اقتباس:اأي بيون.. أتى السم إلى فمك ، وما أفظعه سما . أي أثيم هذا الذي اعد السم وقدمه إليك ، و أنت هائم في الغناء ليهرب من روعة غنائك . ( موسكوس .. بيون ) .

الزميل المحترم تروث .
تحية و تقدير .
إن الإنسان لابد أن يغمض عينيه بقوة حتى لا يرى أحداث الشرق الأوسط لأن اللعب أصبح كله ع المكشوف .
حتى عاشقو البعث السوري لا يمكنهم أن ينفوا أن النظام السوري أو على الأقل بعضه متورط حتى لحيته المستعارة في مستنقع الاغتيالات اللبنانية، على الأقل لن يفعلوا ذلك خشية الخلود في جهنم بتهمة الكذب الذي أفضى إلى الموت !.
يمكن للعين الخبيرة نوعا ما أن ترى أن العالم الحر أصبح أقل حماسا لمساعدة اللبنانيين كي يتحرروا من الطغاة ، وهذا بسبب ما يشعر به الأمريكيون بل و العالم كله الآن بأن العرب لا يدركون بعد محنتهم، و أنهم غير جادين في التحرر و اللحاق بالديمقراطية ، و لهذا بدأوا يتخلون عن لبنان لأنهم لا يريدون مزيدا من التورط .إن درس العراق ماثل للجميع، فالعرب الذي يقبلون بالاحتلال بلا مقاومة جدية لا يقبلون بحكم الأغلبية المخالفة دينيا أو مذهبيا و يصلون في ذلك إلى حد غير مسبوق في التدمير الذاتي . لهذا لا يريد الغرب عراقا أخرى في لبنان ، فالشعب اللبناني مثل الشعب العراقي منقسم طائفيا و بشدة ، ومن يشاهد سياسيي حزب الله يتحدثون لا يصدق أنهم لبنانيون حقا .
هناك فرصة حقيقية للنظام البعثي السوري كي يفلت بجلده لو أحسن التحرك، و بالمناسبة هذا لا يعني التوقف عن القتل، فيمكنه تفجير عددا آخر من الرؤوس، على ألا يبالغ و يعرف كيف يتوقف! . الأهم لأمريكا الآن هو تأمين الحدود السورية العراقية و التوقف عن إيواء المعارضين لأمريكا خاصة التكفيرين. لو كان حافظ الأسد حيا لعرف كيف يفعل ذلك ، و على بشار أن يستلهم تراث الراحل الكبير !.
قلوبنا مع سعد الحريري رغم أنها لن تجديه شيئا ، ولو لم تتحرك أمريكا لردع الحكم السوري – غالبا لن تفعل -سينالون من الحريري رغم المظلة السعودية التي لم تحم والده ، وسوف يتخلى عنه حتى أنصاره و حلفاؤه . أعتقد أن على سعد الحريري أن يتعلم الدرس الجنبلاطي بشكل أو آخر و يمد يده لقتلة أبيه كما فعل- و أعلن - وليد جنبلاط ، فوليد ذهب ليحتضن حافظ الأسد قاتل والده ربما لأنه يعلم أنه فعل ذلك ليس بدافع الكراهية بل لضرورة سياسية إرتأهاا !، ففي عالم مافيا الحكم العربية حذار أن تبحث عن العدل .. حذار!
. أعتقد انه سيكون على سعد الحريري أن يترك رفيق الحريري للتاريخ ،و أن يحافظ هو على رقبته لأطول فترة قبل أن يرسله أسود البعث إلى التاريخ مبكرا ، فالعرب لا بواكي لهم ، و علينا ألا نتوقع أن الآخرين سيبكون على من لا يبكي لنفسه .