عزيزي الدارقطني
سأدع هذا الجدال الذي لن يجدي في شيء لأننا من مدرستين مختلفتين : أنت من المدرسة السلفية التقليدية، وأنا من مدرسة الكتاب والحكمة.

اقتباس:
================================
بل هو رأي بنيته على كتب مفتريات على الله ونبيه عليه السلام.
===================================
بل أنت الذي تفتري علي ما لم أفعله. أنا يا سيدي لا أقرأ لا للسلف ولا للخلف ، وكلامي هذا الذي قلته لم أقتبسه من أي كتاب .
انتظرت كثيرا لعلك تأتي بدليل يثبت بطلان كلامي فإذا أنت ليس معك إلا دليل (قالوا له).
اقتباس :
=============================
ويبقى قولك هذا الذي بنيت عليه وقوع الصلب بلا دليل إلا مجرد ظن لا يُغني عن الحق شيئا.
============================
بل جئت بأدلة من الكتاب ومن الحكمة، ولو أنك نقلت كلامي كاملا إلى علماء الدين واللغة ثم انتظرت بم يحكمون لكان خيرا من تسرعك في اتهامي بالافتراء.
اقتباس :
========================================
ولكن الحكمة في نزوله عليه السلام آخر الزمان، وهذا أيضا بنص القرآن والحديث الصحيح (وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم ولا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين) (والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم بن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد) وهذا الحديث اتفق عليه الشيخان من حديث أبي هريرة، بل اتفقت عليه الأمة الإسلامية..
======================================
أولا : الآية (وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم ولا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين) 61 الزخرف. لا تتكلم بتاتا عن عودة المسيح عليه السلام وإنماهي شرح وتفسير للمثل الذي ضربه الله الذي هوالمسيح في الآية التي ابتدأ الله بها الكلام عن المسيح :
وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ)57 الزخرف .
فالمسيح ضربه الله مثلا في نفسه وفي ما جاء به لمن ينكر اليوم الآخر (الساعة) ، فهو آية يعلم بها منكر الساعة أنها حق . فهذا معنى (وإنه لعلم للساعة).
فإذا كان السلف أجمعوا على أن الآية 61 الزخرف تتكلم عن عودةاالمسيح فأنا أختلف معهم، فهل يعرف الحق بكثرة الأصوات ونظام الأغلبية أم بالبرهان؟
أما عودة المسيح إلى الدنيا فإنني عندي أدلة من الكتاب ومن الحكمةعلى ذلك حتى ولم أكن قد سمعت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نزول عيسى عليه السلام.
اقتباس :
==========================================
[COLOR=Brown]ومع ما سبق فإن الأمة أجمع سلفها، بل وخلفها ممن يُعتد بقولهم من المحدثين والفقهاء على أن عيسى عليه السلام ما صُلب ولا قُتل، بل وما زال حيا إلى يومنا هذا..==================================

الإجماع الذي يعتبر حجة هو الإجماع على (اليقين). تجد كل المسلمين سلفهم وخلفهم مجمعين أن محمدا رسول الله وعلى أركان الإسلام وفرائضه ومجمعين أن القرآن كتاب الله المحفوظ...
هذا فيما يخص الأمور اليقينية، أما الأمور الظنية فإن الإجماع غير ملزم بلا دليل، فالأمم التي جاءت قبلنا هم أيضا أجمعوا على الظن واعتبروا من يخرج عن الإجماع الظني فهو ضال ، لقد أجمعت النصارى على أن الله هو المسيح، وأجمعت اليهود أن عيسى بن مريم ليس هو المسيح، فهل هو إجماع على حق؟
أيكون الإجماع حجة لنا ولا يكون حجة لمن سبقنا من الأمم ؟
هل نحن بدع من الأمم؟ هل قال بذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام؟
كلا، بل نحن أمة قد خلت من قبلها الأمم .اتبعنا نفس سننهم في تقييم الحق بواسطة الظن بدليل قول رسول الله : لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر...) ، هذا حديث صحيح ليس لأنه قاله فلان العدل الثقة وإنماهو صحيح لأنه يوافق الحكمة ويعبر عن واقع حالنا .
اليهود والنصارى اتبعوا أقوال رجالهم الموصوفين بالعدول والثقاة حتى ولو تناقضت أقوالهم مع الكتاب والحكمة.
ونحن كذلك لنا رجالنا العدول الثقاة ، ولنا كتب الصحاح).
والعاقل هو الذي يتبع القاعدة التي تقول : الرجال تعرف بالحق ولا يعرف الحق بالرجال.
إن من يتبع قول فلان لأنه ثقة وعادل وأمين حتى ولو كانت روايته فاسدة المتن تناقض العقل والكتاب والحكمة فإنه يكون بذلك قد جعل ثقته في المخلوق أكثر من ثقته في الخالق ، فمثله كمثل الذين قال الله فيهم: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله.
فإذا كان الله تعالى وهو أعدل العادلين وأصدق الصادقين إذا أراد أن يخبرنا بأمر غيبي فإنه يقسم على صحة ما نقلوا !!
أهم أعدل وأصدق من الله الذي يقسم على صحة ما يخبرنا به!!
سبحان الله وتعالى علوا كبيرا.

هذه هي الحجة التي أعرف بها الحق.