روزا لوكسمبرج
عضو رائد
    
المشاركات: 825
الانضمام: May 2003
|
الشخصية الأنثوية و الشخصية الذكورية .... هل كل الرجال أوغاد ؟
منذ مراهقتي المبكرة وأنا أعتبر أمي هي عدوي الأول في هذه الحياة, مارست أمي علي كل أنواع القمع المختلفة, تصنتت على التليفون لتسمع ما أقوله عنها لصديقاتي, إلقت الكثير من كتبي من النافذة, قطعت أوراقاً كثيرة من مذكراتي, مزقت ملابسي التي لا تعجبها..الخ. فضلت أمي -ومازالت تفضل- أخي الأكبر لأنه الذكر, وتفضل أختي لأنها نموذج للفتاة المطيعة والهادئة. أما أنا, المتمردة الصغيرة وصانعة المشاكل, كنت عبئاً ثقيلاً عليها برغم أني متأكدة تماماً من حبها لي. فكرت في سن الثانية عشر في الإنتحار هروباً من تسلطها, وفي السادسة عشر تعلمت الطهي لأنني لم أطيق أن أتذوق طعامها.. وفكرت طويلاً في تدبير الجريمة الكاملة لأتخلص منها للأبد.
كانت أمي كابوساً بالنسبة لي لسنوات طويلة.
الأن.. أفهم تماماً إضطرارها للعب ذلك الدور بعد أن تخلى عنها أبي -كما يفعل أغلب الآباء- لتصبح المسؤل الأول عن تربية ثلاث أطفال بمشكلاتهم التي لا تنتهي, ليبقى هو بعيداً بدرجة تسمح له بلعب دور القاضي المرن والمستعد دائماً لتجاوز الخطأ بدون تأنيب أو عقاب. يرانا لساعات قليلة كل يوم ليحكم في مشكلاتنا مع أمي ويسألنا عن دراستنا ويضحك ويلعب ويتناقش معنا, ثم يتركنا ليعود لعمله مرة أخرى.
لم أعد أكره أمي كما في السابق وإن كنت لا أحتمل الجلوس وحدي معها لأكثر من 10 دقائق. أشفق عليها لأنها ورطت نفسها في منافسة غير عادلة مع أبي الذكي والمتفتح والحنون لأقصى درجة.
أمي الأن وبعد أن إنفصلت عنها نهائياً بسبب كل هذا التاريخ "المعقد" بيننا, تطبخ مخصوص لأجلي -وإن كانت لا تعرف حتى الأن أنواع الطعام المفضلة لدي. تصنع من أجلي كل أنواع الحلويات -أكره الحلويات. تشتري لي الهديا -على ذوقها الخاص- لإقناعي بالعودة للحياة معها من جديد.. فقط لإقناعي بالعودة للحياة معها من جديد!!
لم تدرك أمي حتى الأن أنها فقدتني تماماً وهذا يصيبني بالجنون والغضب الشديد منها أحياناً
روزا
|
|
12-21-2005, 03:22 PM |
|