم مثل العلماني مضطر للتواضع إلى هذا الحد.

يرفع العلماني هاتفه الجوال أو بالأحرى هاتف أخته الذي استولى عليه لحظة وصوله يحاول الاتصال يمنة ويسرى باحثاً عن صاحب الصوت الأجش فهو معني بأن ألتقيه وأنا نفسي بت متعلقاً بالأمر منذ اللحظة التي سمعت بها صوته وأكثر لكثرة ما وصفه لي.

كان الجو صيفياً إلا أنّ صيف الجليل محبب بطبيعته متناغم ومتناسق كقصيدة زجلية يتدرج ببطء ولكنه يتحرك برونق خاص، فارتفاع درجات الحرارة وهبوطها في الجليل لا بد أن يكون مصحوباً بنسمات هواء عليل تداعب أوراق الشجر المنتشر في كل مكان وكأنها تمر لتحمل معها عبق الطبيعة قبل أن تداعب البشر.

محظوظون هم أولئك الذين يعيشون في الجليل من ناحية الطبيعة.

لم يكد يمض طويل وقت وإذ بي ألحظ رجلاً واقفاً بالبيت ببنطاله الرمادي الأنيق وقميصه الأزرق الفاتح، وحذائه الأسود الجلدي، غريب حقاً حين يكون للفلاح ذوق ألماني في ملبسه بدلا من الذوق الفلكلوري المعهود عادة. صوته وهو يتحدث يبدو أكثر من أجش بكلمات أخر أشبه برعد الطبيعة في يوم ماطر تسر له وتخشى منه ولكنك بكل الأحوال تقف أمامه بإجلال وإحترام.

ما كاد الرجل يلحظ مجلسنا حتى جاءنا مسرعا بوجه بشوش وإبتسامة تهلل، مرحباً مبتهجاً. قلت في نفسي رائع هو أناقة ألمانية ورشاقة شبابية وشيب وقار غطى رأسه وترحيب ضيافة عربية. جمع غريب والأغرب هو أنه يأتيك متناسقاً فلا تشعر معه بنشاز. مد يده مصافحا مرحباًن يداه خشنتا الملمس تخبراك أنه رجل كثيراً ما إعتنى بالطبيعة والأرض وكثيرا ما اعتنت هي به أيضاً، إن صافحك يقبض على يدك وكأنه قابض على غصن شجرة حتى لتكاد تصرخ من الألم وأنت تشعر بعظام يدك ومفاصلها المسحوقة في قلب يده وبذات الوقت تنسى ألمها أمام روعة إبتسامته وعذوبة كلماته المرحبة.

حسناً كما خمنت إنه والد العلماني؛ قدمني العلماني لوالده وقدم والده لي ثم شرح لوالده صداقتنا الطويلة والتي إمتدت عبر الإنترنت وأثير الشبكة العنكبوتية، صداقة جعلتني أنا والعلماني نطرق باب الحديث عنها أكثر من مرة في ذلك المجلس فهي لعمري أغرب من أن تروى أو توصف، فكلانا لم يجد أدنى صعوبة ف التفاهم مع الآخر ولا حتى في قراءة تعابير وجهه برغم أننا لم نلتق سابقاً أبدا ولا حتى عبر كاميرا مثبتة في الكمبيوتر.

نظرات والد العلماني كانت تفضح دهشته، فكيف لإثنين لم يلتقيا أبداً من قبل أن يجلسا بأريحية مطلقة وكأنهما ولدا في بيت واحد وتربيا في غرفة واحدة؟! ووراء نظراته ترى إن أمعنت إنقباضة سريعة في حدقة عينه، إن كنت خبيراً بهذه اللغة ستدرك على الفور ودون شك أنها لحظة تصميم وقرار بأن لا يترك نفسه بمعزل عن عالم الشبكة العنكبوتية الجديد.

يتبع >>
12-20-2005, 12:16 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
يافا، حيفا، عكا والعلماني.. وأشياء أخرى - بواسطة Jerry - 12-20-2005, 12:16 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  مقاه زمان (في بيروت ... ولربما في أمكنة أخرى بعدها ) .... العلماني 2 1,224 06-07-2012, 02:29 PM
آخر رد: العلماني
  الجوكر و أنا و أمور أخرى NigHtMaRE 11 2,773 06-30-2011, 03:14 AM
آخر رد: الجوكر
  فوبيا الصليب ... ظاهرة مرضية أخرى Free Man 6 3,175 11-26-2010, 11:42 AM
آخر رد: Free Man
  مبروك يا علماني سينقلونك من حيفا الى رام الله بسام الخوري 9 2,419 10-03-2010, 08:29 AM
آخر رد: بسام الخوري
  الزهق ، الملل وأشياء أخرى كائن فضائى 0 978 09-07-2010, 05:40 PM
آخر رد: كائن فضائى

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS