الجلابية بشكلها الحالي ما عُرفت في عصر الإسلام الأول ولا عند العرب في ذاك الزمان فيما أعلم، وإنما كان العرب يلبسون السراويل والإزار، ومن كان صاحب مال جعل فوق الإزار أو السروال قميصا أو رداء، وعرف أهل الجاه والمال البُرنس وهو أشبه ما يكون بلباس المغاربة هذه الأيام، وهو شبيه بالجلابية يتصل بها غطاء للرأس، وكانوا يلبسونه فوق السراويل، ولبس الأفغان والباكستان اليوم لعله أقرب ما يكون من لباس العرب العاملين ذاك الزمان، وهو ما يُعرف بالسروال والقميص، والذي قيل إن أول من لبس السراويل سيدنا إبراهيم عليه السلام، وأما في حالة الاسترخاء في البيوت فالإزار الذي يستر ما بين السرة إلى الركبة فحسب ومن غير رداء، وفي حالة طلب العلم والخروج إلى الناس بما لا يحتاج حركة وجهد بدن فالإزار والرداء والعمامة أو القلنسوة، والرداء أو القميص يكونان ساتران للقبل والدبر، والعربي لا يقوم بين الناس من غير رداء فوق الإزار أو ساترا لموضع القبل بالذات خشية بروزه بانتصاب وخلافه، ولهذا يقال لصاحب الإزار إن قام بين الناس من غير ردائه عُريانا، وقد ورد ذكر هذه الأنواع عند البخاري في صحيحه عن ابن عمر أنه قال: (سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما يلبس المحرم فقال لا يلبس القميص ولا السراويل ولا البرنس ولا ثوبا مسه الزعفران ولا ورس فمن لم يجد النعلين فليلبس الخفين وليقطعهما حتى يكونا أسفل من الكعبين).

وعليه فالرأي أن الصالح والأصلح للحركة والعمل، بل والأسلم كذلك السراويل والقمصان الساترة للقبل والدبر، بحيث لا يصف الجسم ولا يظهر ما يُحرج منه الرجل، لا سيما إذا كن في مجتمع نسائي وصاحبنا بصباص أو بصبوص.:D